إعلان

في ذكرى كربلاء.. بماذا نصح ابن الحنفية وابن العباس "الحسين"؟ ولماذا رفض ابن عمر خروجه؟

06:15 م الأحد 08 سبتمبر 2019

ضريح الحسين رضي الله عنه بكربلاء

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- آمال سامي:

في ذكرى معركة كربلاء، التي استمرت ثلاثة أيام حتى انتهت في عاشوراء سنة 61 هـ بمقتل الحسين رضي الله عنه وأصحابه، وقبل خروج الحسين من المدينة في رحلته إلى العراق، نرصد تفاوت موقف الصحابة والتابعين رضي الله عنهم من خروج الحسين رضي الله عنه، ما بين من أيده من حيث المبدأ لكن اختلف معه في الطريقة، كابن عباس رضي الله عنه، ومن رفض تمامًا فكرة الخروج كابن عمر رضي الله عنه..

محمد بن الحنفية

بعد أن وصل لابن الحنفية نية الحسين رضي الله عنه في الخروج إلى الكوفة، نصحه بألا يدخل الامصار بغير أن يتأكد أن أهلها سيبايعونه أولًا، وإنه يخشى أن يختلف الناس عليه ويقتتلون، فقال له: "تنح ببيعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت، ثم ابعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك، فان بايعوا لك حمدت الله على ذلك، وان أجمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك ولا يذهب به مروءتك ولا فضلك، اني أخاف ان تدخل مصرا من هذه الأمصار وتأتي جماعة من الناس فيختلفون بينهم فمنهم طائفة معك وأخرى عليك فيقتتلون فتكون لأول الأسنة، فإذا خير هذه الأمة كلها نفسا وأبا واما أضيعها دما وأذلها أهلا، فقال له الحسين: فاني ذاهب يا أخي، قال: فأنزل مكة فان اطمأنت بك الدار فسبيل ذلك وان نبت يبك لحقت بالرمال وشعف الجبال وخرجت من بلد إلى بلد حتى تنظر إلى ما يصير أمر الناس وتعرف عند ذلك الرأي، فإنك أصوب ما يكون رأيا وأحزمه عملا حتى تستقبل الأمور استقبالا ولا تكون الأمور عليك أبدا أشكل منها حين تستدبرها استدبارا.

قال يا أخي: قد نصحت فأشفقت فأرجو أن يكون رأيك سديدا موفقا.

محمد بن الحنفية هو أخو الحسين رضي الله عنه من أبيه، علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو ينسب إلى أمه خولة بنت جعفر الحنفية.

عبد الله بن العباس

كان عبد الله بن العباس ضد خروج الحسين رضي الله عنه إلى العراق كلية، فكان يخشى أن تكون دعوة أهل العراق له دعوة للفتنة والقتال، ونصحه بالانتظار حتى يقوم أهل العراق بالسيطرة الكاملة على بلادهم وتحريره من سلطة بني أمية، رغم علمه بأنهم ليسوا بقادرين على ذلك، ونصحه إن كان ولابد خارجًا فليسر إلى اليمن لأن بها شيعة أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال "يا ابن عم إني أتصبر ولا أصبر، وإني أتخوف عليك في هذا الوجه الهلاك، أن أهل العراق قوم غدر فلا تغترن بهم، أقم في هذا البلد حتى ينفي أهل العراق عدوهم ثم اقدم عليهم، وإلا فسر إلى اليمن فإن به حصونًا وشعابًا ولأبيك بها شيعة، وكن عن الناس بمعزل، واكتب إليهم وبث دعاتك فيهم..". لكن الحسين رضي الله عنه كان قد استخار وغزم المسير إلى العراق في كل حال، وأخبر بذلك ابن عباس الذي نصحه مجددًا بألا يسر بأولاده ونساءه وأهل بيته قائلًا: "فوالله إني لخائف أن تقتل كما قتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه".

ويعلق الصلابي في كتابه "الدولة الأموية.. عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار" على موقف عبد الله بن عباس من خروج الحسين قائلًا أنه لم يكن يخالف الحسين في خروجه على يزيد من الناحية الشرعية، لكن كان يخالفه من الناحية الاستراتيجية، فكان يرى أنه يجب ألا يخرج حتى يتأكد من قوة شيعته وأنصاره في العراق وإنحسار نفوذ بني أمية عنها.

عبد الله بن عمر رضي الله عنه

كان ابن عمر رضي الله عنه يرفض تمامًا ما يعتزم عليه الحسين رضي الله عنه، وقد نصحه في أكثر من موضع، ويروي الذهبي في سير أعلام النبلاء أنه حين قدم ابن عمر المدينة وبلغه خروج الحسين قال له: أين تريد؟ قال: العراق، ومعه طوامير وكتب، فقال: لا تأتهم، قال هذه كتبهم وبيعتهم. فقالل: إن الله خير نبيه بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة، وإنكم بضعة منه لا يليها أحد منكم أبدًا، وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم، فارجعوا فأبى، فاعتقه ابن عمر وقال: أستودعك الله من قتيل. وكان ابن عمر يقول بعد ذلك: "غلبنا الحسين بن علي بالخروج ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة، ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له ألا يتحرك ما عاش وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس، فإن الجماعة خير.

فيديو قد يعجبك: