إعلان

من معاني القرآن: تفسير آيات من سورة الإنسان

01:12 م الأحد 21 أكتوبر 2018

من معاني القرآن: تفسير آيات من سورة الإنسان

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف ـ (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية {ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا* عينا فيها تسمى سلسبيلا * ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا * وإذا رأيت ثم رأيت نعيمًا وملكًا كبيرًا} .. [الانسان: 17*18*19*20]

(فيها): يعني: في الجنة. (كأسًا): المراد بالكأس هنا: كأس الخمر.

(زنجبيلًا): الزنجبيل: نبات ذو رائحة عطرية طيبة، والعرب كانوا يستلذون الشراب الممزوج به.

(سلسبيلًا): السلسبيل: وصف، قيل: مشتق من السلاسة بمعنى السهولة واللين، يقال: ماء سلسل، أى: عذب سائغ للشاربين. ومعنى (تُسمى) على هذا الرأى. أى: توصف بالسلاسة والعذوبة. وقيل: السلسبيل: اسم لهذه العين، لقوله تعالى (تسمى).

(عليهم): على أهل الجنة من الأبرار.

(ولدان): جمع وليد، وهو الصبي والعبد.

(مخلدون): يعني: باقون دائمون لا يهرمون، و(مخلدون): احتراس المقصود منه دفع توهم أنهم سيصيرون في يوم من الأيام كهولًا. (إذا رأيتهم): أيها المخاطب.

(حسبتهم): ظننتهم.

(لؤلؤا منثورا): يعني: مفرقًا.

(وإذا رأيت ثمَّ): (ثم): هنا ظرف مكان مختص بالبعيد، وهو منصوب على الظرفية. ومفعول الرؤية غير مذكور، لأن القصد: وإذا صدرت منك- أيها المخاطب رؤية إلى هناك، أى: إلى الجنة ونعيمها. فقوله: (رأيت): الثانية، جواب إذا. والمشار إليه (بثم) التي هي بمعنى هناك معلوم من المقام، لأن المقصود به الجنة التي سبق الحديث عنها.

خلاصة المعنى في هذه الآيات:

يبين الحق تبارك وتعالى محاسن شراب أهل الجنة، -وهو من صور تنعيمهم فيها-، فشرابهم فيها من كأس مليئة بالخمر، وهذه الخمر التي يشربونها ممزوجة بالزنجبيل، فتزداد لذة على لذتها، كما يُسقون من عين في الجنة تسمى سلسبيلًا، لها لذة وعذوبة، وسهلة النزول إلى الحلق.

ـ ومن نعيم أهل الجنة من الأبرار أن الله سخر لهم غلمانًا وصبيانًا تدور حولهم لخدمتهم بلطف ورفق وحسن عناية، دائمون على ما هم عليه من الشباب، لا يهرمون ولا يتغيرون، وإذا نظر إليهم ورآهم أي راء ظنهم وحسبهم -لفرط حسنهم وجمالهم وصفاء ألوانهم وإشراق وجوههم وتفرقهم في مجالس مخدوميهم-ظنهم درًّا منشورا مفرقًا في جنبات المجلس.

ـ وإذا نظرت أيها الرائي هناك في الجنة التي عرضها السموات والأرض رأيت من أنواع النعيم وألوانه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ورأيت ملكًا عظيمًا كبيرًا ينظر فيه صاحبه فيرى أقصاه كما يرى أدناه، يبصر فيه ما يملؤه بهجة ويزيده سرورا.

فيديو قد يعجبك: