إعلان

في ذكراه الـ36.. صلاح عبد الصبور: أشتهي إصلاح العالم

04:18 م الإثنين 14 أغسطس 2017

صلاح عبد الصبور

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- نسمة فرج:

"يا صاحبى إني حزين.. طلع الصباح فما ابتسمت.. ولم ينر وجهي الصباح.. وأتى المساء.. في غرفتي دلف المساء.. والحزن يولد في المساء.. لأنه حزن ضرير"، في مثل هذا اليوم قبل 36 عامًا رحل عن عالمنا صلاح عبد الصبور، فارس الليل الحزين، إثر أزمة قلبية بسبب مشادة بينه وبين أحد أصدقائه بعد موافقة الآخير على مشاركة إسرائيل في معرض القاهرة الدولي للكتاب.

صلاح عبد الصبور، من مواليد 3 مايو 1931 بمدينة الزقازيق، جاء إلى القاهرة في نهاية الأربعينيات لينشد الشعر وسط رفاقه على مقهى عبدالله الكائن في الجيزة ليصبح بعدها أيقونه من أيقونات الشعر في العصر الحديث.

يقول صلاح عبد الصبور، في كتابه "حياتي في الشعر": "لست شاعرًا حزينًا، ولكني شاعر متألم، وذلك لأن الكون لا يعجبني، ولأني أحمل بين جوانحي، كما قال شيللي، شهوةً لإصلاح العالم، وهذه الشهوة هي القوة الدافعة في حياة الفيلسوف والنبي والشاعر، لأن كلا منهم يرى النقص، فلا يحاول أن يخدع عنه نفسه، بل يجهد في أن يرى وسيلة لإصلاحه، ويجعل دأبه أن يبشر بها".

تقول الكاتبة مديحة عامر، في دراسة أعدتها تحت عنوان "قيم فنية وجمالية في شعر صلاح عبد الصبور"، والذي طبعت في كتاب صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، سلسلة "دراسات أدبية"، إن الدكتور عز الدين إسماعيل في كتابه "الشعر العربي المعاصر: "قضاياه وظواهره الفنية" رصد أن عبد الصبور من أكثر الشعراء حديثًا عن الحزن وما يتخلل قصائده عن الحزن من مشاهد حية ومن مواقف إنسانية يتجسم فيها الباعث على الحزن.

لذلك بدأت الناقدة دراستها بالحديث عن الحزن في شعر صلاح عبد الصبور، وذلك من خلال بعض التحليلات لقصائده ومسرحيته الشعرية.

"لست شاعرًا حزينًا ولكني متألم" أكدت الباحثة في دراستها أن نغمة الحزن في شعره تعتبر نغمة أصيلة مشاركة في كل تنويعات العزف، سواء ذكر الحزن أو لم يذكره، سواء وصفه أو أغفله، وذلك منذ أن أطلق صيحته الشهيرة "يا صاحبي أني حزين" في قصيدة "الحزن" في أول دواوينه "الناس في بلادي 1957".

"أعظم الفضائل عندي هي الصدق والحرية والعدالة، وأخبث الرذائل هي الكذب والطغيان والظلم. ذلك لأني أعتقد أن هذه الفضائل هي التي تستطيع تشكيل العالم وتنقيته، وغيابها يعني ببساطة: انهيار العالم. وشعري بوجه عام هو وثيقة تمجيد لهذه القيم، وتنديد بأضدادها، لأن هذه القيم هي قلبي وجرحي وسكيني معا. إنى لا أتألم من أجلها، ولكني أنزف".

وترى الكاتب أن حزنه يرجع إلى أن ذاته تحمل قيمًا حقيقية افتقد وجودها في الحياة، وأحس بمسئوليته في حمل عبء البحث عن وسيلة تضمنها فكر الإنسان وسلوكه، وأن الفن هو الطريق والشعر خيمة نور لأصحاب القلوب الحساسة المفكرة.

فيديو قد يعجبك: