إعلان

كاتبة أمريكية: موقف واشنطن في مجلس الأمن كان في الصالح الإسرائيلي

11:48 م السبت 31 ديسمبر 2016

الكاتبة الأمريكية ترودي روبين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

فيلادلفيا - (أ ش أ)

اعتبرت الكاتبة الأمريكية ترودي روبين، شيطنة ساسة اليمين الإسرائيلي لكل من الرئيس أوباما ووزير خارجيته جون كيري واعتبارهما معاديين لإسرائيل، بمثابة انحراف كبير عن واقع الأمور.

وأوضحت روبين - في مقالها بصحيفة (فيلادلفيا إنكوايرر) - أن الاتهام صدر في أعقاب امتناع مندوب أمريكا في مجلس عن استخدام حق النقض (فيتو) ضد قرار يُدين التوسع الاستيطاني الإسرائيلي بالضفة الغربية.

ودافعت روبين عن أوباما، قائلة إنه هو الذي أبرم اتفاقا تاريخيا مؤخرا ينص على تقديم مساعدة عسكرية لإسرائيل بقيمة 38 مليار دولار لمدة عشر سنوات، وهو يفوق أي اتفاق أبرمته أمريكا مع أي حليف لها؛ وأن أوباما هو مَن قدم حماية لإسرائيل في الأمم المتحدة أكثر من أي رئيس أمريكي سابق على مدى الخمسين عاما الماضية عبر استخدام حق النقد (الفيتو) ضد أي قرار مناهض لإسرائيل قبل هذا القرار الأخير، في حين سمح رونالد ريجان مثلا لـ 21 قرارا مشابها بالمرور، كما سمح جورج بوش الأب بمرور 9 قرارات مشابهة بينما سمح جورج بوش الابن بمرور 6 قرارات مناهضة لإسرائيل.

وقالت روبين إن السبب وراء امتناع أمريكا عن استخدام الفيتو، كما أوضح كيري في خطاب مؤثر، لم يكن أبدا لتقويض إسرائيل؛ على العكس لقد كان بمثابة جهد على طريق تأمين بقائها دولة ديمقراطية يهودية آمنة.

وأوضحت روبين أن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية - في ظل حكومة بنيامين نتنياهو - وصل لنقطة يمكن معها استبعاد إمكانية تحقيق حل الدولتين في أية مفاوضات مستقبلية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأضافت روبين، أن إسرائيل بذلك إنما تتجه صوب حل الدولة الواحدة التي يزيد فيها عدد العرب الفلسطينيين على عدد اليهود ، بما يدفع إسرائيل إلى مواجهة خيارين صعبين: الأول يتمثل في التسلط الأبدي على ملايين من الفلسطينيين المهمشين الذين تشبه أوضاعهم أوضاع الزنوج في جنوب أفريقيا زمن التمييز العنصري.

وتابعت روبين أن الخيار الثاني الذي ستواجهه إسرائيل هو منح حقوق سياسية لـ 75ر2 مليون فلسطيني في الضفة الغربية مضافا إليهم 7ر1 مليون فلسطيني في إسرائيل علاوة على الأقلية العربية في مقابل 3ر6 مليون يهودي إسرائيلي - على أن تلك الأرقام تتجاهل 8ر1 مليون فلسطيني آخرين بقطاع غزة.

ومضت الكاتبة قائلة "إن إسرائيل إذا ما اختارت الخيار الأول المتمثل في التسلط الأبدي على الفلسطينيين، فلا سبيل إلى أن تكون ديمقراطية؛ وإذا ما هي اختارت الخيار الثاني المتمثل في منح الفلسطينيين حق التصويت، فسوف تفقد شخصيتها اليهودية (ومن واقع الشرق الأوسط، فإنه من الصعب أن تصبح إسرائيل دولة ثنائية القومية تنعم بالسعادة)".

وحذرت روبين، من أن حل الدولة الواحدة ينذر بكارثة محدقة؛ ولكن ذلك هو ما تسير إليه الأمور.

واستدركت صاحبة المقال بسؤال طرحه منتقدو كيري حول وجاهة القلق الآن بشأن المستوطنات، بينما سوريا تحترق وتتأجج عدة مشكلات أخرى في مناطق متفرقة بالعالم؟ لم لا نؤجل أمر مسألة المستوطنات ريثما يأتي يوم (وهذا مستبعد) تتجدد فيه محادثات السلام؟

وأجابت روبين بأن: أجندة نتنياهو يقوم على تنفيذها شركاءٌ متطرفون من ائتلاف اليمين ممن يرغبون في ضمّ جزء أو كافة الضفة الغربية بأسرع وقت ممكن؛ ويسعى هؤلاء إلى تنفيذ توسع استيطاني سريع في قلب الضفة الغربية على نحو يستحيل معه قيام دولة فلسطينية متاخمة.

ونوهت صاحبة المقال إلى أنه على الرغم من ادعاءات نتنياهو بشأن دعم حل الدولتين، فإنه يصف حكومته بأنها الأكثر حرصا على المستوطنات في تاريخ إسرائيل؛ وقد صدّق نتنياهو على تشريع يُرّخص إقامة العشرات من البؤر الاستيطانية على أراض مملوكة لفلسطينيين على نحو كانت تعتبره المحاكم الإسرائيلية غير قانوني بشكل رسمي.

وأكدت الكاتبة الأمريكية أن المستوطنات - خاصة المقامة وراء الحاجز الحدودي الذي شيدته إسرائيل لتأمين ما سيطرت عليه من مناطق قبل 1967- تلك المستوطنات لا تمت بصلة لأمن إسرائيل؛ وإنما هي مقامة لتأكيد السيطرة الدائمة على الضفة الغربية.. وهذا ما يعيدنا إلى التصويت في الأمم المتحدة.

وأوضحت روبين أن قول كيري أن الموقف الأمريكي الذي جاء "دفاعا عن حل الدولتين" إنما استهدف الدفاع عن مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية تعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمان مع جيرانها.. هذا ما قصد إليه الأمريكيون.

ولفتت الكاتبة إلى أن قرار الأمم المتحدة بعد كل ذلك هو رمزي ولم يقل غير القليل مما لم يقال في قرارات سابقة من جانب الأمم المتحدة أو من جانب إدارات أمريكية سابقة، كما أن القرار يفتقر إلى آلية التنفيذ، فضلا عن أن إدارة أوباما –التي ضاعت جهودها على صعيد السلام هباء- هي في طريقها للخروج.

وأكدت روبين أن القرار يدق ناقوس إنذار من التبعات الثقيلة على إسرائيل جراء موت فكرة حل الدولتين.

وقالت الكاتبة إن الانفتاح في النشاط الاستيطاني الإسرائيلي أثار حفيظة حتى حلفاء إسرائيل ضد حكومة نتنياهو ممن يعلمون أن الوضع الراهن في الضفة الغربية لا يمكن أن يستمر للأبد وأن العنف قد يعاود الاشتعال حال دفن فكرة حل الدولتين.

واختتمت روبين قائلة إن ذلك درس ينبغي على الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أن يتأمله جيدا، فباختياره سفيرا أمريكيا لإسرائيل يدعم المتطرفين من المستوطنين يدفع إسرائيل إلى منحدر تدمير الذات.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان