خالد الجندي: آيات التهكم في القرآن تكشف حقيقة مسؤولية الإنسان عن اختياره
كتب-محمد قادوس:
الشيخ خالد الجندي
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن قول الله تعالى: "وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه" من الآيات التي تحمل معنى السخرية والتهكم من أهل النار، مبيناً أن الإغاثة هنا ليست رحمة بل زيادة في العذاب.
وأوضح الجندي، خلال حلقة ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc" أن كلمة "يغاثوا" في ظاهرها تبدو رحمة، لكنها في الحقيقة تهكم شديد، لأن الإغاثة تكون بماء شديد الحرارة يشوي الوجوه قبل أن يصل إلى بطونهم، حتى إن بخار هذا الماء يحرق وجوههم قبل شربه، تخيلوا أن هذا مجرد البخار، فكيف إذا شربوه؟.
وأشار إلى أن هذه الآيات تبيّن أن الإنسان الذي اختار طريق الكفر في الدنيا لا يمكنه طلب الرحمة بعد فوات الأوان، فقد كانت أمامه الفرصة للتوبة والرجوع إلى الله، لكنه ضيعها بإرادته.
وأكد أن بعض الناس يحاولون الاستدلال بآية "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" لتبرير أهوائهم وادعاء أن القرآن يقر حرية الكفر المطلقة، بينما الحقيقة أن الآية تقرر حرية الاختيار في الدنيا، مع بيان العاقبة والوعيد الشديد لمن يختار الكفر.
وقال: "القرآن مليء بآيات السخرية من أهل الباطل، مثل قوله تعالى: ذق إنك أنت العزيز الكريم، فهذه ليست مدحاً بل توبيخاً وسخريه ممن تكبروا في الدنيا، ليعلم الإنسان أن الاختيار في الدنيا مسؤولية ثقيلة، وعليه أن يتحمل عواقبها".
وكان الشيخ أحمد طلبة، قال في وقت سابق له، أن الخطاب القرآني للنبي محمد صلى الله عليه وسلم يأتي على ثلاثة أنماط رئيسية: مباشر، وغير مباشر، وتوجيه بلطف، موضحًا أن لكل نوع دلالة تربوية وأسلوبية مميزة تعكس رحمة الله بنبيه الكريم.
وخلال حواره بحلقة "الجلال والجمال في القرآن"، المذاع على قناة" الناس": أوضح طليبه، أن الخطاب المباشر يتجلى في الآيات التي تحمل أوامر أو نواهي صريحة، مثل قوله تعالى: "فَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ" (سورة القلم: 48)، وهو توجيه للنبي صلى الله عليه وسلم بعدم التسرع كما فعل نبي الله يونس عليه السلام.
وتابع: أما الخطاب غير المباشر، فيتجلى في قصص الأنبياء، حيث يستلهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم الدروس والعبر من التجارب السابقة، كما في قصة موسى عليه السلام عندما قال الله له: "وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ" (سورة طه: 17)، حيث بدأ الله عز وجل الحوار بأسلوب يحقق الأنس والطمأنينة قبل أن يطلب منه إلقاء العصا ليشهد معجزتها.
وأشار طلبة إلى أن الأسلوب التوجيهي اللطيف في القرآن يعلمنا أهمية الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، حيث خاطب الله نبيه بحب ورحمة، وهو درس للمسلمين في كيفية توصيل رسالتهم بلطف دون تشدد.
وشدد على أن هذه الأساليب الثلاثة في خطاب القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم تعلمنا الخوف من الله وحده، والصبر، والتوازن بين الرحمة والحزم في التوجيه والدعوة.
اقرأ ايضًا
هل رفع اليدين أثناء الدعاء ثم مسح الوجه بهما بعد انتهائه جائز أم بدعة؟.. الإفتاء توضح
ما هو أفضل وقت لصلاة قيام الليل وعدد ركعاتها؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)
ماذا نفعل حتى نصل إلى الهمة التي كان عليها الرسولُ ﷺ؟.. علي جمعة ينصح
أمين الفتوى: التنقيب عن الآثار وبيعها وشراؤها أعمال محرمة شرعًا وكسبها خبيث