إعلان

نانسي بيلوسي.. امرأة هزت عرش ترامب

11:58 ص الخميس 13 ديسمبر 2018

السياسية الديمقراطية نانسي بيلوسي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

في الوقت الذي يُشكك فيه العالم في قدرة النساء على القيادة وتولي المناصب الكُبرى، وفي ظل معاناة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مع اتفاق خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، واستقالة أنجيلا ميركل من رئاسة الحزب المسيحي وتخليها عن منصبها بعد سنوات طويلة قادت فيها ألمانيا، جاءت زعيمة الأغلبية الديمقراطية الأمريكية نانسي بيلوسي للرد على أي شخص يُشكك في قدرة المرأة إذ تمكنت من إلحاق هزيمة مدويّة بالرئيس دونالد ترامب، وجعلته يخشى احتمالات عزله لأول مرة في حياته.

عُقدت مناقشة بين ترامب وبيلوسي وتشاك شومر، زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الأمريكي، الثلاثاء الماضي، في المكتب البيضاوي عُرضت على الهواء مباشرة، حضرها نائب الرئيس مايك بنس، والذي تقول الصحف الأمريكية إن أحدهم ربما ضغط على زر كتم الصوت الخاص به، فلم ينطق ببنت شفة طوال المحادثة، التي انتهت بفوز بيلوسي، وتأكيد أنها ستتصدي لكل شيء يقوم به ترامب.

1

من هي نانسي بيلوسي؟

امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر، بصور بيلوسي والاقتباسات المأخوذة من مناقشتها مع ترامب، الثلاثاء الماضي، كذلك قالت وسائل الإعلام الأمريكية إنها تمكنت من الثأر لكل الأمريكيات بصفة خاصة، ومن النساء جميعًا بصفة عامة، بعد عامين أكدت فيه الأمريكيات بكل ما لديهن من قوة على رفضهم لتصريحات ترامب ومواقفه المسيئة من النساء.

نانسي بيلوسي، 78 عامًا، سياسية ديمقراطية مُخضرمة كانت رئيس الأقلية في مجلس النواب منذ عام 2007 إلى 2011. وهي أول امرأة من كاليفورنيا لها أصول إيطالية تتولى منصب زعيم الأغلبية في مجلس النواب.

خلال حكم الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش كانت بيلوسي الصوت المعارض لحرب العراق، وأكدت أنه لا يوجد أي طريقة لإنهاء الأزمة مع إيران سوى الحلول الدبلوماسية والمفاوضات، وكذلك تشدد على أن العلاقة بين إسرائيل وأمريكا لا يمكن التأثير عليها أبدًا، وهي مستمرة في الحرب والسلام.

2

طوال حياتها لم تكن بيلوسي مدافعة عن حقوق مواطنيها والعمل على انفاذ السياسات بالطريقة التي تحقق مصالح بلادها، ولكنها أيضًا واحدة من المدافعات عن حقوق المرأة، وفي حوار مع شبكة سي إن إن الأمريكية، في أكتوبر الماضي، قالت بيلوسي إنها ترتدي زي المحارب، وتعرف كيف تسدد اللكمات إذا لزم الأمر، وأن كل النساء قادرات على فعل ذلك إذا استجمعن قوتهن.

وتابعت: "أعرف لماذا أقوم بوظيفتي بهذه الطريقة، فأنا أفعل ذلك حتى أؤكد لكل النساء أنهن قادرات على القيام بأي شيء، وأنهن لا يجب أن يتسامحن في حقوقهن، ولا يدعن أي شخص ينحيهم جانبًا، فلا يجب أن ننسحب من أي قتال".

3

صوت الأمريكيات

كانت بيلوسي حازمة وصارمة، عندما حاول ترامب أن يعطي الجميع شعورًا أنها في موقف لا يسمح لها بالحديث واستمر في مقاطعة كلامها وتجاهلها في بعض الأوقات، قالت له بوضوح: "سيدي الرئيس.. أرجوك لا تستهين بالقوة التي أنشرها في هذا اللقاء باعتباري زعيمة الديمقراطيين، التي حققت انتصارًا كبيرًا".

عندما تحدث ترامب عن إمكانية إغلاق الحكومة الأمريكية، تردد شومر ولم يستطع العثور على الكلمات المناسبة للرد على الرئيس الأمريكي، وتقول سي إن إن، في تقرير نشرته اليوم الخميس، إن السياسي الأمريكي ترك بيلوسي مرة أخرى لتكون الشخص الوحيد الذي يدير النقاش.

وعقب المناقشة، قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في مقال رأي نشرته أمس الأربعاء على موقعها الإلكتروني، إن بيلوسي كانت صوت كل الأمريكيين المعارضين للرئيس الأمريكي، مؤكدة أنها بإمكانها إعطاء دورات تدريبية في كيفية التعامل مع الجهلة، هؤلاء الذين يتفوهون بكلام غير منطقي، واجبارهم على تحمل مسؤولية اخطائهم.

عندما أصرّ ترامب على أن الجدار الحدودي هو الوسيلة الوحيدة لنشر الأمن ومنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين، ردت عليه بيلوسي بطريقة منطقية وبحجج مُقنعة، وهذا ما لم يعتاد ترامب على سماعه من مساعديه، وأخبرته أن الأمر لن يكون بهذه السهولة، فمن الضروري عقد جلسات واجتماعات مطولة عن كيف يمكن بنائه وما هي الميزانية التي يحتاجها، والتأكد من أنه سيكون فعالاً، مؤكدة أن أي شيء يتعلق بأمن وحماية الولايات المتحدة يجب دراسته جيدًا.

4

أصابت الرئيس بالإحباط

أصيب ترامب بالإحباط عقب انتهاء جلسته مع بيلوسي وشومر، نقلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن أشخاص كانوا متواجدين في هذا الوقت، إن الرئيس الأمريكي غادر غرفة الاجتماع وتوجه إلى مكتبه وأمسك بملف به مجموعة من القصاصات وظل صامتًا لفترة، حتى التقى بمجموعة من مساعديه المقربين وتحدث معهم عن مدى إحباطه.

ونقلت مجلة نيوزويك الأمريكية عن مساعدي ترامب إن تطورات تحقيقات المحقق الخاص روبرت مولر في مزاعم تواطؤ حملة ترامب الانتخابية مع الروس، وما يقوم به الديمقراطيين سرًا يجعل ترامب خائفًا للمرة الأولى في حياته، وأن الشعور بالخوف انتقل إلى مساعديه والمقربين.

وكان الرئيس الأمريكي قد قال، في تصريحات نُقلت عنه أمس الثلاثاء، إنه يخشى أن تعم الفوضى في البلاد حال عزله، ونقلت شبكة (سي إن إن) الأمريكية عن مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس يرى بأن الإطاحة به أمر محتمل وحقيقي، مُرجحا استغلال التطورات الخاصة بقضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان