إعلان

هل يحافظ الذهب على اتجاهه الصعودي الأيام المقبلة؟ خبراء يجيبون

كتب : أحمد الخطيب

05:01 م 23/12/2025

أسعار الذهب

تابعنا على

سجلت أسعار الذهب قفزات تاريخية غير مسبوقة، أعادت المعدن الأصفر إلى صدارة المشهد الاستثماري عالميًا ومحليًا، وسط تساؤلات متزايدة حول ما إذا كانت هذه الموجة الصاعدة مؤقتة أم مرشحة للاستمرار خلال الفترة المقبلة.

وبينما يرى خبراء اقتصاديون ومتعاملون بسوق الذهب، تحدث إليهم "مصراوي"، أن الذهب يتحرك مدفوعًا بمزيج معقد من العوامل الجيوسياسية والنقدية، يؤكدون أن الاتجاه العام لا يزال صاعدًا في ظل غياب مؤشرات حقيقية على استقرار عالمي قريب.

وشهدت أسعار الذهب في بورصات المعادن العالمية تسجيل مستويات تاريخية، إذ قفز سعر الأوقية خلال تعاملات اليوم إلى نحو 4497 دولارًا، قبل أن يتراجع قليلًا ويستقر عند مستوى 4487 دولارًا، محققًا زيادة بنحو 149 دولارًا مقارنة بمستويات سابقة.

كانت بورصة المعادن العالمية قد أغلقت تعاملات يوم الجمعة الماضي، قبل العطلة الرسمية، عند مستوى 4338 دولارًا للأوقية، بارتفاع نسبته 0.14%، وفقًا لآخر تحديث لبيانات وكالة بلومبرج، ما يعكس تسارع وتيرة الصعود خلال فترة زمنية قصيرة.

وعلى الصعيد المحلي، انعكست القفزات العالمية سريعًا على السوق المصرية، حيث سجل سعر الذهب عيار 21 مستوى قياسيًا جديدًا بلغ 5960 جنيهًا خلال منتصف تعاملات اليوم، بزيادة قدرها 185 جنيهًا مقارنة بنهاية تعاملات الجمعة الماضي، في ظل زيادة الطلب وارتفاع تكلفة إعادة الشراء لدى التجار.

استمرار الصعود حتى منتصف يناير

قال سيد زكريا، أمين اللجنة النقابية لصياغ مصر، إن سوق الذهب المحلي يعيش حالة من القلق السعري، متوقعًا استمرار هذه الحالة على الأقل حتى منتصف شهر يناير المقبل.

وأوضح زكريا أن الزيادات المتتالية والسريعة في الأسعار تسببت في ضغوط كبيرة على تجار التجزئة، الذين يبيعون بأسعار معينة ثم يضطرون لإعادة الشراء بأسعار أعلى، ما يعرضهم لخسائر مباشرة، على عكس الشركات الكبرى التي تعتمد على التخزين أو الشراء المسبق لتأمين احتياجاتها.

وأشار إلى أن انتهاء أجل شهادات الـ27% ساهم في زيادة الطلب المحلي على الذهب، مع اتجاه عدد كبير من المواطنين لسحب مدخراتهم وإعادة توجيهها نحو المعدن الأصفر، بالتزامن مع الارتفاعات العالمية.

موجة صعود مستمرة طالما استمر التوتر

أكد نادي نجيب، سكرتير شعبة الذهب السابق، أن سعر عيار 21 وصل بالفعل إلى مستوى 5960 جنيهًا، مشيرًا إلى أن السوق يمر بموجة صعود واضحة قد تستمر خلال الفترة المقبلة.

وأوضح نجيب أن الاتجاه العام للأسعار سيظل صاعدًا طالما بقيت الأوضاع العالمية مضطربة، ولم تظهر مؤشرات قوية على تهدئة سياسية أو اقتصادية شاملة، معتبرًا أن الذهب سيظل الخيار الأكثر أمانًا للمستثمرين في هذه المرحلة.

سياسة الفيدرالي والتوترات الجيوسياسية تعزز الصعود

من جانبه، قال محمود نجلة، المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت في شركة الأهلي للاستثمارات المالية، إن الارتفاعات القوية في أسعار الذهب ليست مفاجئة، مشيرًا إلى أن السوق المحلي يتأثر بشكل مباشر بالتحركات العالمية، ومتوقعًا استمرار موجة الصعود خلال الفترة المقبلة.

وأوضح نجلة أن العامل الأبرز وراء هذا الصعود يتمثل في توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، لافتًا إلى أن هذه التوقعات ستزداد قوة في النصف الثاني من عام 2026 مع تغيير رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، واختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشخصية تتبنى سياسته الاقتصادية الداعمة لخفض حاد في الفائدة، وهو ما سيؤدي إلى تراجع قوة الدولار وزيادة جاذبية الذهب.

وأضاف نجلة أن العالم يشهد تصاعدًا في المخاطر الجيوسياسية، ما يدعم الذهب كملاذ آمن، مشيرًا إلى عدة بؤر توتر، من بينها الأزمة الأمريكية في منطقة الكاريبي على خلفية حصار ناقلات النفط الفنزويلية، والتوتر المتصاعد بين الصين وتايوان واليابان، إلى جانب استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وما صاحبها من ضرب ناقلات نفط واغتيالات ذات دلالات سياسية، واحتمالات توجيه إسرائيل ضربة لإيران قبل نهاية العام، وهو ما يزيد من حالة عدم اليقين عالميًا ويدفع المستثمرين نحو الذهب.

إلى أين تتجه الأسعار؟

أشار نجلة إلى أن الذهب نجح في كسر مستوى مقاومة تاريخي عند 4400 دولار للأوقية، وهو ما يفتح المجال أمام استهداف مستويات تتراوح بين 5000 و6000 دولار بحلول عام 2026، وفقًا لتقديرات عدد من البنوك والمؤسسات المالية العالمية.

واتفق معه الدكتور أحمد معطي الخبير الاقتصادي، أن هذه العوامل السابقة مجتمعة تفتح المجال أمام مستويات سعرية غير مسبوقة، مشيرا إلى أن الأسواق قد تشهد مستويات تتجاوز 5000 دولار، وربما 6000 و7000 دولار للأوقية على المدى المتوسط، في ظل تعقيد المشهد السياسي والاقتصادي العالمي، خاصة خلال فترة الإدارة الأمريكية الحالية.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان