إعلان

يستهدف تحقيق مليار دولار بحلول 2030.. ماذا نعرف عن الذهب الأخضر في مصر؟

كتب : عمر صبري

05:00 ص 25/12/2025

المركز القومي للبحوث

تابعنا على

قالت الدكتورة هبة عبدالله، الباحثة بمعهد البحوث الزراعية والبيولوجية بالمركز القومي للبحوث، إن مصر موطن لأكثر من 60% إلى 70% من الإنتاج العالمي لعجينة الياسمين، المكوّن السحري الذي يضفي على أفخم العطور العالمية لمسته الفريدة.

وأضافت، خلال مقالة بحثية، أنه مع هذا التفوق الاستثنائي، تقف مصر اليوم أمام مفترق طرق يتمثل في الانتقال من مجرد توريد الخام إلى تصنيع المنتج النهائي، موضحة أن هذا القطاع، الملقب بحق بـ«الذهب الأخضر»، يمتلك إمكانات هائلة لدعم الاقتصاد القومي والتحول إلى قصة نجاح اقتصادية تدرّ المليار دولار المنشود.

نمو الصادرات وفجوة القيمة

وأوضحت أن قطاع النباتات الطبية والعطرية شهد نموًا ملحوظًا، حيث تجاوزت صادراته 400 مليون دولار في العام الجاري (2024)، ويستهدف الوصول إلى مليار دولار بحلول عام 2030. ورغم تصدير مصر نحو 85% من إنتاجها إلى أسواق مثل أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، فإن الغالبية العظمى تُصدر في صورتها الأولية، كـ«أعشاب مجففة» أو «زيوت خام».

وتابعت: تُكرّس هذه الظاهرة فجوة كبيرة في القيمة، حيث يُقدَّر سعر المنتج النهائي المُصنَّع، كالأدوية أو مستحضرات التجميل، بنحو عشرة أضعاف سعر المادة الخام المُصدَّرة. ويملك التركيز على التصنيع وحده القدرة على مضاعفة العائدات، وقد يصل إجمالي عائدات القطاع إلى 3 مليارات دولار إذا تم استثمار القيمة المضافة بالكامل.

ونوّهت إلى أن النباتات الرائدة في صادرات مصر تشمل الياسمين، أكبر منتج ومُصدِّر لعجينة الياسمين عالميًا، والنعناع، والريحان، والبردقوش، حيث تتصدر مصر إنتاجها وزيوتها الطيّارة عالميًا، إلى جانب البابونج (الكاموميل) الذي يُعد من أجود الأنواع عالميًا.

استراتيجية 2030 والتحديات

وأكدت أن الدولة تتجه بخطوات متوافقة مع رؤية 2030 لزيادة المساحة المزروعة من 130 ألف فدان حاليًا إلى 250 ألف فدان بحلول عام 2030، مع التركيز على الزراعة العضوية (الأورجانيك) كشرط أساسي لدخول الأسواق الأوروبية.

وأشارت إلى أن الاستراتيجية تتضمن تدشين وحدات تعقيم ومعامل بحثية بالشراكة مع هيئات دولية مثل (GIZ) ودول رائدة كالهند لنقل الخبرات وضمان الجودة، إلى جانب دعم صغار المزارعين وتمكينهم، وإنشاء بنية تحتية للتصنيع، ومعامل لمتبقيات المبيدات.

وأوضحت أن التحديات الهيكلية لا تزال قائمة، وأبرزها ضعف البنية التحتية لعمليات الاستخلاص، التي تحتاج إلى استثمارات ضخمة، ما يؤدي إلى ضياع فرص تصنيع كميات كبيرة من الإنتاج. كما تشكل الإجراءات المعقدة للحصول على التراخيص عقبة أمام صغار المستثمرين.

واستطردت: يكمن مفتاح ثروة مصر في هذا القطاع في تحويل المنتج الخام إلى زيوت مُعبأة ومُعالجة ومُعتمدة عالميًا، وإذا نجحت الدولة في ربط الزراعة بالصناعة وتجاوز هذه التحديات، ستصبح مصر قاطرة إقليمية ودولية لهذا القطاع الحيوي.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان