إعلان

مواقف الدول الحليفة والمعارضة إزاء أحداث العنف في فنزويلا

10:12 ص الأحد 06 أغسطس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

موسكو/بكين (د ب ا)
يسود شعور بالقلق في المعسكر الغربي جراء الاحتجاجات الجماعية المستمرة منذ شهور في فنزويلا، و مقتل 120 شخصا، وعدم ظهور حل في الأفق للأزمة الناجمة في هذه الدولة الكائنة في أمريكا الجنوبية بسبب الانتخاب المثير للجدل لجمعية تأسيسية في البلاد .

ومع ذلك، ففي الوقت الذي وجهت فيه واشنطن أو بروكسل أو برلين انتقادات حادة لكاراكاس، تضامن حلفاء فنزويلا التقليديون مع الرئيس نيكولاس مادورو، وفيما يلي نظرة عامة عن مواقفهم :

روسيا

يقول الكرملين إن فنزويلا تسعى بشكل فعال إلى استمرار الاتصالات مع القيادة الروسية، وأجرى الرئيس فلاديمير بوتين، وفقا لما أعلنته الحكومة الروسية، اتصالا هاتفيا مرتين مع نظيره الفنزويلي مادورو منذ منتصف مايو الماضي.

وثمة حقيقة مفادها أن فنزويلا ستتأثر أيضا في الوقت الحالي جراء العقوبات الأمريكية الجديدة التي فرضتها واشنطن مؤخرا عليها، مما سوف يدفعها للارتماء في أحضان موسكو مباشرة، ويقول عضو مجلس الشيوخ الروسي قنسطنطين كوساتشيف إن تجميد أصول مادورو في الولايات المتحدة "يعد علامة واضحة على اتجاه أيديولوجي جديد في السياسة الخارجية الأمريكية".

ويضيف "إن وزارة الخزانة الأمريكية حولت نفسها إلى مجموعة احتكارية عالمية تقرر وفقا لأهوائها أين تُطبق الديمقراطية وأين لا تُطبق، ومن الذي تتم معاقبته ومن الذي تتم مكافأته".

ومثلما كان الحال مع مادورو، فإن بوتين كان يأمل أصلا في حدوث تقارب مع الولايات المتحدة في ظل حكم الرئيس دونالد ترامب.

غير أن هذه الآمال تحطمت منذ ذلك الحين، بينما تم وصف مادورو "بالديكتاتور" بسبب قيامه بإعادة تنظيم الدولة الفنزويلية، فرض الكونجرس الأمريكي مؤخرا أقسى عقوبات يوقعها ضد روسيا في غضون عقود من الزمان، حتى أن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف تحدث عن حرب تجارية وشيكة مع الولايات المتحدة.

وبالتأكيد أن وجود عدو مشترك سيستمر في توحيد مواقف روسيا وفنزويلا في خطواتهما الرامية إلى دعم العلاقات المشتركة، وعلى أية حال امتنعت روسيا عن توجيه أية انتقادات فيما يتعلق بعمليات العنف الجارية في فنزويلا.

الصين

وبالمثل، لم توجه الصين أية انتقادات لانتخابات الجمعية التأسيسية المثيرة للجدل في فنزويلا، وبدلا من ذلك أشار بيان صادر عن وزارة الخارجية في بكين إلى إجراء "انتخابات سلسة بشكل عام"، وتأمل الصين أن تنخرط "كافة الأطراف" في حوار سلمي.

وتحرص الصين على عدم حدوث مزيد من التصعيد في الوضع الهش بفنزويلا، الأمر الذي قد يؤدي إلى إفلاس الدولة أو حتى إلى اندلاع حرب أهلية، حيث أن لديها استثمارات كبيرة في هذه الدولة الكائنة في أمريكا الجنوبية.

ويقدر الخبراء أن بكين ساعدت على استمرار عمل الحكومة في كاراكاس عن طريق تقديم قروض بلغت أكثر من 62 مليار دولار خلال الفترة من 2005 حتى 2016، وفي المقابل تلقت الصين شحنات بترولية لسداد هذه القروض.

ويرى المراقبون أن الصين ليست مهتمة فقط بالموارد الطبيعية في فنزويلا، ولكن أيضا بالمكاسب الاستراتيجية، وكان الهدف من هذه القروض السخية أن تساعد الصين على توسيع نفوذها في منطقة كانت تعد لفترة طويلة الفناء الخلفي للولايات المتحدة.

ويمكن أن يشكل تغيير الحكومة في فنزويلا مخاطرة تتمثل في تأثر العلاقات الممتازة التي تربطها بالصين، كما أن لدى الصين خططا طموحة للنمو المستقبلي في المنطقة، فهي تخطط لاستثمار 250 مليار دولار خلال الأعوام العشرة المقبلة، حيث تهدف بكين إلى التفوق على الولايات المتحدة لتصبح أكبر شريك تجاري لدول أمريكا الجنوبية.

إيران

أدى التنافس منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة إلى تقارب كل من إيران وفنزويلا، ووصف الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، الذي حكم إيران خلال الفترة من 2005 إلى 2013 ،ذات مرة الزعيم الفنزويلي الراحل هوجو شافيز بأنه أخ.

ومع ذلك فقد اختلفت الأمور منذ تغيير السلطة في طهران عام 2013، فقد أبدت طهران رغبتها في تحسين العلاقات مع واشنطن، بينما لم يبد رجال الأعمال الإيرانيون مؤخرا اهتماما كبيرا في عقد صفقات تجارية مع فنزويلا.

ولم يلق الرئيس الحالي مادورو نفس الاستقبال الحار في طهران، الذي كان يلقاه سلفه الراحل شافيز، الذي كان يتمتع بالشعبية، وبنفس الدلالة أبدت إيران اهتماما محدودا بالاضطرابات الجارية في فنزويلا.

الدول المجاورة

اتجهت كل من الأرجنتين والبرازيل وكولومبيا وشيلي إلى صدام مع الرئيس مادورو، بينما ظلت إلى جانبه كل من الإكوادور وبوليفيا خاصة رئيسها المفوه إيفو موراليس.

ولكن حتى الحلفاء الباقين له في المنطقة وجهوا انتقادات لسياساته، مثل الدعم السنوي الذي يبلغ عشرة مليارات دولار للبنزين، مما جعل سعره الأرخص في العالم، فيمكن شراء 1000 لتر من البنزين بدولار واحد، وهذا يفسر إلى حد كبير عدم وجود أموال كافية لتوفير المواد الغذائية والأدوية.

وأصبح مادورو معزولا بشكل متزايد، وتم تعليق عضوية فنزويلا في السوق المشتركة لدول أمريكا الجنوبية (ميركوسور)،الذي يركز على تخفيض الرسوم الجمركية والحواجز التجارية.

ومن ناحية أخرى، أعلنت كولومبيا أنها تعتزم تقديم المأوى إلى ما يصل إلى 200 ألف لاجئ جاءوا عبر الحدود من فنزويلا، حيث أصبحت الحوادث الكبيرة عند المعابر الحدودية من الأمور العادية .ولا يزال الرئيس الكولومبي، خوان مانيول سانتوس، حريصا على تجنب حدوث صراع عسكري.

فيديو قد يعجبك: