إعلان

من معاني القرآن: (يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ)

02:04 م الإثنين 12 نوفمبر 2018

أرشيفية

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف ـ (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية [يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8)وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) يُبَصَّرُونَهُمْ ۚ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ (14) ] .. [المعارج: 8: 14]

(السماء كالمهل): أي: تكون واهية مسترخية، كالزيت الذي يتبقى في قعر الإناء.

(الجبال كالعهن): أي: كالصوف المصبوغ ألوانا، لاختلاف ألوان الجبال، فإن الجبال إذا فتتت وتمزقت في الجو، أشبهت الصوف المنفوش إذا طيرته الرياح، قيل: أول ما تتغير الجبال تصير رملًا مهيلًا، ثم عهنًا منفوشًا، ثم هباء منبثًا.

(يسأل حميم حميمًا): الحميم: الصديق الوفي القريب.

كلام مستأنف، كأنه لما قال: (ولا يسئل حميم حميمًا) قيل: لعله لا يبصره، فقيل في الجواب: يبصرونهم. أي: يبصر الأحماء الأحماء، فلا يخفون عليهم. والجمع في (يبصرونهم): لأنه يشمل كل حميمين.

(يود): يتمنى.

(ببنيه): أبناؤه.

(صاحبته): زوجه.

(فصيلته): أهله وعشيرته.

(تؤويه): تضمه وتحميه.

خلاصة المعنى في هذه الآيات:

ـ يبين الحق تبارك وتعالى بعض وقائع ذلك اليوم-يوم القيامة-وما يجري فيه أهوال، من ذلك أن السماء في ذلك اليوم تكون منحلة الأجزاء، وتكون الجبال في تفرق أجزائها كالصوف المصبوغ الذي تطاير في الجو، ولا يسأل صديق صديقه القريب منه النصرة؛ لانشغال الكل بحاله؛ لهول الموقف.

ـ ومن شده هول ذلك اليوم، وما يقع فيه أن أعز أصدقائك، وأقرب أقربائك في الدنيا يراك فلا يهتم بك، ولا يسأل عن حالك؛ كما لا تهتم به ولا تسأل عن حاله، لشدة الهول، وانشغال المرء بنفسه، حتى يتمنى المجرم يومها أن يخرج من هذا العذاب ولو ضحى بأعز ما يملك من الولد والزوجة والإخوة والأهل وسائر من في الأرض، ولكن: هيهات.

فيديو قد يعجبك: