إعلان

عندما يتعايش الفقر والترف.. جوهانسبرج مدينة التناقضات

01:11 م الأحد 01 يوليو 2018

جوهانسبرج

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

جوهانسبرج- (د ب أ):

في المناطق الداخلية بمدينة جوهانسبرج ، هناك حي يدعى مابونينج. الكلمة تعود للغة الجنوب أفريقية "سوثو" وتعني "مكان الضوء".

من بعض النواحي، صحيح أن مابونينج هو بصيص من الضوء في المدينة الداخلية المعتمة. وتضفي واجهات المتاجر الملونة والفنادق الفاخرة ذات الواجهات البراقة انطباعا عن مدينة عصرية صاخبة.

لكن جوهانسبرج هي مدينة للتناقضات ، فعلى بعد 100 متر من هذا المشهد ، تعيش عائلات لدى كل منها ما يصل إلى سبعة أطفال في أكواخ صغيرة في حي فقير ، بينما يمزج تجار المخدرات ما لديهم من مخدرات في الجوار.

ويقول بوني ننياندو، (30 عاما)، وهو شاب أسمر البشرة عمل كمرشد سياحي منذ أن أنهى دراسته :"جوهانسبرج لها وجهان - أحدهما فقير والآخر غني".

وبسبب الفقر وارتفاع معدلات الجريمة ، طالما اعتبرت جوهانسبرج أخطر مدينة في العالم. وكان من المستحيل تقريبا القيام بنزهة ببساطة في المدينة.

ويقول ننياندو :"لكن منذ أن نشط العديد من المستثمرين هنا ، تغير ذلك". التقدم مدفوع بالأموال الخاصة.

ووفقا للأرقام الرسمية، يعيش نحو 4 ملايين نسمة في جوهانسبرج ، ويعيش ما يصل إلى 11 مليون شخص في المنطقة المحيطة بالمدينة.

ويعتبر تدهور وسط المدينة من تداعيات نظام الفصل العنصري. وفي عام 1950، بدأت الحكومة بشكل ممنهج في دفع الأغلبية السوداء للخروج من المنطقة الداخلية في المدينة . ثم تحول ما يعرف باسم "المنطقة التجارية المركزية" إلى المنطقة المزدهرة في وسط المدينة البيضاء.

ومع ذلك، كان من الصعب الحفاظ على المدينة الفاضلة للعنصريين. وما أن حلت ثمانينيات القرن الماضي ، بدأ السود في العودة إلى وسط المدينة. وبعد ذلك، فر العديد من الشركات إلى الضواحي الشمالية. ولم يتبق سوى مبان شاغرة لا حصر لها ، والتي تم شغلها بشكل غير قانوني تدريجيا. لا يزال العديد من الأشخاص يعيشون في هذه المنازل المؤقتة اليوم ، وهو ما يستمر في كثير من الأحيان في ظروف رهيبة.

وكانت المحاولة الأولى لبداية جديدة هي التي قام بها جوناثان ليبمان ، وهو سليل عائلة ثرية من رجال الأعمال. لقد اشترى مبان صناعية بأنحاء شارع فوكس سيئ السمعة وأعاد تصميمها.

وهكذا ولد حي مابونينج . الإضافة الأولى كانت "آرتس أون مين"، سوق على أحدث صيحة . وأتبع ذلك حانات ومعارض فنية وشقق أنيقة. ومنذ ذلك الحين ، استحوذت الشركة على أكثر من 40 مجمعا من المباني بأنحاء "مابونينج". وتتولى فرق خاصة من حراس الأمن ورجال الشرطة المباني ، التي يجتذب الكثير منها إيجارات مرتفعة للغاية.

والآن ، وبفضل مستثمرين آخرين ، هناك سلسلة من المناطق العصرية الجديدة ، مثل "44 ستانلي" وهو مشروع متعدد الاستخدامات يضم مكاتب ومطاعم.

وتسير الفكرة بشكل جيد للغاية. ويقول سيدني نكوبي (30 عاما)، وهو نادل يعمل في المنطقة: "هنا في 44 ستانلي، الجميع يتجمعون. أسود وأبيض ، شباب وكبار. لا يوجد فصل عنصري ولا تحيز هنا".

إنه شاب من السود ونشأ في جوهانسبرج. ويقول: "الأماكن مثل 44 ستانلي أو مابونينج تغير المجتمع. نحن بحاجة إلى المزيد من الأماكن مثل هذا".

يجلس شين ويلسون، وهو أبيض عمره 38 عاما، أمام نزل في شارع فوكس. ويقول "مابونينج - هذه هي أفريقيا كما ينبغي أن تكون. هنا يتجمع الجميع معا ، ويحتفلون معا. الجميع أصدقاء ويغفرون لبعضهم البعض ما حدث في الماضي".

ولكن عندما يتعلق الأمر بالفقر المستمر، على سبيل المثال بين واضعي اليد، يقول إن: "المدينة تقدم للفقراء هنا أقل مما ينبغي".

معظم واضعي اليد يأتون من خلفيات فقيرة للغاية. كثيرون منهم هم من المهاجرين، حسبما يوضح مايكل صن، المسؤول عن السلامة العامة في المدينة. ويعترف بأن المدينة ليس لديها السكن الاجتماعي الضروري لتلبية احتياجات هؤلاء.

ولا يهتم المستثمرون مثل ليبمان بالسكن الاجتماعي - فهم يريدون إنشاء واحات لا تعود بالنفع عادة سوى على الطبقة الوسطى الصغيرة نسبيا، كما يقول صن.

الوضع في المدينة ككل يتغير ببطء. في مقاطعة جوتنج، التي تضم جوهانسبرج، تم تسجيل 4101 حالة قتل وقتل خطأ في العام الماضي، وكان هناك 54 الف عملية سطو.

العديد من ضباط الشرطة في جنوب أفريقيا مغلوب على أمرهم أو فاسدون - أو كلاهما. وتحاول جوهانسبرج الآن اتخاذ تدابير مضادة. ويعد صن بأن تضم شرطة البلدية 1500 ضابط جديد بحلول نهاية العام.

وتمثل أماكن مثل مابونينج منارات تساعد على تحسين صورة المدينة. ولكن بسبب معدل الجريمة المرتفع ، لا يزال الكثير من أولئك الذين يستطيعون تحمل النفقات يغلقون على أنفسهم مجتمعات مسورة. هناك يعيشون خلف جدران عالية - محمية بالأسلاك الشائكة والأسوار الإلكترونية والمراقبة المصورة والحراسة الخاصة.

ويقول صن إنه يستطيع أن يفهم الحاجة إلى الأمن. "ولكن إذا استمروا في تحصين أنفسهم خلف جدرانهم العالية ، فإن هذه المدينة لن تنمو أبدا معا".

فيديو قد يعجبك: