إعلان

120 دقيقة وبصمة مجهولة.. كيف نجا "عمر" من حبل المشنقة؟ (أغرب القضايا)

12:43 م الأحد 10 مارس 2024

جثة - تعبيرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

منذ الثالثة من عمره، أصبح "عمر" يتيمًا بعدما فقد أبويه في حادث سيارة، ربته جدته لأبيه منحته جلَّ اهتمامها حتى حصل على الثانوية العامة ومنها إلى كلية الطب بجامعة القاهرة، حيث تحول مسار ابن القرية إلى قفص الاتهام.

احتاج طالب الطب العيش قُرب الجامعة، لكن فقر جدته التي تعمل في الأراضي الزراعية بالأجرة، دفعها إلى تسكينه في حجرة فوق السطوح بأحد العقارات التي يحرسها شقيقها.

من واقع كتاب "أغرب القضايا" للمستشار بهاء أبو شقة، وكيل مجلس الشيوخ، نروي قصة "عمر" والسيدة الثرية وكيف نجا من حبل المشنقة.

سقوط في بئر الرزيلة

في أحد ليالي يناير الباردة، التقى الطالب الجامعي بسيدة جميلة فاحشة الثراء تسكن في شقة فاخرة على النيل بعقار مواجه لهم، فطلبت من من شقيق جدته "ابعتهولي يقيسلي الضغط"، حينها سيطرت صورة السيدة على مخيلات الشاب، سحرته أنوثتها ودلالها، لم ينم ليلته من فتنتها الطاغية وأسرت قلبه البكر.

دعت السيدة عمر إلى شقتها الفاخرة هوى بين يديها وساقته إلى سريرها، فغرق في ملذات أنسته جامعته وجدته، وبعد أشهر ملّت صحبته فطردته من عالمها، في تحول لم يتحمله الشاب.

يأس عُمر من حياته، أدمن الخمر، خطط للانتقام ممن أضاعت مستقبل وأفقدته الأمل، استغل حيازته مفتاح الشقة، تسلل مخمورًا، فوجدها في أحضان عشيقها الجديد وانهال على جسدها العرض بضربات وطعنات متلاحقة، وضبطته الشرطة مغشيًا عليه، وبعد إحالته للمحاكمة حُكم عليه بالإعدام.

120 دقيقة تلغي الإعدام

قدَّم المستشار بهاء أبو شقة طعنًا على الحُكم أمام محكمة النقض، مستندًا إلى بطلان إجراءات المحاكمة، فألغت النقض الحُكم وأعادت القضية لدائرة أخرى.

استندت النقض إلى الأسباب الواردة في مذكرة الطعن أبرزها بطلان إجراءات المحكمة والخطأ في تطبيق القانون لأن وقت ارتكاب الجريمة كما ثبت بمحضر الشرطة 10 مساءً، وفتح محضر الشرطة 11 مساءًـ فيما كان عمر المتهم في العاشرة لم يتعد 18 سنة، مما يكون معه المتهم حدثًا وقت ارتكاب الجريمة، ولا يجوز الحُكم بإعدام الحدث (الطفل).

خمر وسرقة وبصمة مجهولة

وأشار المستشار "أبو شقة" إلى عدة ملاحظات في القضية منها أن اعتراف المتهم كان في لحظة غاب فيها وعيه وإدراكه إذ كان مخمورًا، فقد كانت رائحة الخمر تفوح منه لحظة استجواب النيابة التي أثبتت ذلك وعرضته على الطبيب الشرعي الذي أثبت حالة السُكر، كما لاحظ اختفاء المصوغات والمجوهرات الخاصة بالضحية من خزانة ملابسها وأنها جردت من مصوغاتها التي تتزين بها، بالإضافة إلى إنكار المتهم سرقة أيء شيء وهو ما أيدته تحريات الشرطة.

وحوت مذكرة الطعن إثبات تقرير الأدلة الجنائية أن البصمات من داخل الخزينة الخاصة بالمجني عليها التي تحوي المجوهرات ليس بها بصمة المتهم وثبت وجود بصمتين للمجني عليها وبصمة لآخر مجهولة، الأمر الذي ينبئ بأن القصد من القتل هو السرقة، كما تبين أن السكين المضبوط بمكان الحادث لم يكن عليها بصمات المتهم، وثبت بتقرير المعامل بالطب الشرعي أن المتهم كان مخمورًا وقت الحادث مما ينتفي معه القصد الجنائي الخاص وهو نية القتل.

وتبين إصابة المتهم في رأسه إصابة رضية جسيمة لم يستطع تبريرها، وعللها بأنها ربما تكون نتيجة اصطدامه بجسم راض كحائط، كما تبين ضبط المتهم في غرفة المجني عليها مغشيًا عليه بعد الإصابة حتى ضبطه متلبسًا.

كشف تقرير الطب الشرعي أن جثة المجني عليها بها إصابتين أولهما إصابات رضية عنيفة بالرأس أدت لتهشيمها وهي حيوية أي حدثت أثناء الحياة وهي سبب الوفاة، وثانيها إصابات طعنتية في الصدر والبطن تحدث من آلة قطعية كسكين إلى أنها غير حيوية وحدثت بعد الوفاة ولا دخل لها في الوفاة.

اعترف المتهم أنه دخل الشقة مصرًا على الخلاص منها وأنها كان مخمورًا وقت تسلله إلى الشقة، وسدد إليها طعنات لكن لم يسرق شيئًا ولم يكن في وعيه بعد أن طعنها ولم يفق إلا بعد أن تجمع الناس في غرفة النوم ووجدوه مغشيًا عليها.

البراءة في خبر صحفي

ذات مساءً كان المستشار بهاء أبو شقة يقرأ الأخبار في إحدى الصحف، حين طالعه خبرًا عن ضبط شاب ثري أثناء بيعه مجوهرات بسعر أقل من ثمنها، ما أثار شكوك الجواهرجي فأبلغ عنه، وكانت المفاجأة بالعثور على مسروقات ثمينة لم يستطع تبرير مصدرها، فيما أشارت التحريات إلى استغلاله وسامته في إيقاع ضحاياه من النساء في شباكه وسلب ثروتهن.

ربط الدفاع بين الخبر والجريمة التي بين أيديه، وإن كان هناك احتمالًا أن يكون عثر على مرتكبها الحقيقي، فعرض الصور على طالب الطب الذي تعرَّف على غريمه.

أمام المحكمة، دفع الدفاع بأن الشاب الوسيم المتهم بالسرقة هو القاتل والسارق، وبمضاهاة بصمته وبين البصمة المجهولة التي تم العثور عليها في خزانة المجني عليها لم يجد الشاب سوى الاعتراف.

واعترف المتهم بقتلها، قائلًا إنه وقع في حبها وأحس منها النفور وتخطيطها للتخلص منه واستبداله بعشيق جديد، ويوم الواقعة أسكرها حتى الثمالة ثم ضربها بقطعة حديدية حتى هشَّم رأسها، وفتح الخزانة واستولى على النقود والمجوهرات والمصوغات، وحينها حضر الطالب مخمورا فطعنها في صدرها وبطنها فأصابني الارتباك فضربته على رأسه وهربت.

وحكمت المحكمة ببراءة الطالب من الاتهامات المسندة إليه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان