إعلان

أول حوار لنجلي خاشقجي بعد مقتله: كان سعيدًا مع خطيبته.. وننتظر جثته

01:13 م الإثنين 05 نوفمبر 2018

عبدالله وصلاح خاشقجي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

تحدّث نجلا الصحفي السعودي المقتول جمال خاشقجي عن المصادر التي يستقون من خلالها المعلومات حول قضية والدهما، مُناشدين السلطات السعودية بالكشف عن مصير جثته التي ما تزال لغزًا في الوقت الذي تقول السلطات التركية إنها لا تزال تبحث عن بقايا جثة خاشقجي.

جاء ذلك في حوار أجراه صلاح (35 عامًا ) وعبدالله (33 عامًا) خاشقجي مع شبكة سي إن إن الأمريكية، يُعد الأول بعد إعلان الادعاء التركي- رسميًا- مقتل السعودي خنقًا فور وصوله مقرّ القنصلية السعودية باسطنبول، وفقًا لخطة كانت مُعدّة مُسبقًا، وتقطيع جثّته والتخلّص منها لاحقًا.

مناشدات بالكشف عن الجثة: "نريد دفته في البقيع"

ناشد نجلا خاشقجي السلطات السعودية بالكشف عن مصير جثة والدهما لدفنه في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة مع أفراد عائلته، مؤكّدين أنه "بدون العثور على جثة والدهما، لن تقدر الأسرة على إنهاء حزنها"، على حدّ قولهما.

وبحسب المقابلة التي أُجريت في واشنطن ونُشرت في الساعات الأولى من صباح الاثنين، قال صلاح وعبدالله خاشقجي إنهما "تعرّضا لأسابيع من الألم وعدم اليقين بعد اختفاء وموت والدهما"، ووصفاه بأنه كان شجاعًا وسخيًا للغاية.

وذكر عبدالله "آمل حقًا أنه مهما حدث لوالدي أنه لم يتألم كثيرًا أو كان الأمر سريعًا أو مات بسلام".

من جهته قال شقيقه الأكبر صلاح "كل ما نريده الآن هو دفنه في مقبرة البقيع في المدينة المنورة مع بقية أفراد عائلته". وأضاف "لقد بحثت هذا الأمر مع السلطات السعودية وأنا آمل أن يحدث ذلك قريبًا".

وقال صلاح "كل ما نريده الآن هو دفنه في مقبرة البقيع في المدينة المنورة مع باقي أفراد عائلته"، مُضيفًا "تحدثت عن ذلك مع السلطات السعودية، وآمل فقط أن يحدث ذلك قريبًا".

وشوهِد خاشقجي (59 عامًا) آخر مرة وهو يخطو داخل القنصلية في الثاني من أكتوبر الجاري. ونفت السعودية في بادئ الأمر التعرض له أو قتله مؤكّدة أنه "غادر المبنى دون أذى"، ردًا على توارد عدة تقارير صحفية نقلت عن مسؤولين أتراك قولهم إن "خاشقجي داخل القنصلية السعودية".

انزعاج من الأكاذيب:"والدنا أُسيء فهمه بشكل مُتعمّد لأسباب سياسية"

وأبدى نجلا خاشقجي انزعاجهما ووالدتهما مما وصفاه بـ"الأكاذيب" التي جرى تداولها منذ مقتل خاشقجي، وفق السي إن إن.

وأكّدا أن خاشقجي قد أُسيء فهمه وأُسيء تمثيله بشكل مُتعمّد لأسباب سياسية. وقال صلاح: "كان جمال شخصًا معتدلًا. كان يحب الجميع. كانت لديه خلافات وقيم مشتركة مع الجميع"، ووصفه بأنه "شخص حقيقي وسعيد وأب رائع".

وأضاف: "أرى الكثير من الناس يخرجون الآن ويحاولون المطالبة بإرثه ولسوء الحظ فإن بعضهم يستخدم ذلك بطريقة سياسية لا نتفق معها تماما"، وتابع "الرأي العام مهم، لكن خوفي هو أنه أكثر تسييسًا. فالناس يجرون تحليلات قد توجهنا بعيدًا عن الحقيقة".

وعندما سُئل عن كيفية تذكر خاشقجي، أجاب صلاح: "كرجل معتدل لديه قيم مشتركة مع الجميع، رجل يحب بلده، الذي كان يؤمن بقدراته وإمكانياته".

واستكمل: "جمال لم يكن أبدا منشقًا. إنه يؤمن بالملكية أنها الشيء الذي يبقي البلاد معًا. وهو يؤمن بالتحول الذي يمر بها".

خاشقجي و"الروك آند رول"

في تعبير عن مهنة والدهما كصحفي، شبّه نجلا خاشقجي والدهما بأنه كان "مثل نجم موسيقى الروك أند رول" عندما كانا يخرجان معه في المملكة.

وقال صلاح: "كان شخصية عامة أعجب بها الجميع. وأنت لا ترى ذلك كثيرًا في وسائل الإعلام، وتحديدًا في وسائل الإعلام المطبوعة".

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن صلاح، أكبر أنجال خاشقجي، بات نقطة الاتصال الرئيسية بين الأسرة والحكومة السعودية، وهو يقول إنه يعتمد على "تقارير إخبارية للحصول على تحديثات بشأن التحقيق في وفاة والده".

مصادر معلومات العائلة: "إنه لغز ولسوء الحظ ليس لدينا إجابات"

وفيما يتعلّق بالمصادر التي تستقي منها عائلة خاشقجي معلوماتها عن القضية، أوضح صلاح أنه يُتابع مُستجدات التحقيقات في قضية مقتل والده، من التقارير الصحفية والإعلامية.

وقال للسي إن إن "مصدرنا هو نفس المصدر الذي لديك. إنه لغز. هذا يضع الكثير من الأعباء علينا جميعنا"، موضحًا أن "الجميع يسعى للحصول على معلومات مثلما نفعل. إنهم يعتقدون أن لدينا إجابات، ولسوء الحظ لم نفعل ذلك".

خاشقجي وخديجة جنكيز: "علاقة مزدهرة وسعيدة"

من جهةٍ أخرى، تحدّث عبدالله خاشقجي، الذي يعيش في الإمارات العربية المتحدة، عن علاقة والده بخطيبته التركية خديجة جنكيز، قائلًا إنه "عندما سمع بأن خاشقجي سيكون في تركيا ذهب لزيارته وقضى بعض الوقت معه وخطيبته، خديجة جنكيز، ورأى علاقتهما المزدهرة وسعادة والده"، وفق قوله.

وقال عبدالله: "كان سعيدًا. كانت فرصة جيدة للغاية بالنسبة لي لرؤيته. توقفنا في اسطنبول واستمتعنا، وكنت محظوظًا حقًا أن أخوض آخر لحظة معه. أشعر بالامتنان الشديد".

كان صلاح خاشقجي قد أعلن، بعد أسبوعين من اختفاء خاشقجي، أنه "لا يعرف من هي خديجة ولم يسمع بها من قبل سوى من خلال وسائل الإعلام"، داعيًا السيدة التركية خديجة إلى الكف عن تناول قضية والده.

كما شكّكت الدكتورة آلاء نصيف، الزوجة السابقة لخاشقجي، في علاقته بخديجة. وقالت في تصريحات سابقة لقناة العربية: "في حين تدعي المزعومة خديجة أنها خطيبة جمال، أنا لم أسمع بهذا الاسم مُسبقًا، ولا يعلم بها أهله ولا ابنه عبدالله الذي كان معه في تركيا لمدة أسبوعين قبل اختفائه. فلو كانت خديجة في حياة جمال، سأكون أول من يعرف، لكنها أبدًا ليست في حياته".

بعد قتل خاشقجي، كان نجله الأصغر عبدالله أول فرد من أفراد الأسرة يزور شقة خاشقجي في ولاية فرجينيا، حيث وجد أن والده وضع صورة لأحفاده، طفلي عبدالله وابنته، على سريره، بحسب السي إن إن.

"الأبناء والأحفاء" كلمة السر في رغبة خاشقجي في الاستقرار بتركيا

وكشف نجلا الصحفي السعودي المقتول أن والدهما كان يخطط لمغادرة واشنطن والانتقال إلى تركيا حتى يكون أقرب إلى أبنائه وأحفاده.

وقال صلاح: "السبب الرئيسي وراء اختياره العيش في تركيا هو أن يكون قريبا من عائلته. لديه علاقة خاصة جدا مع جميع شقيقاته. كان من الصعب علينا جميعا سماع الأخبار المأساوية".

وقال عبدالله: "الأمر صعب، ليس سهلاً. خاصة عندما تصبح القصة كبيرة. ليس الأمر سهلاً، إنه أمر مربك. حتى الطريقة التي نحزن بها، إنها مربكة بعض الشيء".

وأضاف "وفي الوقت نفسه، ننظر إلى الإعلام والمعلومات المضللة. نحاول أن نكون عاطفيين وفي نفس الوقت نحاول الحصول على القصة - القطع والقطع من القصة لإكمال الصورة بأكملها، إنها مربكة وصعبة، إنها ليست حالة طبيعية وليست موتًا طبيعيًا".

تقول الشبكة الأمريكية إن صلاح وعبدالله وأخواتهما نهى (27 عاما) ورزان (25 عاما) يريدون جميعًا أن يعيشوا حياتهم، وما زالوا يعيشون ويعملون في الشرق الأوسط ووضعوا تحت أضواء لا يُحسدون عليها.

صلاح وصورته مع بن سلمان: "لم تعنِ شيئًا"

من المقرر أن يعود صلاح إلى عمله المصرفي في جدة قريبًا، ويخشى من رد فعل رواد التواصل الاجتماعي خاصة بعد صورته مع ولي العهد السعودي التي ظهر فيها وهو يُصافحه قبل مغادرته المملكة قبل أسبوعين، فأثارت جدلًا واسعًا.

وأوضح صلاح خاشقجي إن صورة مصافحته للأمير محمد بن سلمان أسيئ فهمها بعد أن نشرتها الوكالة السعودية الرسمية، ضمن خبر استضافة الملك سلمان وولي عهده لنجلي خاشقجي في قصر اليمامة لتقديم العزاء.

وقال صلاح "إن الصورة لم تعنِ شيئًا"، مُضيفًا "أنا أفهم لماذا يحاولون القيام بذلك. إنهم يحاولون الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات، وهو أمر نقوم به أيضًا. أحيانًا ما تكون مجرد ادعاءات لا أساس لها وبلا معنى"، لافتًا إلى أنه ينتظر انتهاء التحقيق وكشف الحقائق.

وأوضح أنه ينتظر نتائج التحقيقات ليعرف حقيقة مقتل والده، قائلًا "لقد أكد الملك أن جميع المعنيين سيقدمون للعدالة. وأنا أؤمن بذلك. وهذا سيحدث. وإلا لما كان السعوديون سيبدأون تحقيقًا داخليًا".

وبسؤاله عما إذا كان يثق في العاهل السعودي بشأن التحقيقات، قال صلاح خاشقجي: "نعم".

فيديو قد يعجبك: