إعلان

خريطة طريق اقتصادية

خريطة طريق اقتصادية

12:40 م السبت 28 سبتمبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع


بقلم - نيوتن:

لا أفضل النمط الذى يمثله رجب طيب أردوغان الآن. كنت أفضل ما قدمه اقتصاديا لتركيا. يطرح نفسه نموذجا للتدخل السياسى فى شؤون الآخرين. يواجه أزمة سياسية قد تؤدى إلى اهتزاز كبير لنجاحه الاقتصادى. خواطرى اليوم مرتبطة بالأمس. وأمس الأول. حديثى عن الاختيار الإجبارى لمصر. حديثى عن الحروب التى يجب أن تخوضها. حروب ضد الجهل والفقر والتطرف والبطالة.

لم يحقق أردوغان نجاحا اقتصاديا فجائيا. أصبح الآن سادس اقتصاد أوروبى. حقق هذا بعد استقرار سياسى. كان حلم تركيا هو أن تنضم إلى عضوية الاتحاد الأوروبى. رضخت للمعايير. خاضت الاختيار الإجبارى. هو أيضا اختبار إجبارى. قبلت بالمقاييس الأوروبية. أملها أن تنضم إلى الاتحاد. قبلت كل شىء. قبلت المعايير البيئية والصحية والتعليمية. قبلت المعايير الاجتماعية وحقوق الإنسان. حتى أن قبلت بمعايير تنظيم الدعارة. هذا لم نصل إليه. قبلت بكل هذا. عالجت أخطاء العقد السابق على تولى أردوغان. كان معدل التضخم 70٪. كانت البطالة 10٪. كان الفساد متفشيا.

كانت تركيا فى أوروبا: الأضخم والأفقر والأقل استقرارا. شرعت فى إصلاح اقتصادى. أسست نظاما خاصا لاستهداف التضخم. حققت استقرارا اقتصاديا. حافظت على سعر صرف مرن. قبلت تركيا خريطة الطريق الأوروبية. مصر تحتاج خريطة طريق اقتصادية بجانب خريطة طريق سياسية تتم الآن. تركيا قفزت إلى أبواب نادى الدول الغنية. ارتفع دخل الفرد سنويا فوق عشرة آلاف دولار. لا ينفى هذا أنها تواجه عجزا يصل إلى 7٪. استمرار ارتفاع معدلات البطالة.

مشكلة أردوغان الآن هى سبب نجاحه سابقا. الاقتصادى بنى نجاحه على أساس الاستقرار السياسى. لم يكن إخوانيا معلنا. أخفى أيديولوجيته. الآن يريد أن يكون سلطانا عثمانيا. أغواه النجاح. ستدير له الدول التى قبلته محايدا ظهرها. ستتوجس الاستثمارات من هذا التوجه الدينى الصريح. يقدم نفسه راعيا لتنظيم الإخوان الدولى. عندما عقد التنظيم اجتماعه فى تركيا خشيت كمستثمر الاستمرار فى تركيا. السياسة والأيديولوجيا تهدران قيمة النجاح الاقتصادى. فى تركيا الآن حالة قلاقل تزيد وتقل. لكنها موجودة. لم يعد أردوغان هذا الديمقراطى العلمانى. ظهرت عليه ملامح الديكتاتورية.

ما أهمية هذا لمصر؟ قلته فى الفقرة الثالثة من خواطرى. خريطة طريق اقتصادية. الذين وضعوا خريطة الطريق السياسية لم يهتموا بالاقتصاد. لم يطرحوا أفكارا للتنمية. كان على الحكومة الناشئة من خريطة الطريق السياسية أن تقوم بذلك. تضع خريطة طريق اقتصادية. تحدد التحديات. تصارح الناس. تبدأ العمل. حكومة الدكتور حازم الببلاوى تتعامل انتقاليا مع مشكلات مصر. تُسَيِّر الأعمال!!

إعلان