إعلان

مبادرة "تنفس".. هل يمكن إنتاج جهاز تنفس صناعي في مصر لمواجهة كورونا؟

12:41 م الجمعة 03 أبريل 2020

اجهزة تنفس صناعي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – شيماء حفظي:

فتحت شركة ميدوترونيك العالمية، نافذة أمل للدول لمواجهة أمراض الجهاز التنفسي، الناتجة عن تفشي فيروس كورونا المستجد، بإسقاط حقوق الملكية الفكرية عن تصميماتها لأجهزة التنفس الصناعي وإتاحتها للشركات لتصنيعها في بلادها، وهو الخيط الذي التقطه عدد من الأطراف في مصر.

بعد يوم من إعلان الشركة إتاحة تصميماتها، أعلن مدحت نافع رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية – التابعة للحكومة – إتاحة مصانع الشركات التابعة له أمام المتخصصين في الهندسة الحيوية والجهات التي تتمكن من إنتاج الجهاز وفقا للتصميمات المعلنة.

وبناء على طرح نافع، وعدد من المهتمين، أُطلقت مبادرة "تنفس" لتصنيع 5 آلاف جهاز تنفس صناعي، وتم تشكيل مجموعات عمل بدأت أنشطتها (لجنة مركزية- حاضنة مجموعات بحثية- مجموعة عمل التمويل- مجموعة عمل الاتصال وتبادل المعلومات- مجموعة عمل تحليل الاحتياجات والمكونات- مجموعة عمل دراسة مواقع المصانع وتأهيلها..).

ووصل عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في مصر 850 حالة حتى أمس الخميس، بحسب بيانات الحكومة.

وبحسب ما قاله محمود فؤاد، المدير التنفيذي للمركز المصري لحماية الحق في الدواء، فإن النجاح في تصنيع جهاز التنفس الصناعي، سيحل أزمة كبيرة ستواجهها مصر إذا انتشر المرض.

"هناك كليات هندسة بجامعات مصرية، تعمل على دراسة المقترح، بالإضافة إلى ذلك نتواصل مع الشركات وسعدنا بطرح رئيس القابضة الصناعية، وعلى الرغم من أننا متخوفين من أن تقف المواد الخام عائقا أمام التنفيذ، لكنها مبادرة تستحق المحاولة، ويلزمها تعاون حكومي حتى تتم" بحسب فؤاد.

ويقول الدكتور روبرت بطرس، المتحدث الرسمي باسم المبادرة، لمصراوي، إن هذه المبادرة تضم الجهات المهتمة بهذا المقترح، منها أطراف حكومية، لكنه ليس كيانا تابعا للحكومة " نحن مازلنا ندرس ونبحث في إمكانية تصنيع المنتج أو منتج مقارب معتمد، ثم يلي ذلك الموافقات الحكومية والتصنيع".

وأضاف بطرس، أن هناك عددا كبيرا من المتخصصين في المجال، أبدوا رغبتهم في التعاون، ولدينا الآن مقترحات بـ 3 أجهزة تنفس صناعي، أحدها هو منتج ميدوترونيك، وشركتان آخريان تعمل على تصميمين آخرين.

ويقول مدحت نافع، إن المجموعات البحثية التي تعمل بالفعل على الأرض من قبل المبادرة اقتربت من الانتهاء من النماذج الأولية ونتابع معها جميعاً الاختبارات وبدائل المكونات النادرة (خمس مجموعات جادة حتى الآن).

تحديات متعددة

وبعيدا عن الأسباب التي دفعت ميدوترونيك للاستغناء عن حقوقها، فإنه ومع توافر التصميمات، لا يمكن الجزم بإمكانية التصنيع، لكنها بالطبع تستحق الدراسة والمحاولة.

يقول بطرس، إن المعيار الأساسي لبدء التصنيع، هو أن تكون المواد الأولية للجهاز متوفرة، وألا تكون الشركة المالكة للتصميم هي الوحيدة التي تنتج إحدى هذه القطع الأولية أو تمتلك وحدها طريقة تصنيعها.

وأضاف أن التقنيات الحديثة في التكنولجيا يمكنها أن تخدم مقترح الإنتاج في جزء معين وهو"الهياكل" لكن فيما يتعلق بكفاءة المنتج هذه لابد لها من استخدام مكونات دقيقة وذات كفاءة عالية، ولا يمكن المخاطرة.

ويقول مدحت نافع، إن التحدى الكبير الذي يواجه الباحثين لمحاكاة جهاز التنفس ميدوترونيك، هو ندرة بعض الحساسات والأجزاء الهامة اللازمة لتشغيل الجهاز خاصة أنها medical grade، أما البديل المحلي للأجزاء الميكانيكية يمكن جداً لكن تصنيع بديل لأجزاء ودوائر إلكترونية أمر يحتاج وقت طويل لا تملكه الدول.

وأضاف أن ندرة تلك المكونات تسببت في رفع أسعارها واختفائها وعزوف الدول عن تصديرها وهذا أمر طبيعي، خاصة بعد أن أتيحت تلك التصميمات للكافة.

وقال إن التحدى الثاني هو طريقة إتاحة المعلومات والتصميمات في وثائق بلغت 30 ألف وثيقة وبعض الفرق البحثية تؤكد على عدم وجود الميكانزم الأهم بين تلك الوثائق، مشيرا إلى أن الأمل في الهندسة العكسية للأجهزة أكبر في هذا التوقيت.

وهو ما أكده المهندس عمر الداداموني، صاحب شركة جرند للاستشارات الهندسية، والذي بدأ العمل على إمكانية تصنيع جهاز ميدوترونيك، وقال إن هناك جزأين للتصنيع، أحدهما تصنيع الهياكل، والآخر هو برمجة الجهاز، والثاني هو الأهم والأكثر حساسية في العملية.

"فيما يتعلق بالمواد الأولية، فبعد بحث أولي يمكن القول إن 90% من الخامات موجودة بمصر، لكن الباقي يمكن استيراده، بالإضافة إلى حساسات (سنسورز) دقيقة جدًا تكون مسؤولة عن قياس درجة الحرارة والضغط والرطوبة وغيرها، وهذه يجب أن يتم اختيارها بأعلى مستوى لأنها لو أهلمت ستعطي نتائج غير دقيقة" بحسب عمر.

ويرى عمر، أن الأفضل حاليا، هو محاولة إنتاج الجهاز المعلن تصميمه بالفعل، دون التعديل أو محاولة ابتكار منتجات موازية، لأنه لا وقت لهذا في الظروف الحالية.

ويقول المتحدث باسم المبادرة، إنه بعد دراسة مكونات الجهاز، والاحتياجات، يمكننا البدء في إنتاج وحدة تجريبية، قد تستغرق 5 أيام ثم اعتمادها.

"حال التوافق على المنتج النهائي، سيتم حساب التكلفة، ثم سيأتي دور التمويل، والذي قد يكون من خلال التبرعات، أو الجميعات الخيرية، لكن لا يمكن الحديث عن مصادر تمويل قبل التأكد من إمكانية الإنتاج" بحسب بطرس.

وتبلغ تكلفة تصنيع الجهاز الواحد، وفقا لبيانات ميدوترونيك 1500 دولار بما يعادل متوسط 24 ألف جنيه، مقارنة بسعر استيراده جاهزا بنحو 500 ألف جنيه، بحسب بطرس.

وقال مدحت نافع : "نبحث حاليا عن جهاز ولو قديم ومتوقف من إنتاج ميدترونيك حتى نتيحه للفرق البحثية المعنية بمحاكاة هذا النوع من الأجهزة..في الوقت ذاته هناك أجهزة أقل تعقيدا تعكف فرق أخرى على الانتهاء منها سريعاً وبأكبر نسبة من المكونات المحلية..نتمنى أن توفق في اعتمادها من جهات الاعتماد حتى يمكن البدء في التصنيع".

ويقول بطرس "نحن في معركة حياة أو موت، لا يمكننا أن نجزم بإمكانية نجاح التجربة، أو تصنيع أجهزة تنفس صناعي ذات كفاءة عالية ومطابقة للمواصفات، لكننا سنحاول بأقصى جهد".

وقال إن هذه التجربة ستكون بداية لدخول المصانع المصرية، في قطاع تصنيع الأجهزة الطبية، سواء في هذا التخصص أو تخصصات أخرى، لمواجهة أمراض واحتياجات السوق الطبي مستقبلا، بدلا من الاعتماد على الاستيراد.

فيديو قد يعجبك: