إعلان

أبرزهم "دير ياسين" و"قطار القاهرة".. مجازر إسرائيل في عام النكبة

12:45 م الثلاثاء 15 مايو 2018

أرشيفية

كتبت- إيمان محمود:

سبعون عامًا يرفع خلالها الفلسطينيون أبواق العودة إلى أراضيهم المسلوبة منذ عام 1948، مُستعيدين ذكريات النكبة والتهجير القسري لأكثر من 750 ألف فلسطيني، فرّوا من مذابح العصابات الصهيونية التي شيّدت دولة إسرائيل المزعومة.

ويطالب الفلسطينيون، بحق العودة المنصوص عليه في كافة محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، لكن دولة الاحتلال ترفض هذا الحق، فيما تؤكد الجمعية العامة للأمم المتحدة على هذا القرار الذي يدعو إلى عودة أولئك اللاجئين إلى أراضيهم التي طُردوا منها بأبشع الطرق.

لم تنسَ ذاكرة فلسطين، سياسة الإرهاب والقتل التي اتبعتها العصابات الصهيونية المدعومة من الاحتلال البريطاني في هذا الوقت، والتي كونت فيما بعد الجيش الإسرائيلي.

واستطاعت تلك العصابات أن تُنفذ مجازر كبيرة خاصة في عام 1948، وكانت تتعمد الترويج لتلك المجازر الوحشية، من أجل إخافة المدن والقرى الأخرى، والذين فرّ بالفعل جزءً كبيرًا منهم خوفًا على أرواحهم، خاصة بعد مجزرة "دير ياسين".

مجزرة دير ياسين

مجزرة دير ياسين من أبشع مجازر الاحتلال على مر التاريخ، والتي وقعت في 9 أبريل من العام 1948، في دير ياسين، القرية الفلسطينية التي تبعد حوالي 6 كم للغرب من مدينة القُدس المحتلة.

وقعت المجزرة بعدما هاجمت عصابتا "الأرغون" و"شتيرن" الصهيونيتان، سكان دير ياسين، أطفالا وشيوخا ونساء، قتلوهم ومثّلوا بجثثهم، ثم ألقوا بها في بئر القرية.

وصل عدد شهداء المجزرة إلى 245 شهيدًا فلسطينيًا، بحسب مركز "وفا" الفلسطيني للمعلومات.

كانت مذبحة دير ياسين عاملاً هاماً في الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أُخرى من فلسطين والبلدان العربية المجاورة لما سببته المذبحة من حالة رعب لدى المدنيين.

وتفاخر مناحيم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بهذه المذبحة في مذكراته فقال: "إن مذبحة دير ياسين أسهمت مع غيرها من المجازر الأخرى في تفريغ البلاد من 650 ألف عربي.. لولا دير ياسين ما قامت إسرائيل".

مجزرة سميراميس

في 5 يناير من العام 1948، أقدمت منظمة "الهاغاناة" الصهيونية على نسف فندق سميراميس في مدينة القدس، ما أدى إلى استشهاد 19 فلسطينيًا على الأقل، وإصابة 20 آخرين.

وتعني "الهاغاناة" بالعربية "الدفاع"، وهي منظمة صهيونية عسكرية أسست في القدس عام 1921، وقادت معركة إنشاء إسرائيل بدعم من الانتداب البريطاني في تنفيذ عمليات عسكرية ضد الشعب الفلسطيني.

وانضم إليها عند تأسيسها عدد كبير من أفراد "الفيلق اليهودي"، الذي قاتل إلى جانب بريطانيا في الحرب العالمية الأولى.

مجزرتي حيفا

وقعت مجزرة حيفا الأولى في 16 يناير من العام 1948، حيث دخل مجموعة من اليهود الصهاينة المتخفين في لباس جنود بريطانيين، مخزنًا بالقرب من عمارة في المدينة، بحجة التفتيش، ثم وضعوا قنبلة موقوتة.

أدى انفجار القنبلة إلى هدم العمارة وما جاورها من مباني، ليسقط أكثر من 31 قتيلاً فلسطينيًا، من بينهم أطفال.

أما المجزرة الثانية، فوقعت في 22 أبريل من العام ذاته، بعد أن هاجم بعض الصهاينة مدينة حيفا، واحتلوا بيوتًا ومباني عامة، وقتلوا 50 فلسطينيًا ممن حاولوا التصدي لهم.

ولم يسلم من حاول الفرار من المدنيين العُزّل من بطشهم، إذ قتلوا حوالي 100 فلسطيني من الهاربين عن طريق الميناء إلى مدينة عكا.

مجزرة قطار "القاهرة ـ حيفا"

وقعت هذه المجزرة في 31 مارس 1948، إذ لغّمت مجموعة "شتيرن" الصهيونية المُسلحة قطار "القاهرة ـ حيفا" السريع، ليسقط حوالي 40 شهيداً، و60 مصابًا.

وكان الخط الرئيسي للقطار يمتد من القنطرة في مصر إلى حيفا في فلسطين، ومنها إلى بيروت، وكان هناك فروع تخدم يافا والقدس وعكا ومرج بن عامر.

مجزرة سعسع

في قرية سعسع القريبة من الحدود اللبنانية، ارتكب الاحتلال مجزرة في 14 فبراير 1948، بعدما هاجمت قوة من منظمة "الهاجاناة" القرية، ودمرت عشرين منزلاً فوق رؤوس أصحابها، بالرغم من أن أهالي القرية لم يظهروا أي مقاومة.

وكانت حصيلة هذه المجزرة استشهاد حوالي 60 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال.

مجزرة الحسينية

في 13 مارس من العام 1948، هاجم قرية الحسينية أكثر من 50 مُسلح من كتيبة يهودية تُدعى "البلماح"، إذ لغّموا 12 منزلاً، قُتل إثر انفجارهم 15 فلسطينيًا، بالإضافة إلى إصابة العشرات.

وبعد أن دخلت الشرطة البريطانية إلى القرية، فرضوا حظر التجول وقاموا بترحيل السكان، لكنهم عادوا مرة أخرى إلى أراضيهم، رافضين الاستسلام لسياسة التهجير.

وبعد ثلاثة أيام من المجزرة الأولى، هجمت القوات الصهيونية مرة أخرى على القرية، لتلاحق الناجين، إذ قال مركز "وفا" الفلسطيني للمعلومات، إن عدد القتلى في المجزرة الثانية وصل إلى أكثر من 60 فلسطينيًا.

مجزرة بيت دراس

وقعت في 21 مايو، في شمال شرقي مدينة غزة حيث وصلت قوة صهيونية معززة بالمصفحات، إلى قرية بيت دراس وطوقتها لمنع وصول النجدات إليها، ثم بدأت تقصفها بنيران المدفعية والهاونات بغزارة كبيرة.

كانت هذه المرة الرابعة التي تهاجم فيها الجماعات الصهيونية المسلحة هذه القرية، لكنها كانت تفشل في كل مرة بسبب قوة أهلها، قبل أن يعودوا تلك المرة بقوة أكبر، ليطوقوا القرية من عدة جهات مختلفة.

وعندما شعر أهالي القرية باحتمالية الهزيمة، طلبوا من النساء والأطفال والشيوخ مغادرة القرية من اتجاه الجنوب، بهدف تخفيف الخسائر بين العُزّل، دون أن يعلموا أن الصهاينة يحاصرون أيضًا الجهة الجنوبية.

وما إن وصل نساء وشيوخ وأطفال القرية إلى الجهة الجنوبية، حتى أمطرتهم العصابات الصهيونية بالنيران، ليسقط 260 شهيدًا فلسطينيًا.

مجزرة الطنطورة

في ليلة الـ32 من مايو 1948، هاجم مجموعة من قوات "الهاغاناة" الصهيونية قرية الطنطورة، وبعد معركة قصيرة سقطت القرية في أيديهم، وقد هجّروا 1200 من سكانها إلى قرية الفرديس المجاورة، وقتلوا حوالي 200 فلسطينيًا.

وعن تفاصيل المجزرة؛ قال المؤرخ الإسرائيلي ثيودور كاتس، أن القوات الإسرائيليون انهمكوا لعدة ساعات بعد اقتحام القرية، في مطاردة دموية في الشوارع، وبعد ذلك أخذوا يطلقون النار بصورة مركزة على الفلسطينيين.

وقال "كاتس" في بحث أعده إلى جامعة حيفا، إنه التقى بمجموعة من القوات الإسرائيليين الذي هاجموا القرية وقتها، الذين ما زالوا على قيد الحياة، وقالوا له إن "عدد القتلى من الفلسطينيين الذين تم إعدامهم بدم بارد في البلدة، يتراوح ما بين 200 إلى 280 فردًا".

فيديو قد يعجبك: