إعلان

إلى هؤلاء أقول...

سامي عبد العزيز

إلى هؤلاء أقول...

د.سامي عبد العزيز
07:00 م السبت 26 ديسمبر 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

مع انتهاء عام بحلوه ومره- وإن كان مره أكثر- فلا بد أن نحمد الله، وأن نتخذ من مثل هذه المناسبات التى تتكرر- ولا نعلم إن كنا سنلحق بها إذا تكررت أم لا- وسيلةً لنشكر ربنا، ونوجه رسائل شكر وتقدير وصدق لمن نراه؛ شريطة أن تكون صادقة وأمينة دون غرض شخصي أو مصلحة خاصة؛ فقد أخذنا من الدنيا ما نستحقه وأكثر.

أولاً: أعانك الله سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى لتكمل بما تملكه من إخلاص لخدمة وطنك وأهلك، وتواصل فتح ملفات مصر العتيدة الشائكة ويمد الآخرون أيديهم وقلوبهم لمساعدتك، وأعانك الله على التحديات التى لم، ولن تنتهى؛ فهذا قدر مصر، ومن ثم قدرك، ولكنك بصدقك مع ربك ومع الناس كل يوم تحقق نفعاً وعائداً ليس للحاضر ولكن للمستقبل.

ثانياً: إلى جيشنا الأبيض المخلص الذى ضحى، ولا يزال يضحي بصدور أبنائه في كل نجوع وقرى مصر- وإننى على يقين أنهم يرون مشاعر الحب والتقدير فى عيون أهل بلدنا الذي أتمنى منهم الالتزام والأخذ بالأسباب لتتجاوز مصر أخطر وأشد وباء شهدته البشرية. ومن المؤكد أن الجهد الفائق للمناضلة الوزيرة هالة زايد محل تقدير الجميع.

ثالثاً: إلى من فى رقبته أطفال وأسر فى منظومة التعليم قبل الجامعى وطارق شوقى أقول له أكمل، واصل؛ فما حققته حتى الآن سيسجل لك ولبلدنا أنه لم تصب بالشلل أو الخلل فى أكبر تجمع إنسانى وأهم مجال حياة وهو التعليم. وكم أتمنى من أولياء الأمور والعاملين فى قطاع التعليم أن يساندوا هذا الرجل ومن معه وسيأتى اليوم الذى ندرك فيه جميعاً أن هذا الرجل بعون ربه وبمساندة الرئيس له وبإصراره قد أحدث طفرة رغم القسوة من الوباء ورغم القسوة فى مقاومة التغيير لثقافة تراكمت فعطلت مسيرة التعليم بحق.

رابعاً: إلى من قاد منظومة التعليم العالى والبحث العلمى فى هدوء ورسوخ ودون ضوضاء، الوزير د. خالد عبد الغفار الذى نجح وبالأرقام والحقائق ومعه رؤساء جامعات أجلاء مخلصون فى تحويل المحنة إلى منحة، والتحدى إلى فرصة، وانتصر الجميع على أنفسهم. الأساتذة الكبار مدوا أيديهم لأبنائهم مع الأساتذة والهيئات المعاونة، فانتظمت الدراسة بأعلى درجات الانضباط رغم تسارع الأحداث وشدتها، وامتداداً لذلك فإن مؤسسات ومراكز البحوث فى التعليم العالى كانت على قدر المسئولية ما جعل النتائج المتحققة حتى الآن تفوق توقعاتنا، وتوقعات العالم فى مجال العلم والبحث.

خامساً: إلى من جعل للأوقاف آفاقا أوسع وأنشط، وأطلق بطاريات التنوير والوعي بمداخل متكاملة، لا تقف عند حدود الدعوة الدينية المباشرة والتقليدية، فأصبحت مساجدنا منارات للتنوير والتثقيف والتفاعل مع أحداث الوطن، كل ذلك بتواضع وبعلم ومعرفة من وزير الأوقاف الذي أصبح لجهده صدًى في كافة الأوساط.

سادساً: إلى مجلس النواب والشيوخ أسأل الله أن يلهم نوابهما التوفيق والسداد والإخلاص لوجه الله ثم الوطن وبذل كل الجهد ليكونوا عند حسن ظن الوطن بهما رقابة، وتشريعاً، وصراحة ومواجهة، وإعلاء المصلحة الوطنية على أى مصلحة حزبية أو شخصية ولا ننسى أن أهم دائرة هى دائرة الوطن وليس دوائرنا الجغرافية المحدودة.

سابعاً: إلى المؤسسة التى أدرك الجميع أنها تغيرت وتطورت وتحولت من مطبعة ورقابة إلى شريك فعال يدرس ويفكر ويعرض بكل أمانة على القيادة السياسية، وبروح الفريق يطلق سياساته ومبادراته التي لا غاية لها سوى المجتمع بكل فئاته، فأصبح المصنع المركزي وليس البنك المركزي لأدق وأصدق المعلومات، ومن ثم أكثر القرارات فاعلية، كل ذلك بالحرص على التنسيق وروح الفريق الواحد، أقول ذلك وأنا أراقب من بعيد، أقرأ كل تقرير جديد يصدر من أكبر المؤسسات المالية والاستثمارية فى العالم.

ثامناً: إلى الصديق الأستاذ أحمد جلال، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، أهنئه بنجاح المؤتمر الاقتصادى موضوعاً وتنظيماً رغم صعوبة الأحداث، وبداخلي يقين أنه سوف يقيم مناسبة خاصة يشكر فيها الابن والتلميذ والصديق والإعلامي الوطني الأستاذ ياسر رزق الذي كان صاحب حجر الأساس لهذا المؤتمر الذى أصبح علامة في دور المؤسسات الصحفية في أداء مسئولياتها الاجتماعية، فالأصالة واحترام الأجيال من قيم مصر عامة ومؤسسة أخبار اليوم خاصة.

تاسعاً: إلى أولادى بصفة خاصة وأولادى من جيل الشباب بصفة عامة من فضلكم راجعوا أنفسكم راجعوا أحداث بلادكم فى السنوات التسع الأخيرة، لا غضاضة في انفتاحكم على العالم ولكن دون أن يصل الأمر إلى انفصالكم عن واقع بلادكم، فهي الأصل والامتداد والأغلى والأعلى والأجدر باهتمامكم وجهدكم ودفاعكم عنها، كلٌّ من موقعه وحسب قدراته ومهاراته.

وأخيراً، لا بد أن أقول إن حكومة مصر اجتهدت أمام أقدار صعبة، ونجحت فى الكثير منها، وهذا أمر واقعي ويحسب لها، ولأن العمل العام مسئولية وواجب والمناصب لم تعد مغنماً وإنما هًم كبير، فلا يزال أمام هذه الحكومة مشوار طويل، وبداخلي يقين أن هذه الحكومة ستجلس مع نفسها ليلة رأس السنة الجديدة؛ تراجع ملفاتها، تكمل ما بدأته، وتنطلق فى مجالات لا تزال تحتاج إلى جهد أكبر: التصنيع والاستثمار والتحفيز، ومن الصعب أن أنهي هذا المقال الذى تركت فيه لقلمي العنان كإنسان محب لهذا الوطن قبل أن أقول لإعلام بلدى: أعد النظر في أهدافك وفي أفكارك وفى أسلوب الأداء الذي يجعل كل مصري لا يرفع عينيه عن شاشاتك وصفحاتك ومواقعك والوجوه التى تعمل بإخلاص ومهنية. أقول ذلك ليس من باب الوعظ أو التوجيه وإنما من إيماني بأن هذا الإعلام قادر على التأثير. يا رب اجعل صدق نوايايَ تصل لمن أرسلت لهم برسائلي.

إعلان