إعلان

حساب الثورات.. وضرورات التطهير!

محمد حسن الألفي

حساب الثورات.. وضرورات التطهير!

محمد حسن الألفي
07:01 م الثلاثاء 29 يونيو 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تحل غدا- الأربعاء ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو. مرت ثماني سنوات كاملة. ومع رياح الغد الثقيلة أو العليلة (كل حسب موقعه واتجاهه) يستعيد كل مواطن أحداثا جساما، وتفاصيل مذهلة، مرتبطة بحقائق وأكاذيب، طغت فيها التضليلات العمدية على الحقائق؛ بهدف طمسها، وتبديلها، وخلق واقع من الفوضى، تتفتت فيه الدولة بشعبها وأرضها وسيادتها.

أنقذ مصر في الثلاثين من يونيو الكتلة الرئيسية التى لازمت البيوت والكنبات والشاشات، وتركت الأولاد والبنات يخرجون لتغيير النظام. الورد اللي فتح في جناين مصر كان الورد الذي مزق مصر. كانوا فخورين بهم وهم يضغطون بالحشود والسهر والخيام والأغاني والمولوتوف والشم والهمس والفح والشرب والحرق.

كوكتيل عارم من التناقضات، شأن كل زلزال، كانوا مسكونين جميعا بحلم بناء دولة ديمقراطية عادلة. حتى الآن لم يفهم أحد كيف يمكن بناء دولة، والبناة والأنفارمجندون ومماليك لدول أخرى!

ما علينا. تلك أيام مضت، لها ما لها، وعليها ما اكتسبت. لنا اليوم أن نسأل عن الحصيلة والعواقب. أخطر وأهم نتائج الحفاظ على الدولة ثم تثبيت الدولة. هاتان مرحلتان. لهما تكلفة باهظة من الدم الطاهر. ومن حرية التعبير معا.

من النتائج ثورة إنشائية وتعمير يدعو للفخر، في ربوع مصر كافة، ومخصصات لبرامج صحية غير مسبوقة، ورغبة في إصلاح التعليم، لم ينهض لها وزير كفء، بقدر ما هو رجل تجريب يجيد عرض البضاعة رغم مثالبها. نتحدث عن التعليم قبل الجامعى.

من النتائج استقرار الشعور العام بالأمان، وجني ثمار الإصلاح الاقتصادي.

وعلى النطاقين الإقليمي والدولي، تحقق وعد الرئيس السيسي: أم الدنيا، وستعود أم الدنيا، ولا غرابة أن نقرأ الآن عن مصر القوية والعظمى والفاعلة في إقليمها وعلى المسرح الدولي، تحقق ذلك بسياسة اتسمت بالرشد والعقلانية والانسجام مع الأسرة الدولية وكبارها، دون تهور أو استعراض مخزٍ.

هذه كلها مكاسب لا يجوز التهوين منها؛ لأنها كلها كانت خسائر ومصائب وانهيارا. وكلنا عشنا تلك الأيام السُّود التى امتدت شهورا. حكم البلاد فيها جهلة وعملاء ومتخلفون وباعة أوطان.

لكن هل تجوز محاسبة الثورة الآن؟ ما الأخطاء؟

ثورة يوليو وضعت في الميزان بعد هزيمة يونيو ١٩٦٧، والذي حاسبها هو قائدها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي تحدث أيامها عن ثورة على الثورة، ثم بيان ٣٠ مارس الإصلاحي... ثم... ثم ... إلخ.

ثورة يونيو ٢٠١٣ هي ثورة شعب سانده الجيش. ثورة يوليو ١٩٥٢ حركة مباركة قادها الضباط لتطهير البلاد، وساندها الشعب. التفاعل منطقي وطبيعي؛ فالجيش المصري هم جنود وضباط من أبناء الشعب.

لكن السؤال لا يزال يراوح مكانه: هل يجب وضع الميزان الآن لثورة عمرها ثماني سنوات؟

التقييم العلمي يقضي بمرور حقب زمنية، ربع قرن، نصف قرن، لكن من غير المنطقى ولا المفيد غض العقل والبصر عن مؤشرات تخفي نذرا، وتتطلب المواجهة.

لا نتحدث عن الفساد؛ فالدولة تضربه بلا هوادة، وبلا تمييز أيا كان الفاسد وموقعه، لكن نتحدث عن نتوءات ورؤوس متجمعة، اسمها القديم (مراكز القوة).

لن تبلغ مرتبة الوصف بهذا الاسم، لكن أداء البعض في المجال الإعلامى بخاصة يؤشر لنتوء منغلق على جماعته.

الكوارث الوطنية عادة تنشأ من استفحال الصديد في هذا النتوء الرافض للانفتاح، المتجمل، حتى لا يتعرض للتطهير. لن يستعصي هذا النتوء المسبب فشل السياسة الإعلامية المصرية داخليا وخارجيا على الرجل الذي لم يستعصِ عليه ورم سرطاني فئة الإخوان والعملاء. إن الرئيس سيطهره.

إعلان