إعلان

 هي مسألة عربية لا روسية !

سليمان جودة

هي مسألة عربية لا روسية !

سليمان جودة
07:58 م الأحد 05 يونيو 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

في حوار مع قناة الغد العربي، دعا سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، إلى عودة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية !

الحوار مع الوزير الروسي جرى نهاية الأسبوع الماضي، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يدعو فيها الجامعة إلى خطوة كهذه .. فمن قبل كان قد دعا إلى ذلك، وكان قد كرر دعوته، وكان يبدو في الدعوة وكأنه وزير خارجية في عاصمة عربية، لا وزير خارجية في موسكو !

ويعرف الجميع أن عضوية سوريا في الجامعة كانت قد تجمّدت في أعقاب ما يسمى بالربيع العربي، وكانت رياح هذا الربيع قد وصلت الأراضي السورية في مارس من عام ٢٠١١، وكانت الطريقة التي تعامل بها نظام حكم بشار الأسد مع السوريين المنخرطين أيامها في موضوع الربيع، هي التي جعلت دولاً عربية تدعو الى تجميد عضوية بلاده في الجامعة ، وقد جرى ذلك بالفعل في تلك الأيام، فخلا المقعد من سوريا ولا يزال خالياً إلى اليوم، رغم انعقاد أكثر من قمة عربية على مدى ما يزيد على عقد من الزمان !

وفي كل المرات التي جرت فيها محاولات في اتجاه ملء المقعد السوري الشاغر بصاحبه، كانت محاولات أخرى في المقابل تعطل هذا السعي، ومن المحزن أنها كانت تنطلق من عواصم عربية !

كان هذا يحدث ولا يزال، رغم أن العرب هم أدرى الناس بأن غياب سوريا عن دورها الطبيعي يضرهم كثيراً، ولا يفيد أحداً سوى أعدائهم الذين يتحرشون بالأرض العربية من شرقها، ومن شمالها، ومن وسطها، ومن جنوبها، كما نرى، وكما نتابع !

وعندما تحدد موعد القمة العربية المقبلة في الجزائر، وعندما قيل إنها ستكون في نوفمبر من هذه السنة، كانت الجزائر واضحة للغاية في موقفها، وكان رأيها المعلن أن القمة ستنعقد بوجود السوريين، وأن دمشق ستكون حاضرة شأنها شأن كل عاصمة عربية !

ويبدو أن هذا الموقف لم يعجب الذين لا يرضيهم الوجود السوري في الجامعة، ولم يسعد الذين يفرحهم أن تكون دمشق غائبة، وكانت النتيجة أننا بدأنا نسمع على استحياء أن سوريا ربما لا تكون قادرة على الحضور في قمة الجزائر عندما تنعقد في موعدها !

ولكني أعتقد أن عروبة الجزائر القوية سوف تقف في مواجهة كل محاولات تعويق عودة السوريين، وسوف تتمسك الجزائر بموقفها الثابت الأول ، وسوف لا تتراجع أمام كل الذين يحاولون ابقاء الغياب السوري على ما هو عليه، وسوف تجعل من القمة المقبلة قمة مختلفة بالنسبة للملف السوري، وسوف تعمل من منطق إحساسها بأن عليها مسؤولية عربية في هذا الموضوع !

عودة سوريا إلى مكانها الطبيعي في الجامعة، لا بد أن تكون هماً عربياً مجرداً، لا هماً روسياً يخرج من موسكو في موقعها هناك على الخريطة !

إعلان