مصر تتحول لمركز إقليمي لصناعة الشيكولاتة.. ماذا نعرف؟
كتب : أحمد الخطيب
صناعة الشيكولاتة
مع توسع خطوط الإنتاج ودخول استثمارات جديدة، تحولت مصر خلال السنوات الأخيرة إلى واحدة من الدول الصاعدة في صناعة الشيكولاتة، لتصبح مركزا إقليميا يخدم أسواق الشرق الأوسط وإفريقيا ويصدر لعشرات الدول حول العالم.
يأتي هذا التحول الكبير في إطار خطة شركة "موندليز إنترناشيونال" لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للتصدير، مدعومًا بالبنية الصناعية المتطورة وارتفاع الطلب على منتجاتها في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا.
ويمثل خط "ميلكا" جزءًا من استراتيجية أوسع تشمل علامات كبرى للشوكولاتة مثل: "كادبوري"، و"أوريو"، و"توبليرون"، و"كرافت"، بهدف جعل مصر منصة تصديرية ضخمة تخدم المنطقة بأكملها، ولتلبية احتياجات السوق المحلي والتصدير إلى أكثر من 26 دولة، من بينها السعودية.
وبدأت صناعة الشيكولاتة في مصر قبل أكثر من 100 عام بمدينة الإسماعيلية، حيث تأسس أول مصنع في الشرق الأوسط وإفريقيا، لتنطلق منه رحلة طويلة من التطوير والتوسع، وعلى مدار عقود، تحولت الصناعة من منتج محلي محدود إلى صناعة متكاملة تمتلك خبرات واسعة وتقنيات حديثة وقدرات إنتاج قادرة على المنافسة في الأسواق الدولية.
مصر تحتل المركز 11 عالميا في صادرات الشيكولاتة
قال تميم الضو نائب المدير التنفيذي للمجلس التصديري للصناعات الغذائية ومدير إدارة معلومات التصدير، إن الصناعة شهدت نموا ملحوظا أوصل مصر إلى المركز 11 عالميا في صادرات الشيكولاتة وفقا لبيانات الأمم المتحدة مركز التجارة الدولية.
وأوضح أن هذا مركز متقدم يعكس حجم التطور الذي تحقق خلال فترة قصيرة مقارنة بالدول الكبرى في الصناعة، مشيرُا إلى أن مصر تستحوذ على نحو 2.2 في المئة من إجمالي الصادرات العالمية، ما يؤكد دخولها القوي إلى السوق الدولية خلال السنوات الأخيرة.
وخلال مداخلة هاتفية في برنامج كل الأبعاد على قناة إكسترا نيوز، كشف الضو أن صادرات مصر من الشيكولاتة سجلت 179 مليون دولار في عام 2024، بينما حققت 175 مليون دولار خلال أول تسعة أشهر من عام 2025، مشيرًا إلى أن الصادرات نمت بنسبة 40 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بعد ارتفاعها من 126 مليون دولار إلى 175 مليون دولار.
شركات عالمية توسع استثماراتها وتصنع في مصر لأسواق متعددة
وأوضح الضو أن الزيادة الكبيرة في الإنتاج جاءت نتيجة توسعات واسعة داخل القطاع، سواء من الشركات المصرية أو من خلال دخول اثنتين من أكبر الشركات العالمية المصنعة للشيكولاتة للاستثمار في مصر، مضيفًا أن هذه الشركات لا تنتج للسوق المحلي فقط، بل لأسواق الشرق الأوسط وإفريقيا والعديد من الدول الأوروبية، ما يعزز قدرة مصر على رفع الطاقة الإنتاجية وزيادة الصادرات.
وأضاف نائب المدير التنفيذي أن صادرات الشيكولاتة المصرية وصلت خلال هذه الفترة إلى 67 دولة حول العالم، مشيرًا إلى أن بريطانيا جاءت كأكبر مستورد للشيكولاتة المصرية في 2025 بإجمالي 13 مليون دولار خلال أول تسعة أشهر، إلى جانب قائمة تشمل السعودية والإمارات والكويت وقطر والمغرب والأردن وسلطنة عمان وليبيا وكندا والعراق ولبنان وغيرها.
وأكد الضو أن الشيكولاتة المتداولة في السوق المحلي هي نفسها التي يتم تصديرها للخارج وبالجودة ذاتها، لافتا إلى أن ثقة المستهلك الدولي والشركات الكبرى في المنتج المصري جعلت مصانع عالمية معروفة تختار مصر مقرا للتصنيع وتضع على منتجاتها شعار صنع في مصر.
وأشار الضو إلى أن الاستثمارات المتزايدة داخل الصناعة توفر فرصا كبيرة للتوسع وزيادة الإنتاج، مؤكدا أن التطور المتسارع في صناعة الشيكولاتة يعزز مكانة مصر كأحد أبرز اللاعبين الإقليميين والدوليين في هذا القطاع.