إعلان

خبير سياسي يكشف التحديات أمام الحكومة السورية المؤقتة بعد سقوط الأسد

07:10 م الخميس 12 ديسمبر 2024

محمد البشير

كتب- حسن مرسي:

أكد الخبير السياسي المهتم بالشأن الإفريقي والعربي عادل الخطاب، إنه بعد 13 عامًا من الصراع الدامي الذي أثر على الإقليم والعالم، تمكنت المعارضة في سوريا من تحقيق تحول تاريخي بإسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد الأحد الماضي والسيطرة على العاصمة دمشق، موضحًا أن هذا التحول جاء بعد عملية عسكرية أطلقتها المعارضة تحت اسم "ردع العدوان"، التي بدأت بالسيطرة السريعة على حلب، ثم التقدم جنوبًا نحو العاصمة وسط إنهيار دفاعات الجيش السوري.

وأضاف، في مداخلة هاتفية على فضائية الحدث، أن إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة المسلحة أكدت في بيان لها هروب الأسد والسيطرة على العاصمة السورية بعد 50 عاما من القهر تحت حكم البعث و13 عاما من الأزمات أعلنوا نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا، ودعت السوريين المهجّرين في الخارج للعودة إلى سوريا الحرة.

حكومة انتقالية

وتابع الخطاب، أنه في 10 ديسمبر الجاري، أعلنت المعارضة تسلّم الحكومة الانتقالية المؤقتة بقيادة محمد البشير إدارة البلاد، مشيرا إلى أن الحكومة التي تشكلت لتصريف أعمال المرحلة الانتقالية ستستمر لثلاثة أشهر، وتعتزم اتخاذ خطوات جريئة مثل حل الأجهزة الأمنية، إلغاء قوانين الإرهاب، وإعادة هيكلة الجيش.

وأوضح أن رئيس الحكومة المؤقتة أكد أن هذه المرحلة ستشهد بناء سوريا جديدة قائمة على العدالة والمساواة، مع الحرص على طي صفحة الماضي بما حمله من قمع وتهجير، حيث أكد عدد كبير من السياسيين بأن حكومة البشير لتصريف أعمال المرحلة الانتقالية ستكون صلاحيتها لـ3 أشهر وأنه سيتم حل الأجهزة الأمنية وإلغاء قوانين الإرهاب وإعادة ترتيب الجيش.

واستطرد المحلل، بأن الأزمة السورية هي واحدة من أكثر الأزمات التي شهدت تدخلات خارجية كثيرة، بالإضافة لانخراط بعض الدول بشكل مباشر في الأزمات، فمنذ اندلاع الصراع في الـ2011 ومع اشتداده بالـ2013 بين القوات الحكومية والمعارضة المسلّحة دخلت بعض الدول الإقليمية بشكل مباشر في الصراع من خلال الدعم بالمقاتلين أو بالسلاح أو بالخبراء، حيث انخرط حزب الله اللبناني وإيران وبعض التنظيمات المسلحة العراقية في القتال إلى جانب النظام السوري، بينما دعمت تركيا والحزب التركستاني وإسرائيل ومجموعة من التنظيمات الإرهابية مثل "جبهة النصرة" و"داعش" لاحقاً، المعارضة المسلّحة بتمويل من عدة دول.

وأضاف أنه إلى جانب ذلك، قامت تركيا باقتطاع جزء كبير من أراضي شمال سوريا، واستغلت الولايات المتحدة الأمريكية نشاط التنظيمات الإرهابية في سوريا والفوضى المنتشرة كذريعة للتدخل والسيطرة على مناطق الثروات الباطنية في سوريا، حيث نشرت ما يقارب الـ2000 جندي وأقامت عدد من القواعد العسكرية بمناطق شمال وشرق سوريا وشكلت ما يعرف بالتحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي و"قوات سوريا الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية بحجة قتال "داعش" ليكونوا وكلاء لها ويحموا مصالحها هناك، بينما استمرت إسرائيل بضرب المواقع السورية والإيرانية على امتداد البلاد.

ويعتقد الخطاب، بأن دعم الحلفاء الإيرانيين والروس للأسد ساعده على البقاء في السلطة لفترة طويلة، موضحا أن التدخل الروسي في سوريا عام 2015 كان نقطة تحول كبيرة في الأزمة السورية وأن ذلك التدخل جاء في وقت سيطرت فيه المعارضة المسلحة والتنظيمات الإرهابية على مساحات واسعة من البلاد، ما أثار قلقًا دوليًا واسع النطاق من تمدد الإرهاب.

وأشار إلى أن الضربات الجوية الروسية لعبت دورًا محوريًا في دعم القوات الحكومية السورية وتقليص سيطرة المعارضة، بالإضافة إلى القضاء على العديد من التنظيمات الإرهابية وإضعافها بشكل كبير، مؤكدا أن هذا التدخل الروسي كان العامل الرئيسي الذي حافظ على صمود النظام السوري ومنع سقوطه منذ عام 2015.

ويرى الخبير السياسي، أن التغيرات الدولية، بما في ذلك موازين القوى العالمية والحروب في المنطقة، كانت عوامل مؤثرة بشكل مباشر في سقوط الأسد لاحقًا، مضيفا أن الهجمات التركية المستمرة في الشمال السوري، إضافة إلى حرب غزة وحرب لبنان، والعقوبات الأمريكية، والضربات الإسرائيلية المكثفة على المواقع الإيرانية في سوريا، أضعفت إيران وجعلتها عاجزة عن ضمان بقاء الأسد في السلطة.

وأردف بأن انشغال روسيا بحرب أوكرانيا وعدم استعدادها لمواصلة دعم الأسد، الذي أصبح من الصعب إعادة تأهيله دوليًا، كانا عاملين حاسمين في إنهيار النظام السوري وقواته هذا العام.

الحكومة الانتقالية والاستفادة من القوى المؤثرة، وحول فرص الحكومة السورية المؤقتة برئاسة البشير، أشار الخطاب إلى أن التعاون مع الدول الفاعلة ذات التأثير الكبير في الملف السوري، مثل روسيا، يُعد خطوة استراتيجية ضرورية.

وأوضح أن موسكو على عكس بعض الأطراف الأخرى، لم تقم بسرقة ثروات الشعب السوري أو احتلال أراضيه أو تدمير جيشه كما فعلت واشنطن وتركيا وإسرائيل، ولم تحاول نشر أيديولوجيات دينية أو تنفيذ مشاريع توسعية كما فعلت إيران، مشيرا إلى أن روسيا، بحكم كونها قوة عظمى ولديها قواعد عسكرية في سوريا، يمكن أن تكون شريكًا موثوقًا للحكومة المؤقتة، موضحا إمكانية استفادة الحكومة من خبرات الروس في إعادة بناء الجيش السوري وصفقات السلاح، خاصة بعد التدمير الذي تعرض له الجيش السوري نتيجة الضربات الإسرائيلية.

وأفاد الخطاب، أنه يمكن لروسيا لعب دورًا محوريًا في الاقتصاد، إلى جانب الحفاظ على التوازنات الدولية مع الولايات المتحدة وتركيا والدول العربية، مشددا على أهمية الدور الذي تلعبه الدول العربية، وخاصة مصر والمملكة العربية السعودية، في الملف السوري، وأن تأثير هاتين الدولتين يمتد إلى المستويين الإقليمي والاقتصادي، داعيًا الحكومة الانتقالية إلى الاستفادة من أخطاء النظام السابق والعمل على بناء علاقات ودية قائمة على التعاون والمصالح المشتركة مع القوى الدولية والعربية المؤثرة.

وتابع بأن هذه المرحلة تتيح للحكومة الانتقالية فرصة تاريخية لإعادة بناء الدولة السورية على أسس جديدة تستفيد من الدعم الدولي والإقليمي، بما يضمن مصلحة الشعب السوري واستقرار البلاد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان