إعلان

روبرت فيسك: إسرائيل لا تخشي العقاب

03:35 ص السبت 26 يوليه 2014

الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ علاء المطيري

قال الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك، إن إسرائيل قتلت 800 فلسطيني لكنها لا تخشي العقاب، مشيرا إلى أن رد الفعل تجاه حصيلة القتلي لدى طرفي الصراع صادمة وغير عادلة.

وأضاف: ''الإفلات من العقاب'' هي العبارة التي تتبادر إلى الذهن عندما نتحدث عن قتل 800 فلسطيني بريء يمثلون أكثر من ضعف عدد ضحايا الطائرة الماليزية.

وأردف: عندما سقطت فوق أوكرانيا طالبنا على وجه السرعة بتأبين مناسب لضحاياها، ورعاية لعائلاتهم، وصببنا لعنتنا على أؤلئك الذين تركوا أجساد الضحايا وسط الحقول في شرق أوكرانيا لوقت أقصر تحت سماء ربما تشبه سماء غزة الساخنة.

ولفت فيسك إلى أنه لا أحد يهتم بإلقاء اللوم على إسرائيل بعدما قتل جيشها 800 شخص من المدنيين ولا حتى لهذا الأمر في ذاته.

وقال فيسك: لا قدر الله لو سارت الأمور في الاتجاه الآخر، وكان عدد قتلى إسرائيل هو 800 شخص بينما لم يمت من الفلسطينيين سوى 35، فإن رد الفعل سيكون معروف.

وأضاف: سنسميها وحشية، وبشاعة وجريمة يجب تحديد المسؤولين عنها وأن حماس ستكون مسؤولة أيضا، متسائلا: لماذا أصبحت قضية اليوم هي ضبط الرجال الذين أسقطوا الطائرة فوق أوكرانيا بقذيفة أو اثنين.

وكرر فيسك: إذا قتل من الإسرائيلين 800 شخص ـ وهو ما نشكر الله أنه لم يحدث - كما يقول فيسك ـ فإن لدي شكوكًا بأن الولايات المتحدة ستعرض دعما عسكريا لإسرائيل التي باتت مهددة من قبل إرهابيين مدعومين من إيران، مشيرا إلى أننا سنطالب حماس بتسليم الوحوش الذين أطلقوا الصواريخ على إسرائيل، والذين حاولوا ضرب الطائرات في مطار بن جوريون بتل أبيب.

وأضاف الكاتب: لكننا لم نفعل ذلك لأن أغلب الذين قتلوا '' فلسطينيين''.

وتسائل: كم فلسطيني يجب أن يقتل حتي نوقف إطلاق النار، 800 شخص، أم ثمانية آلاف؟، هل لدينا نية لذلك؟، ما هو معدل القتلي الذين يمكن أن يوقف إطلاق النار؟ أم أننا ننتظر حتي تطفوا الدماء على حافة منحدرة لتقول لنا '' هذا يكفي''، enough is enough وكأنه لم يمر علينا من قبل.

وأشار فيسك إلى أنه بمقارنة الضحايا الأبرياء الفلسطينيين مع نظرائهم من الاسرائيليين فإنه يجب القول بأن الأطفال والنساء وكبار السن الذين قتلوا بوحشية في غزة سيكونون أكبر من عدد ضحايا الطائرة الماليزية.

وتسائل الكاتب البريطاني، هناك شيء شاذ جدا بالنسبة لردة الفعل تجاه حصيلة القتلي في غزة، أليس كذلك؟، وأضاف: ننشد وقف إطلاق النار ليدفن الناس قتلاهم في المناطق الساخنة التي تمر بظروف سيئة لكننا لا نستطيع أن نفتح ممرا انسانيا لعلاج الجرحى.

وقال إن هناك صوتًا يتعالى بداخلي منذ سنوات وهو أننا لا نهتم كثيرا بما يحدث للفلسطينيين، أليس كذلك؟

وقال فيسك: منذ مذبحة القرويين التي حدثت على يد الجيش الإسرائيلي الجديد عام 1948، إلى مذابح صبرا وشاتيلا عندما قتل مسيحيو لبنان المتحالفين مع إسرائيل ما يقرب من 1700 شخص عام 1982 تحت نظر القوات الإسرائيلية.

وأضاف: ومنذ مذبحة قانا التي قتل فيها عرب لبنان في قاعدة ''الأمم المتحدة'' عام 1996، إلى عمليات القتل المتفرقة في قانا خلال العشر سنوات التي تلت المذبحة، إلى الأعداد الضخمة من المدنيين الذين قتلوا في غزة عندما هاجمها الجيش الإسرائيلي في (2008 ـ 2009)، فإن التساؤلات لا تتوقف عقب كل مذبحة من تلك المذابح، لكننا لا نتذكر حجم تلك المذابح.

ونوه فيسك إلى أنه تم التعتيم على تلك المذابح، مشيرا إلى أنه عندما حاول القاضي جولد ستون أن ينكرها فإنه تعرض لضغوط شخصية كبيرة، وفقا لأصدقاء فيسك داخل الجيش الإسرائيلي.

وقال فيسك إن الإدعاء بأن الإرهابيين وحدهم هم من يتحملون اللوم على من قتلتهم حماس والذين قتلتهم إسرائيل، يقابله إدعاء آخر يجب أن نكرره مرارا وهو أن الجيش الاسرائيلي الذي ينال ترتيبا عاليا بين جيوش العالم لا يجب ألا يستهدف المدنيين، مشييرا إلى أنه يجب ألا نستدعي ذاكرة عن 17500 فرد من المدنيين قتلهم هذا الجيش عام 1982.

ولفت فيسك إلى أنه سيتناسى كلمة الغباء التي ترد إلى العقل عن العرب الفاسدين أو القتلة المنتمين إلى داعش وكل المتاجرين بالقتل في سوريا والعراق الذين يعتبرون جزءا من غياب العقوبة، مشيرا إلى أن عدم التفاتهم جميعا إلى القضية الفلسطينية أمرا متوقعا، فهم لا يسعون إلى عرض قيمنا.

وتساءل فيسك: ما الذي سنفعله بتصريح الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري عن أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على رأس أولوياته، وما الذي فعله على وجه الأرض في السنوات الأخيرة عندما أدعى أنه سيحل مشكلة السلام في الشرق الأوسط خلال 12 شهرًا، ألم يكن يدرك حقيقة وجود الفلسطينيين في غزة؟

وقال فيسك إن المئات من الآلاف حول العالم، وربما الملايين يرغبون في وضع نهاية للمفلتين من العقاب، ونهاية لعبارات الخسائر البشرية الغير متناسبة، متسائلا، لماذا لا يوجد تناسب بين خسائر الطرفين؟ '' 35 قتيل إسرائيلي مقابل 800 فلسطيني''.

وأضاف أن الإسرائيليون الشجعان يشعرون بهذا ويكتبون عنها في الصحف مثل صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في ذات الأثناء التي يجتاح الغضب العالم الإسلامي والعربي، مشيرا إلى أنهم سيدفعون الثمن.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان