من زغاريد إلى جنازة.. رصاصة تكتب نهاية طفلة بأوسيم
كتب : محمد شعبان
جثة طفلة
"رقية" طفلة لم تتجاوز الـ11 عاما، ذات ليلة، وقفت مع والدتها في شرفة المنزل لكنها لم تتوقع أن الوقوف في شرفة منزلها سيكون آخر مشهد في حياتها.
في بلكونة شقتهما بمنطقة البراجيل مركزة أوسيم شمال الجيزة، وقفت الطفلة تتابع ببراءة أجواء فرح شعبي أُقيم أسفل العقار. موسيقى، زغاريد، وضحكات، مشهد اعتادت عليه المنطقة، ولم يحمل أي إنذار بالخطر لكن الفرح لم يكتمل.
في لحظة عبث، أخرج أحد المعازيم سلاحًا ناريًا، وبدأ في إطلاق الأعيرة العشوائية احتفالًا بالعرس، غير عابئ بأرواح من حوله. رصاصة طائشة اخترقت الهواء، ولم تجد أمامها سوى رأس رقية الصغيرة.
سقطت الطفلة فجأة، وسط صدمة والدتها التي لم تدرك في البداية ما حدث. ثوانٍ قليلة كانت كافية لتحويل الفرح إلى مأتم، والصخب إلى صراخ، والضحكة إلى دماء.
نُقلت رقية في محاولة يائسة لإنقاذها، لكن الرصاصة كانت أسرع من أي إسعاف. لفظت أنفاسها الأخيرة، لتصبح ضحية جديدة لظاهرة إطلاق النار العشوائي في الأفراح، التي تحصد الأرواح دون تمييز.
مدير مباحث الجيزة اللواء علاء فتحي تلقى بلاغًا من شرطة النجدة فوجه رجال المباحث بفحص ملابسات الحادث وسماع أقوال الشهود، وتتبع هوية المتهم الذي فر من المكان.
داخل منزل الأسرة، خيم الحزن، أم فقدت ابنتها وهي بين يديها، وأسرة لا تطالب إلا بشيء واحد: القصاص. كلماتهم خرجت ممزوجة بالدموع: "حق رقية مش هيروح هدر".
لم تكن رقية طرفًا في شجار، ولا مشاركة في الفرح. كانت فقط طفلة تشاهد الحياة من شرفتها، فخطفها الموت برصاصة لا تعرف الرحمة.