"قصر العيني" وسفير كوت ديفوار يبحثان التعاون في إطلاق البرنامج الفرنسي الطبي "KAF"

كتب- عمر صبري:

04:32 م 10/07/2025

تابعنا على

استقبلت كلية طب قصر العيني، التابعة لجامعة القاهرة، السفير ألبرت ج. دولي، سفير جمهورية كوت ديفوار لدى مصر، يرافقه منى الدالي، مساعدة السفير، وذلك في زيارة رسمية هدفت إلى بحث سبل التعاون المشترك في إطار البرنامج الفرنسي الجديد المزمع إطلاقه تحت اسم "Kasr Al Ainy French – KAF"، والذي يُنتظر أن يبدأ خلال العام الدراسي 2025/2026.

جاءت الزيارة برعاية الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وتحت إشراف الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، وكان في استقبال الوفد الإيفواري الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة مستشفيات قصر العيني، إلى جانب عدد من قيادات الكلية، من بينهم الدكتورة حنان مبارك، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، والدكتورة نادين علاء شريف، أستاذ أمراض النساء والتوليد ومديرة البرنامج الفرنسي بالكلية.

وخلال اللقاء، استعرض الدكتور حسام صلاح، تاريخ كلية طب قصر العيني العريق، مشيرًا إلى أنها تأسست عام 1827 على يد الطبيب الفرنسي الشهير أنطوان كلوت المعروف بـ "كلوت بك"، والذي استدعاه محمد علي باشا لإنشاء أول مدرسة طبية حديثة في مصر.

ولفت إلى أن هذا الإرث التاريخي يعكس عمق الروابط بين مصر والثقافة الطبية الفرنسية، وهو ما يُعطي للبرنامج الجديد بعدًا ثقافيًا وتعليميًا مهمًا.

وأوضح عميد كلية الطب، أن البرنامج الفرنسي "KAF" يهدف إلى تقديم التعليم الطبي المصري باللغة الفرنسية، مما يسهم في تعزيز جسور التواصل والتعاون مع الدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية، ويُمثل خطوة استراتيجية نحو تعميق الشراكات الإقليمية في مجال التعليم الطبي والبحث العلمي.

كما أكد أن البرنامج سيوفر تعليمًا طبيًا عالي الجودة، يُراعي المعايير العالمية، ويمنح فرصًا متميزة للطلاب الأفارقة الراغبين في الدراسة باللغة الفرنسية.

وأشار إلى أن كلية طب قصر العيني تُعد من أبرز المؤسسات الأكاديمية في إفريقيا، حيث تحتل المرتبة الثانية على مستوى القارة، وتتصدر ترتيب كليات الطب في مصر، مؤكدًا أن ذلك يجعلها منصة مثالية لاستضافة برامج دولية من هذا النوع، خاصة في ظل تزايد أعداد الطلاب الوافدين والمهتمين بالحصول على تعليم طبي متميز في مصر.

من جانبه، أعرب السفير الإيفواري عن سعادته بزيارة كلية طب قصر العيني، مثمنًا ما لمسه من ترحيب وإمكانات متقدمة سواء على مستوى البنية التحتية أو الكوادر الأكاديمية والخبرات التعليمية.

وأشاد بالمبادرة التي أطلقتها الكلية لتقديم البرنامج الفرنسي، معتبرًا إياها نقلة نوعية تعكس انفتاح مصر على محيطها الإفريقي، وحرصها على توسيع دائرة التعاون الأكاديمي مع دول القارة.

كما أبدى السفير رغبة بلاده في توسيع التعاون مع مصر، خاصة في مجال تدريب الكوادر الطبية، مشيرًا إلى أن هناك اهتمامًا كبيرًا من كوت ديفوار بتطوير منظومتها الصحية عبر الاستفادة من الخبرات المصرية المتراكمة، لا سيما في مستشفيات قصر العيني ذات التاريخ الطويل والكفاءة المعروفة.

وخلال اللقاء، أعرب السفير ألبرت دولي، عن بعض التحفظات بشأن تحديات اللغة التي قد تواجه الطلاب الإيفواريين عند التحاقهم بالبرنامج، وهو ما تفاعل معه الدكتور حسام صلاح موضحًا أن هناك خطة متكاملة لتدريس اللغة العربية للطلاب الوافدين بالتعاون مع أساتذة متخصصين من كلية الآداب بجامعة القاهرة، وذلك لتسهيل اندماجهم داخل البيئة التعليمية والاجتماعية في مصر.

وأوضح السفير، أن حكومة بلاده بدأت بالفعل خطوات نحو إدخال اللغة العربية في مناهج التعليم داخل عدد من المؤسسات التعليمية، إيمانًا بأهمية تعلم اللغة العربية في تعزيز التعاون العلمي والثقافي مع دول رائدة مثل مصر.

واختُتم اللقاء بعرض تقديمي قدّمته الدكتورة نادين علاء شريف، مديرة البرنامج الفرنسي بكلية طب قصر العيني، استعرضت فيه التفاصيل الكاملة لبرنامج "KAF"، بما في ذلك أهدافه، وآلية التقديم، والمقررات الدراسية، ونظام التدريس، والدور الذي من المتوقع أن يؤديه في خدمة التعليم الطبي باللغة الفرنسية على مستوى القارة الإفريقية.

وشهد اللقاء نقاشًا موسعًا بين أعضاء الوفد الإيفواري وقيادات الكلية، تناول مختلف الجوانب التنظيمية والفنية الخاصة بالبرنامج، وآفاق التعاون في مجال تبادل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، فضلًا عن تنسيق برامج التدريب الطبي المستمر للأطباء من كوت ديفوار، وهو ما يعكس حرص الجانبين على بناء شراكة تعليمية قوية ومثمرة خلال السنوات المقبلة.