إعلان

الدكتور يسري جبر يوضح علاج العصبية الزائدة

كتب-محمد قادوس:

11:58 ص 28/09/2025

الدكتور يسري جبر

تابعنا على

قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن على المسلم أن يحرص على كظم غيظه والتحكم في غضبه مع كل الناس، وخاصة مع والديه، لأنهم أولى الناس بحسن المعاملة ولين الكلام.

واستشهد بقوله تعالى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾، مؤكداً أن كظم الغيظ من علامات المتقين.

وأوضح جبر خلال حلقة برنامج "أعرف نبيك"، المذاع على قناة" الناس": أن وصية النبي صلى الله عليه وسلم «لا تغضب» تعني عدم تنفيذ الغضب والانفعال، مشيراً إلى أن المسلم يمكنه تدريب نفسه على كظم الغيظ حتى يصبح ذلك خُلقاً ثابتاً. وأضاف أن من الوسائل العملية لذلك أن يستأذن من والدته أو والده إذا شعر بالغضب ويغير مكانه حتى يهدأ، قائلاً: "اهرب من نفسك عند الغضب، غيّر وضعك، اخرج وتمشى، ثم عد بهدوء حتى لا تؤذي أحداً ولا تقضي يومك بين الغضب والاعتذار".

وبيّن أن من مكارم الأخلاق أن يتحلى المسلم بالحلم، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس حلماً ولا يزيده جهل الجاهل إلا حلماً، داعياً إلى الاقتداء بهدي النبي في ضبط النفس.

ولفت إلى أن كِبر الوالدين وضعف ذاكرتهم قد يدفعهم إلى تكرار الكلام أكثر من مرة، وهو ما يستلزم صبراً مضاعفاً من الأبناء، لأن هذه الطاعات العظيمة لها ثواب الجنة، ولأنها تحتاج مجاهدة للنفس.

وأضاف جبر أن تهذيب الطبع لا يكون فقط مع الوالدين، بل مع الزوجة والأولاد والجيران وزملاء العمل، لأن ضبط الغضب أساس صلاح الأسرة والمجتمع.

وأكد على الإكثار من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الله تعالى، ومجالسة الصالحين، لأن الطبع الحسن معدٍ كما أن الطبع السيئ معدٍ، وهذه العوامل تساعد على تهدئة النفس وتغيير الطباع للأفضل.

وكان الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامية قد كشف عن أفضل طريقة للراحة النفسية والتخلص من الإجهاد والإرهاق النفسي.

وقال الداعية إن التسليم لله دواء رهيب لراحة البال وسكينة الروح، يخلصك من التوتر والقلق والهم"، ومعناه: "موافقة مرادك لمراد الله، فمراده لك خير من مرادك لنفسك، واختياره لك خير من اختيارك لنفسك، "دبر لي فإني لا أحسن التدبير.

وأوضح خالد، أن التسليم عند النبي صلى الله عليه وسلم كان طريقة يومية، فكان يدعو قبل النوم: اللهم إني أسلمت نفسي إليك وألجأت ظهري إليك، ويدعو في قيام الليل: اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وأنا بك وإليك.

إرهاق النفس

في حين عرّف التدبير بأنه "إرهاق النفس بما ليس في يديك. والتدبير لله وحده، لأن التدبير هو إدارة الغيب، "يدبر الأمر من السماء إلى الأرض"، "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو".

وقال إن التدبير من القيوم، القائم على شؤون عبادة.. "الله لا إله إلا هو الحي القيوم"، ناصحًا: إذًا خطط ثم سلم الأمر لله، لا ترهق نفسك، عليك التخطيط وعليه التدبير.

ووصف خالد، التسليم بأنه أعلى منازل ديننا، لأن الإسلام مشتق من التسليم. "إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين"، مبينًا أن "التسليم ليس اختياريًا ولكنه أصل دينك وحقيقته، كيف تكون مسلمًا ولا تسلم لله.. "وأنا أول المسلمين"، "توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين".

راحة البال وقوة النفس

وبين أن التسليم معناه قبول قناعة واعتقاد، وهذا قمة راحة البال وقوة النفس. فراحة البال تحدث عند القبول مع القناعة أن ربنا لا يدبر إلا الخير، موضحًا أن التسليم ورد في القرآن 52 مرة، "فلما أسلما وتله للجبين"، وهذا هو سر تراجع نبي الله إبراهيم عن ذبح ابنه إسماعيل واستسلما في رضا لله.

واعتبر أن "أحد المشاكل الأساسية مع التسليم والذي يمنعك من التسليم لله والهدوء النفسي هو عقلك الباطن الذي يرسم سيناريو لوصول الخير إليك، ولا تتخيله، ثم تبدأ تتحرك عليه، تم تدعو به فيرسخ في عقلك الباطن أنه باب خيرك وسعادتك ولا باب غيره، فلو لم يأت الخير من هذا الباب تصبح غير راض وغير سعيد ويمكن أن يصيبك الحزن لأن ربنا لم يستجب لك".

وذكر أن أن ملايين الأدلة في حياة الناس تدل أنه بعد مرور سنين يكتشفون أن كثيرًا من اختياراتهم كانت خطأ، لأنهم ببساطة لايعملون الغيب، صدقوا فكرة وهمية وتعلقوا بها بشدة وهي خطأ في الأساس.

وأشار في الوقت ذاته إلى أن أي موضوع ليس له حل واحد فقط، بل هناك أكثر من خطة وبديل.

المرونة الذهنية

وتحدث خالد عن "المرونة الذهنية"، وهي طريقة تفكير منفتحة ترى زوايا كثيرة للموضوع الواحد، والله تعالى يريد أن يدربك على هذه المرونة، والتسليم له يساعدك على تحريكها.

وتابع شارحًا: "سر مع الله، خطط ثم سلم له، دعه يفتح لك البدائل بدلاً من بديل واحد أنت مصمم عليه ولا ترى سواه".

كما أوصى بوضع 10 خطط لحياتك لكن لا تتعلق بها، فأبواب الرزق والخير التي أعدها الله لك أوسع وأحسن مائة مرة من تخطيطك، فقط أحسن عملك وسلم لله.. فاختياره لك خير من اختيارك لنفسك.

اقرأ ايضًا

المفتي يوضح الأفضلية بين أداء الصلاة في أول وقتها منفردًا وأدائها في آخر وقتها جماعة

هل تربية النحل بجوار المنازل جائزة شرعًا؟ الشيخ محمد كمال يوضح

هل الأسرة آثمة إذا امتنعت عن تعليم أبنائها؟.. شوقي علام يجيب

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان