424 ألف إشارة صحية.. ماذا قال وزير الصحة عن انتشار "الفيروسات التنفسية"؟
كتب : أحمد جمعة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
تصوير - نادر نبيل:
أكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أن الفترة الماضية شهدت انتشارًا واسعًا للشائعات والمعلومات غير الدقيقة المتعلقة بالأمراض التنفسية والفيروسات، لاسيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما تسبب في إثارة بلبلة غير مبررة بين المواطنين، خاصة مع بداية فصل الشتاء وبدء العام الدراسي.
وأوضح الوزير في مؤتمر صحفي اليوم، أن وزارة الصحة، من خلال منظوماتها الإعلامية وخططها للرصد، بادرت بالرد على كل التساؤلات المشروعة التي طرحها المواطنون، مؤكدًا أن بعض هذه التساؤلات تحول بفعل التهويل غير العلمي إلى منطلق لإثارة القلق، وهو ما استدعى خروج الوزارة عبر مختلف وسائل الإعلام لتوضيح الحقائق المرتبطة بما يُثار حول انتشار الأمراض التنفسية.
وأشار "عبدالغفار" إلى أن الشائعات التي تم رصدها خلال الأسابيع الماضية تعددت وتنوعت، ومنها: ادعاءات حول "فيروس تنفسي جديد مجهول المصدر"، أو أن "الإنفلونزا الحالية أخطر من المعتاد"، أو انتشار "متحورات عالية الخطورة"، أو ظهور ما يسمى "كورونا 25"، فضلًا عن تداول مزاعم عن وجود حالات من فيروس ماربورج داخل مصر، إلى جانب خلط واسع بين أعراض الأمراض الفيروسية المختلفة.
وأضاف أن بعض المنصات المعادية تعمدت بث رسائل تتحدث عن "هجوم فيروس ماربورغ على المدارس"، و"تعرض الأطفال للخطر"، و"تفشي فيروسات قاتلة"، و"وفيات داخل مستشفيات الحميات"، فضلًا عن منشورات تتهم الدولة بالتعتيم الإعلامي، وتروج لعبارات من قبيل "مرض تنفسي يحصد الأرواح"، و"انتشار الالتهاب السحائي"، و"ظهور جدري جديد".
وقال الوزير: "هذه الاستفسارات في أصلها مشروعة، لكن تنامي الشائعات بشكل غير مسؤول يؤدي إلى فوضى في المعلومات، ويخلق مناخًا من الإرباك ينعكس على السلم المجتمعي، ومن ثم، فإن واجب الوزارة هو التعامل مع كل معلومة مغلوطة بسرعة وشفافية".
وبيّن وزير الصحة أن تعامل الدولة مع ملف الأمراض والعدوى يعتمد على منظومة متكاملة يقودها قطاع الطب الوقائي، الذي يعمل وفق ثلاث ركائز أساسية: الوقاية والاستباق، الترصد والاكتشاف المبكر، الرصد الذكي عبر شبكات تضم 5500 منشأة صحية تعمل وفق نظام الترصد القائم على الحدث، وتخضع لإشراف ومتابعة منظمة الصحة العالمية.
وأضاف أن موقع مصر الجغرافي، وتجاورها مع مناطق تشهد اضطرابات صحية أو انتشارًا لأوبئة مثل السودان وقطاع غزة، يفرض على الدولة إجراءات حجر صحي دقيقة للغاية في المنافذ الجوية والبحرية والبرية، ويستلزم تفعيل أجهزة رصد متقدمة لمتابعة أي إشارات وبائية.
وكشف الوزير أنه "تم رصد أكثر من 424 ألف إشارة صحية منذ بداية يناير وحتى الآن، وما بين 90 إلى 95% من هذه الإشارات يندرج ضمن الشائعات أو المعلومات غير الصحيحة، والوزارة تتابع كل ما يُتداول، وترد على ما هو بحاجة إلى تصحيح من خلال فرق علمية متخصصة".
وأكد الوزير أن ما يُتداول عن تهرب الوزارة من المسؤولية أو إخفاء الحقائق غير صحيح تمامًا، مشيرًا إلى أنه لا توجد مصلحة لأي دولة في العالم في إخفاء وجود فيروس، لأن الفيروسات أمر طبيعي يحدث عالميًا، والمسؤولية الحقيقية للدولة هي الشفافية، ونشر الوعي، وتوفير الحلول والإجراءات الوقائية.
وقال "عبدالغفار" إن البيانات الرسمية، الصادرة من قطاع الطب الوقائي، تشير بوضوح إلى ارتفاع في نشاط فيروس الإنفلونزا في مصر خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ارتفاع موسمي ومتوقع يبدأ عادة من نهاية أكتوبر وحتى يناير، وتحديدًا لسلالة H1N1 الأكثر انتشارًا هذا العام.
وشدد على أن زيادة الانتشار لا تعني زيادة في شدة المرض، مؤكدًا أن ما يُسجل حاليًا هو حالات إنفلونزا موسمية عادية بأعراض معتادة، مثل ارتفاع الحرارة وآلام الجسم والتهاب الحلق والرشح.
وأضاف "عبدالغفار" أن هذا النشاط يشبه ما سُجل في عام 2019 قبل جائحة كورونا، وأن انخفاض انتشار الإنفلونزا في 2020 و2021 و2022 كان بسبب هيمنة متحور "أوميكرون" من فيروس كورونا على المشهد الوبائي.
وأكد الوزير مرة أخرى أن ما يجري رصده اليوم طبيعي ومراقب دوليًا، ولا يستدعي أي قلق، وأن "الزيادة النسبية" الحالية لا تتجاوز المتوقع موسميًا.
وقال: "لا توجد فيروسات جديدة أو غير معروفة داخل مصر، ولا توجد زيادة في شدة أي من المتحورات الحالية، سواء في الإنفلونزا أو كورونا. المتحور الحالي من كورونا أعراضه خفيفة ولا تُقارن بموجات 2020 و2021".
ونوّه الوزير إلى أن اللقاح الموسمي للإنفلونزا فعال للغاية، خاصة لكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، والأطفال دون الخامسة، مؤكدًا أهمية الحصول عليه خلال الموسم الشتوي.
وأوضح أن معظم الإصابات المسجلة حاليًا هي إصابات موسمية متوقعة، قد تستمر أعراضها يومًا أو يومين أكثر من المعتاد، لكنها أعراض خفيفة تستجيب للعلاج المنزلي الراحة والسوائل وخافضات الحرارة، مشددا على أهمية تجنب الذهاب للعمل أو المدرسة عند ظهور الحمى، واستخدام الكمامة عند اللزوم، والحفاظ على التهوية الجيدة والنظافة الشخصية.