​كحل ومشط.. مستحضرات التجميل والماكياج عند قدماء المصريين

على مدار الزمن؛ ورغم مرور آلاف السنوات، لا زال المصري القديم قادر على إبهار العالم بما وصل إليه من علوم مكنته من تقديم إبداع لا مثيل له في مختلف المجالات.

وخلال هذه السطور، نلقي الضوء على أدوات الزينة عند قدماء المصريين من خلال فاترينة عرض موجودة في متحف الحضارة بالفسطاط، جمعت بين آثارها عددا كبيرا من الآثار التي ما زالت محتفظة برونقها وبريقها وكأنها أنتجت اليوم في أرقى بيوت الأزياء العالمية.

الدكتور حسين عبدالبصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، قال في تصريحات خاصة، أن أدوات الزينة والتجميل لدى قدماء المصريين لها مكانة خاصة، فقد تفنن المصريون في إنتاج المرآة، وهي من أعظم ما أنتجت الحضارة القديمة وعليها رأس الإلهة حتحور، ربة الجمال والحب.

وأضاف: اللافت أن هذه الأدوات لم يكن لها منظور فني دنيوي فقط وإنما كانت لها دلالة دينية أيضا، ولم تقتصر مهمة أدوات الزينة على الاستعمال في الدنيا وإنما وضعت هذه الأدوات في المقابر حتى إذا قام المصري القديم ونظر في هذه المرآة فإنه يبعث، وذلك في العالم الآخر.

وأكمل: ضمت الفاترينة الموجودة بمتحف الفسطاط عددا من التماثيل التي تدل على الخصوبة ورغبة المتوفى في وجود أنثى معه في المقبرة كي تساعده على البعث، نظرا لضرورة أن يتم البعث عن طريق الميلاد، والميلاد يشترط وجود ذكر وأنثى، من خلالهما يتم الميلاد، سواء كان الميلاد إلهية أو ملكية أو لأي شخص عادي.

وتابع عبدالبصير: من أهم أدوات الزينة وأعجبها الكحل والمراود والأمشاط، وكانت تتميز بتشكيلات فنية لا مثيل لها فحتى مقابض الأشياء كان المصري القديم يصممها على هيئة بنت أو بردي أو لوتس أوحيوانات أشبه بالغزال، رغم الغرض الوظيفي لهذه الأدوات، وكان المصري القديم يدرك ان لكل شيء وظيفة ولكن الأجمل أن تؤدي هذه الوظيفة عبر شكل جمالي، ومن هنا تميزت أدوات الحضارة القديمة بالعظمة والإتقان وهذا سر الحضارة المصرية القديمة.