إعلان

تسونامي إندونيسيا يخدع العلماء.. وخبراء: "أعقد الكوارث الطبيعية في التاريخ"

06:37 م الأحد 07 أكتوبر 2018

تسونامي إندونيسيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - رنا أسامة:

عايش الإندونيسيون عدة زلازل داهمتهم على مدى الأعوام الأخيرة، تجرّعوا خلالها مرارة الفقد البشري والمادي، بحُكم وجود إندونيسيا في منطقة "طوق النار"، وهي حزام من سلسلة من الزلازل المتواصلة والثورات البركانية المُحيطة بسواحل المحيط الهادي.

ومع ذلك، تقول صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن موجة المدّ العاتية (تسونامي) التي اجتاحت البلاد مؤخرًا، وقضت على الأخضر واليابس، كانت "عصيّة على التنبؤ بها" بحسب خبراء.

تعرّضت جزيرة سولاويسي لتسونامي مُدمّر يوم الجمعة قبل الماضي، بعد زلزال عنيف بقوة 7.5 درجات بمقياس ريختر، حصد 1763 قتيلًا حتى الآن، حسبما أعلنت وكالة الكوارث الوطنية في إندونيسيا في أحدث حصيلة لعدد الضحايا. فيما لا تزال محاولات توثيق عدد المفقودين جارية.

وأنفقت إندونيسيا الملايين على كافة الإعدادات الخاصة بالتأهب للكوارث الطبيعية، منذ الزلزال والتسونامي المدمرين الذين ضربا جزيرة سومطرة الإندونسية في 2004، وأسفرا عن سقوط 226 ألف قتيل في أنحاء المحيط الهندي، بينهم أكثر من 120 ألفًا بإندونيسيا.

لكن يبدو أن هذه الإعدادات لم تفلح في التنبؤ بتسونامي هذه المرة؛ إذ أخفق نظام إنذار يقوم على ما يُعرف بـ"المحاكاة بالحاسوب" في تقدير احتمالات وقوع تسونامي ضخم ، مع حساب تقديرات موجات أصغر بكثير، فيما يبدو أن أجهزة استشعار النظام كانت تواجه خللًا ما، بحسب الصحيفة.

يقول علماء إن تسونامي إندونيسيا الأخير "أعقد" الكوارث الطبيعية في تاريخ البلد الآسيوي. وقع بعد السادسة مساء يوم 28 سبتمبر (بالتوقيت المحلي)، بعد هزات أرضية ضربت بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر، على بُعد 48 ميلًا من مدينة بالو.

1

ولم يكُن الزلزال من النوع الذي عادة ما يتوقّع الخبراء أنه ستعقبه موجات تسونامي قوية. يقول آدم سويتزر، الباحث في مرصد الأرض ومقره سنغافورة: "لم يكن واضح المعالم. وقع هذا الزلزال خارج حدود أنظمة الإنذار المُتاحة".

تعرّضت عشرات من أجهزة استشعار الزلازل في بحر جاوة للسرقة أو التدمير أو الكسر. في حين لم تعمل البقية على نحو صحيح وقدّرت مخاطر التسونامي بشكل غير دقيق، متوقّعة أن منسوب المياه سيرتفع قدمين أو 9 أقدام- في أسوأ السيناريوهات، وفق الصحيفة.

لكن بدلًا من ذلك، ارتفع منسوب المياه بفعل تسونامي إندونيسيا إلى 20 قدًما في بعض الأماكن.

2

يقول سوتو بوبو نوجروهو ، المتحدث باسم وكالة إدارة الكوارث في إندونيسيا إن "أجهزة الاستشعار تنقل للأقمار الصناعية معلومات فورية عن موجات المد العاتية، والأماكن المُحتمل أن تضربها، وارتفاع الأمواج".

لكنه يُضيف أن "هذه الأجهزة لم تعمل على أكمل وجه منذ 2012".

بعد السادسة مساء الجمعة قبل الماضي، بدأت المياه في خليج "بالو" في الانحسار على نحو ملحوظ، وتشكيل حلقات في المحيط. في تلك الأثناء، كانت الإندونيسية ميرانتي ماليوا (35 عامًا) تقود السيارة على الساحل. وعندما حاولت أن تُسرِع لم تستطِع سيارتها من التحرّك إلى الأمام.

تتذكر ميرانتي "شعرت كما لو أنني أقود داخل كرة تتدحرج إلى الأمام وإلى الوراء".

3

وتحوّلت أكثر المناطق المتضررة في إندونيسيا، بما في ذلك بيتيبو- أحد أحياء مدينة بالو- إلى كومة من الحُطام والقاذورات، كما محو جسر وأحياء بأكملها، حسبما أظهرت صور التقطتها شركة "ديجيتال جلوب" العالمية المعنيّة برصد كوكب الأرض.

تم جرف المنازل المسقوفة بالصفيح، وكذلك قبة مسجد "دارل موتتقيين إيبري بالاروا" في سولاويسي الإندونيسية.

وفي وسط بالو، تحوّلت الطوابق الثمانية لفندق "روا روا" -المعروف بأنه فندق رجال الأعمال من فئة 3 نجوم- إلى أكوام من الخرسانة.

وأثارت سلسلة من الأخطاء - بما في ذلك صعوبات لوجستية أبطأت الاستجابة الأولية للحالات الطارئة واختفاء المسؤولين المحليين من المشهد- تساؤلات حول كيفية استعداد إندونيسيا لكوارث مماثلة، بحسب الصحيفة.

وانخفضت ميزانية إندونيسيا لرصد الكوارث في السنوات الأخيرة من 46 مليون دولار إلى 131 مليون دولار.

وقال مدير الكوارث في وكالة الفيزياء الجيولوجية في إندونيسيا، رحمت تريونو ، إن هذا الخفض ترك أنظمة استشعار التسونامي "محدودة للغاية"، ما دفعها للاعتماد على عمليات المحاكاة بدلا من استخدام أجهزة الاستشعار الأكثر دقة.

ويحتاج حوالى 200 ألف شخص إلى مساعدة إنسانية عاجلة، بحسب الأمم المتحدة التي قدّرت عدد المساكن المُدمرة في إندونيسيا جراء تسونامي بـ66 ألف منزل.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان