إعلان

بداية جديدة/ الغضب ...الحقيقي والزائف

فاطمة مصطفى

بداية جديدة/ الغضب ...الحقيقي والزائف

فاطمة مصطفى

أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية

06:59 م الأربعاء 26 يناير 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كثير منا أو معظمنا يتعرض لمشاعر الغضب سواء في مجال العمل أو في محيط الأسرة والأصدقاء وتختلف ردود الأفعال بين شخص وآخر... تتحكم فيها المستوى الفكري والتعليمي والأخلاقي والتنشئة الاجتماعية لدى كل فرد، وتكون مشاعر الغضب دائما سلبية ويترتب عليها نتائج غير مرضية سواء للشخص القائم بأعمال وانفعالات الغضب أو من يسقط عليه هذا الفعل.

ولكن هل سألت نفسك عزيزي القارئ مشاعر الغضب هذه صادقة أم مزيفة؟؟ وهل فعلا يوجد اختلاف بينهما حقيقي أم هما الاثنان مردافان لمعنى واحد؟؟ وهل هذه المشاعر فعلا مؤذية أم تنتهي بمرور الموقف؟؟ وهل نستطيع من خلالها أن حكم على الشخص حكم صحيح أم هناك بعض العوامل التي تجعل من حكمنا مزيفاً؟؟ تعددت الأسئلة والإجابات واختلفت من فرد إلى آخر ولكن هناك ثوابت ومواقف على أرض الواقع نستطيع من خلالها أن نرى الصورة كاملة وفي نفس الوقت صائبة .....تعال معي نشرح بالتفصيل ونتعرف على رأي علماء النفس والاجتماع نحو مشاعر الغضب الحقيقية والمزيفة.

مشاعر الغضب الحقيقية: نتيجة عدة مواقف وأفعال حدثت وتكررت بصورة مستمرة على فترات ليس بعيدة ومن نفس الشخص بعد عدة توجيهات له ولكنه غير قابل أو واع لما يفعله في حق الأخرىن من أخطاء وإهانات جعلت من الفرد الذي تم وقوع الضرر عليه إلى إنسان مشحون ولديه مخزون من المشاعر السلبية فاقت قدرته على الاحتمال وبدأت تحتاج إلى تفريغ سريع ومن هنا يبدأ المتضرر أن يرد بأفعال غير مرضية وتكون على عدة مرات ونلاحظ هنا عامل الوقت أي أن من وقع عليه الضرر يتم تفريق طاقته السلبية على عدة مراحل وعلى وقت زمني طويل وهنا يسمي (الغضب الحقيقي) حيث إن عامل الوقت يعتبر عاملا أساسيا وتعدد المواقف وتأثيرها عليه يعتبر عاملا آخر، ونرى هنا أن علماء النفس اهتموا بعامل الوقت جدا واعتبروه محورا اساسيا في تأثير الغضب حيث من الطبيعي ان الانسان مع مرور فترة زمنية معينة (وتختلف من فرد إلى آخر) يبدأ في استعادة توازنه النفسي مرة أخرى واتزانه ولكن هنا عامل الوقت كان بمثابة تأكيد وأداة قوية لإثبات أن هذ الغضب ليس إلا غضبا حقيقيا نظرا لتوافر عنصر الوقت وإطالته ومدى تأثيره على الشخص الذي تم وقوع الضرر عليه .

مشاعر الغضب الزائفة: هي مشاعر تحدث نتيجة موقف معين وتكون هذه المشاعر وقتية لا تتعدى الدقائق ومع مرور الوقت (ليس بوقت طويل) تتغير هذه المشاعر ويسترد الفرد ثباته الانفعالي مره ثانية ويتجاهل مشاعر الغضب نهائي ولا يستطيع التفكير فيها أو تذكرها مرة أخرى، وتنتج هذه المشاعر فجأة بدون تراكمات أو مواقف متعددة ولا يكون لها تأثير نهائي على الفرد أو المحيطين به حيث ان عنصر الوقت يعتبر غير محسوس أو مرئي في مشاعر الغضب الزائفة، ومن هنا نلاحظ أن حدوث أي أفعال أو ردود أفعال لا ينتج عنها أي ضرر للفرد أو للمحيطين به وبالتالي لا يوجد أي أذى أو مشاعر سلبية نستطيع أن نذكرها .

لقد استعرضنا هنا مشاعر الغضب الحقيقي والزائف وعليك عزيزي القارئ أن تفرق تفريقا صحيحا وصائبا بين الاثنين لأن كل مصطلح منها يسلك طريقاً مختلفاً عن الآخر، وبالتالي سوف تحصل على نتائج مختلفة ويكون تفاعلك ورد فعلك بالتالي مختلفاً وهذا سوف يؤثر على مدى سلامك النفسي واستقرارك الداخلي، لأنه بكل بساطة ووضوح مشاغر الغضب الحقيقية من الممكن أن تكون مؤذية إلى درجة مرعبة يتوقف مدى الأذى على تصنيف أخلاق الشخص نفسه ومدى ما وقع عليه من ضرر نفسي أما مشاعر الغضب الزائفة فليس لها أي ضرر أو أذى يذكر، وبالتالي هنا سوف يتحدد مدى رؤيتك أنت في التعامل مع هذه المشاعر أو مع هذا الشخص التي سوف تؤثر عليك بالتاكيد تأثيرا مباشر وتجعل منك شخصا على وعي وإدراك ونضوج كاف للحكم على الموقف والاشخاص المحيطين سواء على المستوى العملي أو مستوى الأسرة والأصدقاء.

ومن هنا نصل إلى بداية جديدة في حكمنا على الأفراد والمواقف ومدى تحليلنا للأفراد المحيطين بنا وكيفية التعامل معهم وإدراك حدود كل فرد منهم وتصنيفهم ما بين فرد مؤذٍ وفرد غير مؤذٍ وإذا استطعنا التفرقة والتحليل الصائب سوف ينعكس ذلك بالتاكيد على مدى النظرة المستقبلية لحياتنا معا خصوصا إذا كان على مستوى الأسرة أو الأصدقاء الميحطين أما إذا كان في محيط العمل سوف نتفهم شخصية زملائنا وندرك كيفية التعامل معهم في مناخ سليم أو سوي على الأقل ينتج عنه عمل ناجح وفي نفس الوقت يتم الأخذ في الاعتبار (الحذر) ومعرفة مدى الضرر من الأفراد العاملين في محيط العمل وإعادة مسار التعامل معهم مرة أخرى بطريقة مختلفة حتي تتجنب أي أذى أو ضرر يقع عليك.

بداية جديدة .....

إعلان