إعلان

دراسة حكومية: إنتاج مصر السمكي مهدد بالاختفاء بسبب سد النهضة.. والبلطي في خطر

03:45 م الأحد 19 يوليه 2020

ملء سد النهضة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- ياسمين سليم:

قالت دراسة حكومية إن حوالي 12 نوعًا من الأسماك المستوطنة في نهر النيل والبحيرات والمزارع السمكية في مصر معرضة إما للنقص الشديد أو الاختفاء نهائيًا، جراء إنشاء سد النهضة.

وجاءت الدراسة التي أعدها المعهد القومي للتخطيط، التابع لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، بعنوان "تداعيات سد النهضة المحتملة على إنتاج الأسماك في مصر ووسائل التخفيف من آثارها".

وقالت الدراسة إن الطاقة الإنتاجية من الأسماك في بحيرة ناصر ونهر النيل وفروعه وغيرها من المسطحات والمجاري المائية والمزارع السمكية التي تعيش فيها أسماك المياه العذبة، مهددة نتيجة تداعيات بناء سد النهضة.

ويبلغ إنتاج مصر من الأسماك من المياه العذبة 75% من إجمالي الإنتاج القومي من الأسماك بقيمة تقدر بأكثر من 28 مليار جنيه، وفقًا للدراسة.

وبحسب الدراسة فإن الخريطة السمكية في مصر، ستتغير إذ ستختفي أنواع إما بفعل عدم صلاحية المياه لها، لارتفاع ملوحة المياه، أو بفعل تناقص الإنتاجية نتيجة نقص المياه.

وتشير الدراسة إلى أن الخبراء يتوقعون أن يزيد سد النهضة من ملوحة مياه النيل التي تبلغ حاليًا عند أسوان 200 جزء في المليون وتتدرج لتسجل عند القاهرة نحو 500 جزء في المليون.

وبحسب الدراسة فإن أخطر التداعيات تقع على إنتاج أسماك البلطي والتي تعتبر السمكة الأولى في مصر، ومن أهم الأسماك المُنَتجة والأكثر قبولًا لدى غالبية المستهلكين في مصر.

وتسهم سمكة البلطي بأكثر من 60% من إجمالي الإنتاج السمكي في مصر، بقيمة تقدر بحوالي 21.8 مليار جنيه طبقًا لأسعار 2018، وفقًا للدراسة.

وتنتج مصر حوالي 12 نوعًا من الأسماك المستوطنة في نهر النيل والبحيرات والمزارع السمكية بالإضافة إلى الاستاكوزا من المياه العذبة.

وتشير بيانات الدراسة إلى أن كمية الموارد المائية العذبة في مصر لا تتجاوز 60 مليار متر مكعب سنويًا، منها 55.5 حصة مصر من النيل و4.5 مليار مياه جوفية وأمطار.

وطبقًا لبيانات وزارة الري فإن النصيب الحالي للمواطن المصري يقدر بحوالي 570 مترًا في عام 2018 مقارنة بـ 600 متر في الخمس سنوات الماضية، أي ما يماثل 60% من مستوى خط الفقر المائي العالمي والمقدر بحوالي ألف متر مكعب للفرد سنويًا.

مشكلات متعددة

وبحسب الدراسة فإن تناقص أو توقف إنتاج أسماك المياه العذبة من المصادر المختلفة، له تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة، تتضمن خروج استثمارات كبيرة وأيدي عاملة من النشاط.

وتتضمن المشكلات نقص الإنتاج وما يترتب عليه في ارتفاع الأسعار وزيادة الاعتماد على الخارج وانكشاف الأمن الغذائي من الأسماك والتأثير السلبي على الأنشطة المساعدة "مصانع الأعلاف والثلج والعبوات والنقل والخدمات التسويقية وغيرها".

وتقول الدراسة إن المزارع السمكية أكثر مصادر الإنتاج عرضة للتهديدات المحتملة حيث أنها المصدر الرئيسي لإنتاج أسماك المياه العذبة، والذي يقدر إنتاجها عام 2018 بأكثر من 1.2 مليون طن، ما يمثل أكثر من 63% من الإنتاج القومي من الأسماك.

وبحسب الدراسة فإن توفير أسماك المزارع السمكية في الأسواق الشعبية خاصة البلطي لعب دورًا مهمًا في ضبط الأسعار مقارنة بما يحدث في أسعار السلع البديلة من لحوم ودواجن.

وستكون مصايد الأسماك من بحيرة ناصر الأكثر تضررًا من تداعيات سد النهضة، حيث يقدر إنتاجها في 2019 بحوالي 25 ألف طن، كما يقدر إجمالي أنشطة الصيد والخدمات المعاونة بحوالي 722 مليون جنيه وفرص عمل تقدر بحوالي 30 ألف فرصة عمل.

كما سيتضرر الصيد من نهر النيل وفروعه، وتقدر الدراسة عدد العاملين بحوالي 9482 وحدة صيد بقيمة تقدر بحوالي 285 مليون جنيه متضمنة معدات الصيد، ويعمل عليها حوالي 28 ألف عامل.

كما سيتضرر إنتاج استاكوزا المياه العذبة في النيل والتي تقدر بحوالي 7616 طنًا، ويتم تجهيزها وتصديرها في 5 مصانع بإجمالي استثمارات تقدر بحوالي 500 مليون جنيه، وتوفر فرصة عمل لحوالي 700 عامل أساسي، بالإضافة إلى حوالي 5 آلاف عامل في القطاعات المساعدة.

وتقدر قيمة صادرات الاستاكوزا، إلى كل من الولايات المتحدة وأوروبا والصين بحوالي 32 مليون دولار، بحسب الدراسة.

طرق تقليل التداعيات

تقترح الدراسة أن تتبنى مصر سياسات تهدف إلى التقليل من الآثار المحتملة للسد على إنتاج الأسماك، وذلك من خلال اتباع آليات غير تقليدية.

وتقترح الدراسة أن يتم إدخال أصناف جديدة تتحمل التغيرات المتوقعة في كميات ونوعية المياه.

وتقول الدراسة إنه من الضروري إقامة مشروعات مشتركة بين القطاع الحكومي والخاص والتعاوني في مجال المصايد الطبيعية والاستزراع السمكي مع الدول الأفريقية التي تتوافر بها الموارد المائية.

وتشير الدراسة إلى استخدام تطبيقات لتحقيق إنتاج سمكي إضافي من المياه المستخدمة مثل استغلال الأراضي تحت الاستصلاح في تربية الأسماك "مشروع 1.5 مليون فدان".

كما تقترح الدراسة التربية المتكاملة للأسماك والمحاصيل الزراعية والإنتاج الحيواني على المياه الجوفية، وتربية الأسماك في النظم المغلقة.

فيديو قد يعجبك: