إعلان

"خطوط ملاحية غيرت مسارها".. هل تتأثر قناة السويس بانخفاض البترول وكورونا؟

03:14 م الأربعاء 06 مايو 2020

قناة السويس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- ياسمين سليم:

منذ بداية العام الجاري وأسعار البترول تتهاوى حتى وصلت لمستويات قياسية، في ظل انتشار فيروس كورونا الذي خلف تداعيات جسيمة على حركة التجارة والاقتصاد العالمي.

هذه الأحداث دفعت هيئة قناة السويس للتفكير في إطلاق حزمة تسويقية وتخفيضات للخطوط الملاحية حتى لا تتأثر حركة قناة السويس أو الإيرادات مستقبلًا.

وزادت المخاوف حول مستقبل إيرادات قناة السويس بعد أن أعلنت بعض خطوط الملاحة عن المرور من رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا، بدلا من عبور الممر الملاحي لقناة السويس، بعد انخفاض أسعار البترول، والذي يجعل من مرور بعض السفن من طرق أطول أوفر من سداد رسوم عبور القناة.

وتشير أحدث البيانات من هيئة قناة السويس، إن هذه التداعيات التي ألمت بحركة التجارة الخارجية وانخفاض أسعار النفط، لم يصل مداها بعد إلى إيرادات القناة.

وأعلنت هيئة قناة السويس أول أمس أن إيراداتها ارتفعت خلال أول 4 أشهر من العام الجاري بنسبة 2% لتسجل إلى 1.907 مليار دولار مقارنة بنفس الفترة العام الماضي.

كما ارتفعت حركة الملاحة في القناة خلال نفس الفترة بنسبة 8.7% ليبلغ عدد السفن العابرة في أول 4 أشهر من العام 6563 سفينة مقابل عبور 6038 سفينة خلال ذات الفترة من العام الماضي.

وتربط قناة السويس بين البحرين الأحمر والمتوسط، وتعتبر من أبرز مصادر دخل العملة الصعبة في مصر.

وبحسب البيان الإحصائي للهيئات الاقتصادية بموازنة العام المالي المقبل فإنه من المتوقع أن تحقق قناة السويس إيرادات بقيمة 6 مليارات دولار مقارنة بـ 5.9 مليار دولار متوقعة خلال موزانة العام المالي الجاري.

هل تتأثر إيرادات القناة مستقبلًا؟

وبحسب ما قاله جورج صفوت، المتحدث الرسمي باسم هيئة قناة السويس، لمصراوي إن "حتى هذه اللحظة لا يوجد أي تأثير سلبي ملحوظ على حركة الملاحة في قناة السويس سواء من أعداد السفن والحمولات أو الإيرادات".

لكن عالية ممدوح، كبيرة الاقتصاديين في بنك استثمار بلتون تقول لمصرواي إنه "ليس من المستبعد أن تؤثر أسعار النفط الرخيصة على إيرادات قناة السويس، لأنه عندما تقل أسعار النفط، تصبح الطرق الطويلة أرخص خاصة في ظل الرسوم المفروضة على مرور السفن في قناة السويس".

وأعلن تحالف 2M، وهو مكون من خط ميرسك الحاويات وخط MSC، أكبر خطين ملاحيين فى العالم، الأسبوع الجاري تحويل مسار سفن تابعة له، لرأس الرجاء الصالح كخط بديل لقناة السويس للمرور بين أسيا وأوروبا، لينضم إلى خط CMA- CGM الفرنسي الذي أعلن الشهر الماضي تحويل خط سير سفينة واحدة لطريق رأس الرجاء الصالح، بهدف خفض تكاليف التشغيل لأن الإبحار لمسافات أطول أصبح أرخص بعد انخفاض أسعار الوقود بدلا من رسوم عبور قناة السويس.

وبحسب صفوت فإن تحالف 2M لم يغير عددًا كبيرًا من السفن ولكنه حول مسار خدمتين ملاحيتين ليمروا عبر طريق رأس الرجاء الصالح.

ويضيف: "عادة ما تفاضل السفن ما بين أمرين رسوم عبور القناة والتمتع بتجربة آمنة بدون أي مشاكل أو المرور عبر طريق رأس الرجاء الصالح والذي يعد مسافة أطول كثيرًا وبها مشكلات عدة في القرصنة فضلا عن ارتفاع مصروفات التشغيل مثل أجور الأطقم وخلافه".

وبحسب صفوت فإن "الحديث حول أن السفن تهرب من قناة السويس عندما تهبط أسعار النفط غير صحيح".

وتعتبر عالية ممدوح أن الطريق الطويل لا يكلف السفن لأن التكلفة الأساسية في الملاحة هي الوقود، وتشير إلى أن أصحاب السفن دائما لديهم حسبة حول أيهما أرخص دفع رسوم المرور أو تكلفة سعر الوفود.

تباطؤ عالمي وحزمة تسويقية

وتواجه القناة مشكلة جديدة وهي تباطؤ حركة التجارة العالمية خلال الفترة الأخيرة بسبب انتشار فيروس كورونا.

وتتوقع منظمة التجارة العالمية أن تتراجع حركة التجارة العالمية لتتراوح ما بين 13 إلى 32% خلال العام الحالي بسبب فيروس كورونا، إلا أن الحركة ستسجل انتعاشة محتملة بنسبة بين 21 إلى 24% في عام 2021.

وأطلقت هيئة قناة السويس عدة حوافز للحد من هذه التداعيات على الحركة في القناة.

وقال المتحدث باسم القناة إن الهيئة تتبع سياسة تسويقية مرنة الهدف الأساسي منها أن تمتص الصدمة والتأثيرات السلبية المحتملة من فيروس كورونا وما ينتج عنه من تباطؤ في معدلات التجارة العالمية وتداعي مؤشرات الاقتصاد العالمي.

وتعمل هذه السياسة عن طريق اجتذاب خطوط ملاحية جديدة أو سفن تجارية جديدة لا تعبر قناة السويس من خلال إعطائها حزم تسويقية وتحفيزية مرنة للغاية، بحسب صفوت.

وقال إن الهيئة منحت سفن الحاويات التي تأتي من الساحل الشرقي في الولايات المتحدة ومتجهة للشرق الأقصى ولجنوب شرق آسيا نسبة تخفيض تتراوح من 65% إلى 75% من رسوم المرور.

وأضاف: "فكرنا في لماذا لا نجتذب هذه السفن التي لا تمر من قناة السويس لأن المسافة تكون أطول، على أن امنحها تخفيضا يصل إلى 75% من الرسوم وبدلًا من عدم حصولي على أي إيرادات منها أكون قد حصلت على 25% من الرسوم التي لم تكن تسجل عندي من الأصل".

كما منحت هيئة القناة تخفيضات لكل خطوط سفن الحاويات القادمة من شمال غرب أوروبا ومتجهة إلى الشرق الأقصى والصين بنسبة 17% بداية من مايو، بحسب صفوت.

ويشير صفوت إلى أن مؤشرات حركة التجارة تراجعت بالكامل لكن قطاع النقل البحري، لا يزال يعمل في نقل البضائع بالكامل بعد توقف حركة الشحن الجوي وتوقف النقل عبر الحدود.

وقال صفوت "لن نكن رد فعل أبدًا وننتظر حتى تغير الخطوط الملاحية مسارها، ثم أبدأ في التفكير في حلول".

وبحسب صفوت تمتلك هيئة القناة وحدة الاقتصادية تراقب كل المتغيرات الاقتصادية على مدار الساعة، حتى تستطيع اتخاذ القرار الصحيح في ظل هذه الأزمة العالمية غير المسبوقة.

فيديو قد يعجبك: