إعلان

السعودية وسياستها الخارجية الجديدة في استعراض القوة

12:20 م الأربعاء 22 أبريل 2015

تتهم السعودية منافستها الاقليمية إيران بتسليح الحو

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن (بي بي سي)
رغم المسافة الطويلة بين الحدود السعودية مع اليمن، والتي تبعد عن العاصمة الرياض 10 ساعات بالسيارة وساعتين بالطائرة، فإن الحرب في اليمن تستحوذ على اهتمام الجميع بالرياض.

وتقود السعودية رسميا العمليات العسكرية بمشاركة تحالف يضم عدة دول، الإمارات العربية المتحدة ومصر والمغرب ودولا سنية أخرى.

لكن غالبية السعوديين يرون أنها حربهم بصورة أكبر، وأن لهم حق القتال عبر حدودهم في اليمن. وتقوم الطائرات السعودية بحوالي 70 في المئة من إجمالي الطلعات الجوية التي تستهدف مواقع للمتمردين في اليمن.

هذه الحرب، رسميا، محدودة في نطاقها وأهدافها: إعادة السلطة للرئيس عبدربه منصور هادي، المعترف به دوليا، وكذلك طرد المتمردين الشيعة "الحوثيين"، المتحالفين مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، من الأراضي التي سيطروا عليها.

وغالبا ما تتحول كل محادثة مع مواطنين سعوديين حول العملية العسكرية في اليمن إلى مناقشة أوسع عن المنطقة، ودور حاكم المملكة الجديد، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، كقائد لقوات التحالف، ورغبة الشعب - في أغلب الأحيان - في رؤية هذا الأمر يترجم إلى تحرك في مكان آخر.

والتقيت زوجين شابين يتنزهان بالخارج، الشاب كان يخدم في الجيش لذلك لم يخبرني إلا باسمه الأول فقط "حامد"، ولمعت عيناه عندما سألته عن تأييده للحرب.

وقال: "نؤيد قرار الملك بإعلان الحرب بنسبة 100 في المئة، وآمل أن نتحرك لمساعدة سوريا بعد ذلك، وإسقاط الرئيس بشار الأسد بعد أن تسبب في موت وتدمير شعبه".

موجة الوطنية
وتتهم السعودية منافستها الإقليمية إيران بتسليح الحوثيين، وهذ الاتهامات ينفيها كل من الحوثيين وإيران.

ويشعر السعوديون بصورة عامة أنهم تلقوا ضربات من إيران الشيعية في الشرق الأوسط، في ظل محاولة طهران تعزيز نفوذها من بغداد إلى بيروت.

وتعد قصة الضحية هذه أمر غريب بالنظر إلى قوة دول مثل المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليجي بشكل عام، وحقيقة أن الأغلبية الساحقة من المسلمين في العالم هم من السنة.

لذلك فإن هناك موجة من الوطنية المثيرة للاهتمام تنتشر في المملكة هذه الأيام وكذلك شعور بالفخر بأن المملكة العربية السعودية، في ظل حكم الملك سلمان، تفرض نفسها بطريقة لم تكن في الماضي.

وقال حامد: "السعودية مرجعية وقائدة للعالم العربي والإسلامي ونحن فخورون بهذا".

وهناك سعوديون يعبرون بهدوء عن القلق من الدخول في حرب بدون أي نهاية واضحة لها، لكن لا أحد يريد أن يجاهر بالنقد وتوقعه بإمكانية أن يكون كل هذا خطأ وأن تجد المملكة نفسها متورطة في حرب استنزاف طويلة.

وهناك تقارير حالية عن الضحايا من المدنيين اليمنيين وتحذيرات من كارثة إنسانية تؤرق تفكير المواطنين، والقلق من رد فعل عنيف تجاه المملكة.

وحتى الآن لا يتخطى عدد ضحايا السعودية أصابع اليد الواحدة، ووعدت الحكومة بتعويضات لعائلات "الشهداء" تتضمن مليون ريال سعودي (266 ألف دولار أمريكي) بالإضافة إلى مزايا أخرى.

تقرير على الطريقة الأمريكية
يوميا في السابعة مساء، يتجمع السعوديون حول التليفزيون الرسمي لمتابعة النقل المباشر لمؤتمر صحفي يعرض التقدم الذي تحرزه الحملة العسكرية.

ويبدأ بمقطع فيديو قصيرة لأغنية وطنية عن الأمة، بينما تتحرك الدبابات والجنود وتحلق الطائرات على الشاشة.

ويعرض العميد أحمد عسيري، المتحدث باسم التحالف، تقريرا ملخصا به العملية اليومية على الطريقة الأمريكية، مع لقطات بالأبيض والأسود عن الأهداف التي تضربها الطائرات، ثم يجيب بعد ذلك على أسئلة الصحفيين، وعادة ما يبدأ التقرير بتأكيد على أن كل شيء يسير وفق الخطة.

وبعد الملخص، تبادلت حديثا بصراحة مع العميد العسيري، عندما سألته إن كان فخورا بالدور القيادي الذي تلعبه بلاده في هذه الحرب.

وقال: "إن الدخول في حرب أو القيام بعمليات عسكرية دائما ما يكون قرارا صعبا، وهي ليست أمرا للمتعة لأي بلد".

وأضاف "لم يكن لنا أبدا أي أطماع في اليمن، لكن الموقف كان يتطلب التدخل لعلاجه ومنع أن يتحول اليمن إلى دولة فاشلة وبدون حكومة".

إرسال رسالة
وتمثل تلك الحرب أيضا وسيلة للسعودية للتصدي لما تراه تملق واشنطن لطهران أثناء المفاوضات النووية والشعور بأن الولايات المتحدة تنسحب من المنطقة وتترك فراغا، وهو الشعور الذي يشاطرها فيه حلفاؤها في التحالف.

ويقول عبدالعزيز الساغر، رئيس مركز أبحاث الخليج بجدة: "يشعر غالبية المواطنين بأن الملك سلمان اتخذ القرار الصحيح، وإرسال رسالة إلى إيران في المقام الأول، نحن لسنا ضعفاء ولا مترددين وأمننا القومي سوف يتجاوز حدودنا في الجنوب أو الشمال إذا تطلب الأمر".

ويضيف ساغر: "إذا ما نجحت العملية العسكرية في اليمن، فهذه السياسة الخارجية الجديدة والأكثر قوة سيكون لها تأثير إيجابي على أجزاء أخرى في المنطقة حيث يوجد النفوذ الإيراني، مثل لبنان والعراق والبحرين".

وينظر إلى كل ما يجري في المنطقة الآن من منظور التنافس مع إيران، وهذه الزاوية الطائفية وسيلة مفيدة لإثارة المشاعر لدى جميع الأطراف، لكنها تضع الأقلية الشيعية الكبيرة في السعودية في موقف صعب.

وتقول نسيمة السادة، ناشطة سعودية في حقوق الإنسان في مدينة القطيف ذات الأغلبية الشيعية شرقي البلاد: "أينما تكون الحرب في الشرق الأوسط فإنها تؤثر بشكل سيء على شيعة السعودية، لأنهم يعتبرون أي حرب في العراق أو سوريا حربا طائفية، وحربا على إيران".

واشتكت من أنه إذا أعلن شيعة السعودية دعمهم للحرب، فسينبذون على أنهم مخادعون، وإذا ما تجرأوا على انتقادها فسيوصفون بأنهم خونة.

وأضافت: "نحب بلدنا، نحن عرب وننتمي لهذه الأرض، وليس هناك أي علاقة مع إيران لكن أحدا لا يستمع إلينا، ونظل نواجه هذه الحرب الطائفية علينا على شبكات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام الوطنية".

وفي ظل وجود شيعة سعوديين يشعرون أنهم طابور خامس، وحلفاء سنة مثل باكستان وتركيا مترددون في الانضمام إلى التحالف بشكل كامل، وعدم وجود نهاية في المنظور القريب لعملية عاصفة الحزم، فإن حرب السعودية في اليمن سوف تكون اختبارا قاسيا لقدرتها على القيام بهذا الدور الحازم بدون جر المنطقة إلى فوضى طائفية أعمق.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان