إعلان

"واتس" يحقق: جاسوس أمريكي على القادة العسكريين !

محمد حسن الألفي

"واتس" يحقق: جاسوس أمريكي على القادة العسكريين !

محمد حسن الألفي
09:00 م الثلاثاء 05 نوفمبر 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

لعل هذه الجملة لم تعد صادمة أو حتى باعثة على الدهشة في السنوات العشر الأخيرة، بل في السنوات الخمس الأخيرة؛ لأن فضيحة الولايات المتحدة الأمريكية صارت بجلاجل سياسية! التجسس فعل إنساني قديم ذميم، هدفه فضح الأسرار واستعمالها بالوقاية من عواقبها أو باستغلالها في إجهاض الخطط. يحدث ذلك على مستوى الأفراد والدول.

وهذا الأسبوع تتعرض الإدارة الأمريكية لفضيحة من الوزن الثقيل، اللاعب الأساسي فيها شركة قرصنة إسرائيلية .

الحكاية، مع التبسيط الواجب، وبعيدا عن التعقيدات السيبرانية والمخابراتية أن أجهزة المعلومات كافة في الولايات المتحدة الأمريكية تخترق التليفونات الذكية (الموبايلات) لأكثر من ١٤٠٠ مستخدم. تعرف ماذا يفعلون. ترى ما يصنعون. تسمع ما يقولون. تتبعهم أينما يكونون.

الـ١٤٠٠ مستخدم هؤلاء ليسوا مثلي ومثلك، رغم أهميتنا وخطورتنا بالطبع! بل هم من كبار القادة العسكريين، وكبار المسئولين الحكوميين في أكثر من ٢٠ دولة على الأقل، وهذه الدول موزعة في القارات الخمس. يعنى تليفونات هؤلاء القادة والمسئولين مركوبة، وتحت السيطرة الكاملة !

هل هؤلاء الأشخاص المخترقة تليفوناتهم، وخصوصياتهم، وأسرار دولهم، أعداء للولايات المتحدة؟

العادي أنك تتنصت على عدوك، وتتجسس لتجمع معلومات، لتتحسب له أو عليه، لكن أن تتجسس على الدول الحليفة لك، فهذا ما يثير حاليا زوبعة مكتومة يتم إسكاتها في الدوائر الأمريكية، والدول العشرين الحليفة للدولة المتجسسة!

ما هي هذه الدول؟

هل مصر من بينها؟

منها البحرين، ومنها الإمارات، ومنها الهند وباكستان والمكسيك، وحتى من داخل الولايات المتحدة، يعنى مسئولين وقادة أمريكيين.

لم يصرخ سوى الهند التي احتجت.. وأعلنت .

بقية الدول العشرين لم تعلن إحداها أن تليفونات الكبار فيها من العسكريين والحكوميين تم اختراقها.

لكن.. كيف تم الاختراق؟

من سرّب المعلومة التي تعد بمثابةِ أمن قومي أمريكي وشديدة السرية؟

تم الاختراق عن طريق الواتس آب .

وسرب الخبر مصادر من داخل المنصة المليارية التابعة لمنصة الفيسبوك الكونية ..

قالت المصادر إن الشركة فتحت تحقيقات داخلية معمقة بشأن نظام التراسل، الرسائل، واكتشفت وجود ثغرة في المنصة دخلت منها شركة القرصنة الإسرائيلية NSO group وهى المطور الذي أنشأ السوفت وير، القادر على الولوج إلى منصات التراسل والدردشة.

ردت الشركة الإسرائيلية، وقالت إنها تبيع بالفعل برامج قرصنة للدخول على البرامج والتطبيقات والتليفونات، لكنها لا تبيعها إلا لحكومات، وإن الأخيرة يجب أن تستخدمها للكشف عن نوايا وخطط وأسرار الإرهابيين .

يجب.. لكنك لا يمكن أن تحصر استخدام السكين في قطع التفاحة !

وهكذا.. فإن الحكومة الأمريكية استخدمت البرنامج الإسرائيلي لقرصنة تليفونات الحلفاء لها.

هل تتنصت صوتا وصورة وحركة على تليفونات الإيرانيين والصينيين والروس والطالبان وغيرهم؟

قبل ست سنوات ثارت فضيحة مماثلة، فقد تبين لميركل، وكاميرون، رئيس الحكومة البريطانية وقتها، ومعهما بنيامين نتنياهو أن تليفوناتهم تحت المراقبة المعلوماتية للولايات المتحدة الأمريكية.. لكن يعود السؤال الأكثر إلحاحا:

هل نحن منهم؟ هل تليفونات القادة المصريين مخترقة عبر تطبيق الواتس؟ هل اشترينا كحكومة برنامج القرصنة الإسرائيلي؟ هل يستخدم فحسب للحصول على معلومات حول أمخاخ وأفخاخ الإرهابيين، أم يتسع النشاط ليشمل النشاط والرذلاء؟

المهم- إن لم يكن ما سبق يستحق الأهمية- أن هناك تداعيات سياسية ودبلوماسية واسعة و.. وخيمة.

وأخيرا: هل تعتقل الحكومة الأمريكية مسئولي الفيسبوك، وصاحب الواتس؛ لأنهم كشفوا سرًا من أسرار الدولة؟ وهل تتهمهم بالخيانة؟!

الموضوع مفتوح ..

نتابعه لاحقا .

إعلان