إعلان

صحيفة أمريكية: دول عربية مترددة في إرسال قواتها إلى سوريا

10:41 م الأحد 29 أبريل 2018

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - عبدالعظيم قنديل:

قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تكافح من أجل تشكيل تحالف من قوات عربية تحل محل القوات الأمريكية الموجودة في سوريا.

ونقلت الصحيفة في تقرير لها الأحد عن مسؤولين أمريكيين أن مساعي ترامب لسحب القوات الأمريكية واستبدالها بقوة عربية تواجه الكثير من المعوقات، مما قد يؤدي إلى تأخير هدفه إلى أجل غير مسمى.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية كشفت عن سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإنهاء تواجد القوات الأمريكية في سوريا وإحلال تحالف عربي مكانها، لضمان الاستقرار شمال شرقي سوريا.

وبحسب لوس أنجلوس تايمز، يشك الحلفاء في المنطقة بشدة في إرسال قواتهم- والكثير منهم مترددون في المساهمة بالأموال- للمساعدة في استقرار المدن والبلدات المحررة من تنظيم "داعش" الإرهابي، وفقًا لمسؤولين أمريكيين بارزين.

ولفتت الصحيفة إلى أن مستقبل القوات الأمريكية في سوريا يثير خلافات بين ترامب ومستشاريه، خاصة في وزارة الدفاع البنتاجون، مضيفة أن المسؤولين الأمريكيين يخشون من رغبة ترامب في الانسحاب السريع للقوات يمكن أن تمنح المتطرفين فرصة لإعادة تنظيم صفوفهم، فضلًا عن توفير مساحة أكثر من الحرية لكل من روسيا إيران.

وكان ترامب قد قال قبل نحو أسبوع إن بلاده ترغب في سحب جنودها من سوريا في أقرب وقت، وأن ترسل دول أخرى جنودها إلى سوريا.

وأضاف أن بلاده دفعت 7 تريليونات دولار خلال 18 عاماً في الشرق الأوسط وعلى الدول الثرية الدفع مقابل ذلك. وقال: "هناك دول لن تبقى لأسبوع واحد دون حمايتنا وعليها دفع ثمن لذلك"، من دون أن يحدد أسماء تلك الدول.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن احتمالات قيام المملكة العربية السعودية ومصر ودول عربية أخرى بإرسال قوات ومدربين إلى سوريا بعيدة، على الرغم من قلقهم من نفوذ إيران المتزايد، إلا أنهم يخشون من التورط في الحرب الأهلية المتعددة الأطراف في سوريا وأن يتم تسليمهم مهمة صعبة، وذلك نقلًا عن مسؤولين أمريكيين.

ووفقًا لـ"لوس أنجلوس تايمز"، قال مسؤول أمريكي كبير شارك في المحادثات مع الحلفاء الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن اسمه لمناقشة التقييمات الداخلية "لا توجد شهية جدية في المنطقة للقيام بهذا العمل على الأرض." "هناك شيء واحد مؤكد: لن يدخل أي جيش آخر، خصوصاً من المنطقة، إلى سوريا إذا لم نكن هناك بكامل طاقتنا".

وأعلن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، الخميس الماضي، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتزم توسيع عملياتها ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا، ولا تعتزم سحب قواتها من هناك في الوقت الحالي بسبب زيادة نشاط الإرهابيين.

كما نوهت الصحيفة الأمريكية إلى مخاوف المسؤولين الأمريكيين من تكرار سيناريو العراق، عندما سحب الرئيس أوباما القوات الأمريكية في ديسمبر 2011- على الرغم من التحذيرات من البنتاجون والنقاد بأن العراق لا يزال غير مستقر- فقط لإرسالهم مرة أخرى إلى هناك.

وقال الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، في شهادته أمام مجلس الشيوخ ، "علمنا أن القوات العراقية غير قادرة على توفير الأمن داخل البلاد، وهذا أعطى العدو فرصة للإرهابيين في هذا المكان، في الواقع، كان لدى داعش مساحة للنمو".

ومنعًا لتكرار ذلك، يناقش البنتاجون خطة لمواصلة الغارات الجوية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا، حيث ينقل التقرير عن مسؤول أمريكي قوله إن هذا المفهوم يهدف جزئيا إلى طمأنة الحلفاء الذين يشعرون بالقلق من أن الولايات المتحدة سوف تتركهم غير محميين إذا ما ساهموا في قوة استقرار في شرق سوريا.

فيما كشف مسؤول مطلع أنه سيتم سحب القوات البرية الأمريكية تدريجيا في وقت لاحق من هذا العام، حيث يخطيط البنتاجون إلى استمرار الضربات الجوية والعمليات البرية التي نفذت من قواعد مجاورة في المنطقة ستهدف إلى احتواء تنظيم "داعش" واستهداف القادة ومرافق صنع القنابل والمعدات ومرافق التدريب.

وأضاف المسؤول المطلع أن خطط البنتاجون تهدف إلى الوفاء بتعهدات الرئيس ترامب حول إزالة القوات الأمريكية من دون فك الارتباط التام عن سوريا، لكنهم اعترفوا بأنهم غير متأكدين من المدة التي قد يمنحها ترامب للسماح للقوات البرية الأمريكية بالبقاء.

وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة تبحث تقديم حوافز أخرى إلى الحلفاء الإقليميين للمساعدة في سوريا، مثل عرض اسم المملكة العربية السعودية "حليفاً رئيسياً من خارج حلف الناتو"، وهو التسمية التي عقدتها 16 دولة أخرى والتي تعمل على توسيع نطاق الوصول إلى مبيعات الأسلحة الأمريكية ومخزونات البنتاجون.

وتعهدت دولة الإمارات العربية المتحدة بالمساهمة بمبلغ 60 مليون دولار في المساعدات الإنسانية لسوريا في مؤتمر عُقد هذا الأسبوع في بروكسل. لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن مثل هذه التعهدات تركز بشكل كبير على مساعدة اللاجئين، وليس على إعادة بناء البنية التحتية وتدريب الشرطة المحلية، وهي المهام التي تعتبر اكثر أهمية لتحقيق الاستقرار في شرق سوريا.

ونقل التقرير عن مسؤول أمريكي قولهم إن أي مساهمات لن تعني الكثير إذا أمر ترامب بانسحاب أمريكي مفاجئ، مضيفًا: "لن يستثمر أحد مئات الملايين من الدولارات إذا اعتقدوا أننا سنغادر".

وتابع قائلًا: "كل شيء غير مؤكد إلى حد بعيد".

فيديو قد يعجبك: