رقم قياسي وشهادات ISO.. المتحف المصري الكبير تقنيات ذكية وتشغيل مستدام
كتب : محمد شاكر
المتحف المصري الكبير
كتب- محمد شاكر:
أيام قليلة تفصلنا عن الحدث الذي ينتظره عشاق الحضارة المصرية القديمة في العالم كله، والمقرر انطلاقه في الأول من نوفمبر المقبل، وسط استعدادات غير مسبوقة.
ويُعد المتحف المصري الكبير نموذجًا عالميًا في الدمج بين التراث والاستدامة البيئية، إذ يعتمد تصميمه على معايير حديثة في الإنارة الطبيعية والطاقة النظيفة.
كما يضم قاعات عرض ضخمة، ومراكز ترميم متقدمة، إلى جانب منطقة تعليمية للأطفال ومراكز بحثية متخصصة في علم المصريات، ما يجعله منصة حضارية وسياحية متكاملة تجسد عظمة الحضارة المصرية القديمة بروح عصرية.
وقد حصد المتحف عددا كبيراً من شهادات ISO، فضلا عن تسجيل رقم قياسى بموسوعة جينيس الرقمية، وفيما يلي التفاصيل..
فقد حقق المتحف المصري الكبير رقماً قياسياً في موسوعة جينيس للأرقام القياسية في ديسمبر 2019، عندما تم رسم لوحة فنية لقناع الملك توت عنخ آمون باستخدام أكبر عدد من أكواب القهوة، بلغ 7260 كوباً، مصنوعة من الموزاييك كرمز للمحبة والترحيب، على مساحة 60 متر مربع، وذلك بالساحة المؤدية إلى منطقة المطاعم المفتوحة بالمتحف المصرى الكبير، وتم هذا الإنجاز كجزء من الجهود الترويجية للمتحف قبل افتتاحه الرسمي.
بينما حصد المتحف المصري الكبير، شهادتي اعتماد المواصفات الدولية القياسية، كانت الأولى الخاصة بنظام إدارة البيئة ( 14001:2015 ISO)، والثانية الخاصة بنظام إدارة الجودة (ISO 9001:2015)، من المهندس محمد حبيب مدير عام شركة OSS middle east، والدكتور طارق رزق استشاري شركة OSS middle east.
وسبق للمتحف، الحصول على شهادة اعتماد المواصفات الدولية القياسية الخاصة بنظام إدارة السلامة والصحة المهنية ( ISO 45001:2018 )، وبهذا يكون المتحف المصري الكبير حصد 3 شهادات أيزو، في كل من البيئة والجودة والسلامة والصحة المهنية، في أول مرة من نوعها على المستوى الدولي والإقليمي، والتي يحصد فيها متحف هذه الشهادات الثلاث.
ويأتي ذلك تأكيدًا لمدى الحرص على تطبيق كافة المعايير العلمية، وتطبيق معايير المواصفات القياسية الدولية؛ كضمان الجودة والتخطيط وتقييم الأداء والتحسين المستمر، وأيضًا تحقيق الاستدامة في مجال البيئة.
وأصدر كتيبًا بعنوان "لم نتوقف يومًا في مواجهة كورونا"؛ لتوثيق جميع الإجراءات التي اتخذت في تلك الفترة.
وقبيل افتتاحه الرسمي في 1 نوفمبر المقبل، تم اعتماد تقرير الانبعاثات الكربونية من الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات بالتعاون مع المجلس الوطني للاعتماد (EGAC)، في خطوة تؤكد التزام المتحف الكامل بالمعايير الدولية للحد من الانبعاثات.
كما نال المتحف "الشهادة الذهبية لنظام الهرم الأخضر المصري"، وهي من أعلى مستويات التصنيف المحلي للمباني المستدامة، إضافة إلى ذلك، حصل المشروع على ثماني شهادات ISO في مجالات الطاقة والجودة والسلامة والبيئة، إلى جانب جائزة أفضل مشروع في البناء الأخضر.
ولم يكن التزام المتحف بالاستدامة مجرد شعار، بل توج بحصوله على شهادة "EDGE Advanced" الدولية من مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، كأول متحف في إفريقيا والشرق الأوسط يحصل عليها، تقديرًا لالتزامه بمعايير البناء الأخضر.
كما اعتمد المتحف مجموعة من التقنيات الذكية لضمان التشغيل المستدام، تشمل هذه التقنيات استخدام أنظمة إدارة الطاقة الذكية التي تراقب استهلاك الكهرباء والمياه، إلى جانب الخلايا الشمسية التي تغطي جزءًا من احتياجات المبنى من الطاقة النظيفة.
كما تم تطبيق نظم الإضاءة LED منخفضة الاستهلاك، وتقنيات التهوية الطبيعية والعزل الحراري، مع استغلال الإضاءة الطبيعية عبر واجهات زجاجية مصممة بدقة لتقليل الاعتماد على الإضاءة الصناعية دون الإضرار بالمقتنيات الأثرية.
وفي إدارة المياه، يستخدم المتحف أنظمة جمع مياه الأمطار وإعادة تدويرها لري المساحات الخضراء، وأجهزة توفير المياه في المرافق العامة، كما يطبق استراتيجيات إعادة التدوير وتقليل النفايات في مراحل البناء والتشغيل، لتعزيز ثقافة بيئية بين العاملين والزوار.
ومن المتوقع أن ينعكس المردود الإيجابي لحصول المتحف على شهادات الأيزو الثلاث على تنشيط السياحة المحلية والدولية، حيث سيجد الزائر اهتمامًا ملحوظًا بالبيئة والجودة، وذلك ضمن آليات مُعدَّة خصيصًا لقياس رضاء العملاء.
جدير بالذكر، أنَّ المتحف المصري الكبير يعتبر أحد أهم المشروعات القومية المهمة التي تنفذها الدولة المصرية والمقرر افتتاحها عام 2021، حيث يعد أكبر متحف للآثار في العالم خصص لحضارة واحدة هي الحضارة المصرية القديمة، وسوف يعرض المتحف ولأول مرة مجتمعة في مكان واحد آثار الملك توت عنخ آمون والتي يزيد عددها على 5 آلاف قطعة، إضافة إلى عدد من القطع الأثرية منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني والروماني.