إعلان

معاني القرآن: تفسير آيات من سورة القلم

01:08 م الخميس 30 أغسطس 2018

معاني القرآن: تفسير آيات من سورة القلم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف ـ (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية: {ن ۚ* وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ * فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ}.. [القلم : 1 - 6].

(ن): أحد الحروف المقطعة، وهي آخر سورة في ترتيب المصحف، افتتحت بواحد من هذه الحروف. وردت هذه الأحرف المقطعة تارة مفردة بحرف واحد، وتارة مركبة من حرفين أو ثلاثة، أو أكثر. وللعلماء كلام كثير حول هذه الأحرف، والعلم عند الله.

(والقلم): الواو للقسم، والمراد بالقلم: جنسه، فهو يشمل كل قلم يكتب به.

(وما يسطرون): ما: موصولة أو مصدرية. ويسطرون مضارع سَطَر-من باب نصر-، يقال: سطر الكتاب سطرًا، إذا كتبه. والسطر: الصف من الشجر وغيره، وأصله من السطر بمعنى القطع، لأن صفوف الكتابة تبدو وكأنها قطع متراصة.

(وإنَّ): حرف توكيد.

(لك): المراد النبي صلى الله عليه وسلم.

(ممنون): مأخوذ من المن بمعنى القطع، تقول: مننت الحبل، إذا قطعته، ويصح أن يكون من المن، بمعنى أن يعطى الإنسان غيره عطية ثم يفتخر بها عليه، ومنه قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ}.

(فستبصر): المراد النبي.

(ويبصرون): المراد المشركين الذين قالوا في النبي أقوالا مفتراة. والفعل (تبصر ويبصرون): من الإبصار الذي هو الرؤية بالعينين، وقيل: بمعنى العلم.

قال ابن عباس: فستعلم ويعلمون يوم القيامة حين يتميز الحق من الباطل، وقيل في الدنيا بظهور عاقبة أمرك.

والسين في فستبصر... للتأكيد.

و(المفتون): اسم مفعول، وهو الذي أصابته فتنة. أدت إلى جنونه، والعرب كانوا يقولون للمجنون: فتنته الجن، أو هو الذي اضطرب أمره واختل تكوينه وضعف تفكيره.

وخلاصة المعنى في هذه الآيات: يقسم الحق تبارك وتعالى بمخلوق من مخلوقاته المتعددة، وهو القلم الذي يكتب به الكاتبون، وإن لك – أيها الرسول الكريم-لمقاساتك ألوان الشدائد وأنواع المتاعب، وتحملك أعباء الرسالة ومشاق الدعوة لثوابًا عظيمًا وأجرًا جسيمًا غير مقطوع مع عظمة، أو غير ممنون به عليك من الناس لأنه عطاؤه تعالى بلا وساطة، أو من الله لأنك حبيبه، وهو سبحانه وتعالى أكرم الأكرمين ومن شيمة الكرام ألا يمنوا بإنعامهم، وخلاصة المعنى: يبشر الحق تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم، سترى- أيها الرسول الكريم- وستعلم، وسيرى وسيعلم هؤلاء المشركون، في أي فريق منكم الإصابة بالجنون؟ أفي فريق المؤمنين أم بفريق الكافرين.

فيديو قد يعجبك: