بعد إعلان وفاة مفتي السعودية.. من هو الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وأبرز فتاواه؟
كتب - علي شبل:
الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
أعلن الديوان الملكي السعودي وفاة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، المفتي العام للمملكة، ورئيس هيئة كبار العلماء، والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، ورئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، عن عمر يناهز 81 عامًا.
ووفقا للديوان الملكي سيصلى على سماحة المفتي في جامع الإمام تركي بن عبدالله بمدينة الرياض بعد صلاة عصر هذا اليوم، ووجه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بأن تقام عليه صلاة الغائب أيضًا في المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة وجميع مساجد المملكة بعد صلاة العصر هذا اليوم.
من هو الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ؟
ولد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في عام 1362هـ/1943م في الرياض، ونشأ يتيمًا، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة. فقد بصره في العشرينات من عمره، لكنه واصل سعيه في طلب العلم الشرعي. درس على يد كبار العلماء مثل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (مفتي الديار السعودية الأسبق)، والشيخ عبدالعزيز بن باز (مفتي سابق)، والشيخ عبدالعزيز بن صالح المرشد.
التحق بمعهد إمام الدعوة العلمي بالرياض عام 1374هـ، ثم بكلية الشريعة التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث حصل على درجة الليسانس في العلوم الشرعية واللغة العربية عام 1384هـ. بدأ مسيرته التدريسية كمدرس في معهد إمام الدعوة من 1384هـ إلى 1392هـ، ثم انتقل إلى كلية الشريعة بالرياض.
مناصبه الرسمية البارزة
- إمام وخطيب مسجد نمرة بعرفة 1402هـ 1982م وهو أحد أشهر خطباء المسجد.
- عضو في هيئة كبار العلماء 1407هـ 1987م.
- عضو متفرغ في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 1412هـ 1991م بالمرتبة الممتازة.
- نائب للمفتي العام 1416هـ 1995م بالمرتبة الممتازة.
- مفتي عام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء 29/1/1420هـ (مايو 1999م) | خلفًا للشيخ عبدالعزيز بن باز، واستمر حتى وفاته- رحمه الله.
كان الشيخ آل الشيخ ثالث مفتٍ في تاريخ المملكة بعد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ والشيخ عبدالعزيز بن باز. كما كان خطيب جامع الإمام تركي بن عبدالله "الجامع الكبير" بالرياض.
إسهاماته العلمية
له مؤلفات عديدة في الفتاوى، والعقائد، وأحكام الحلال والحرام، بالإضافة إلى مجموعات من الفتاوى الصادرة عنه في برامج إعلامية ومناسبات رسمية. ساهم في تعزيز الدعوة الإسلامية عالميًا من خلال رئاسته للمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي.
أبرز 5 فتاوى للمفتي الراحل
كان الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ يركز في فتاواه على التوازن بين الأحكام الشرعية والواقع المعاصر، مع الحرص على تقديم توجيهات تحافظ على القيم الإسلامية، والتي كان لها تأثير كبير في المجتمع السعودي والإسلامي، وفيما يلي خمس من أبرز الفتاوى التي أصدرها خلال فترة توليه منصب المفتي العام، والتي حظيت باهتمام واسع:
1. فتوى جواز زواج المسيار (2006)
وكان زواج المسيار أثار جدلاً في المجتمع السعودي بسبب طبيعته التي تتضمن تنازل الزوجة عن بعض حقوقها مثل السكن أو النفقة.
وفي فتواه، أجاز الشيخ زواج المسيار بشرط استيفاء أركان العقد الشرعي (الإيجاب والقبول، المهر، الشهود، ولي الأمر) وموافقة الزوجة على التنازل عن بعض حقوقها برضاها التام دون إكراه. وشدد على أن هذا الزواج يجب ألا يُستخدم لاستغلال النساء أو التلاعب بحقوقهن.
وقد ساهمت الفتوى في تنظيم هذا النوع من الزواج ووضع إطار شرعي له، مع تسليط الضوء على أهمية الرضا والعدالة بين الطرفين.
2. فتوى تحريم الألعاب الإلكترونية التي تحتوي على عنف أو مخالفات شرعية (2005)
وبسبب انتشار الألعاب الإلكترونية، أصدر الشيخ فتوى حول حكم الألعاب التي تحتوي على عناصر محرمة مثل العنف الشديد، أو ترويج القيم المخالفة للشريعة.
وجاء في بيان فتواه أنه حرم اللعب بالألعاب الإلكترونية التي تتضمن مشاهد عنف شديدة، أو تروج للفساد الأخلاقي، أو تحتوي على رموز دينية مسيئة أو محرمات شرعية كالقمار. وأجاز الألعاب التي تكون خالية من هذه المحظورات وتعود بالنفع أو التسلية المباحة.
أثارت هذه الفتوى نقاشًا واسعًا في المجتمع السعودي حول تأثير الألعاب الإلكترونية على الشباب، وساهمت في توعية الأسر بضرورة مراقبة محتوى الألعاب.
3. فتوى تحريم العمليات الإرهابية والتفجيرات الانتحارية (2004)
في ظل تصاعد العمليات الإرهابية في المملكة وخارجها خلال أوائل الألفية، طُلب من الشيخ بيان الحكم الشرعي لهذه الأعمال.
وفي فتواه، حرم الشيخ بشدة العمليات الإرهابية والتفجيرات الانتحارية، معتبرًا إياها من الجرائم الكبرى التي تؤدي إلى إزهاق الأرواح المعصومة ونشر الفساد في الأرض. استدل بقوله تعالى: (ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها)، (النساء: 93)، وبين أن هذه الأعمال تخالف مقاصد الشريعة في حفظ النفس والأمن. كما دعا إلى محاربة الفكر المتطرف.
وقد دعمت هذه الفتوى جهود المملكة في مكافحة الإرهاب، وساهمت في توعية المجتمع ضد التطرف، وكانت مرجعًا دينيًا هامًا في برامج التوعية الأمنية.
4. فتوى جواز استخدام بطاقات الائتمان بشرط عدم التأخير في السداد (2008)
ومع انتشار استخدام بطاقات الائتمان في المعاملات المالية، طرحت تساؤلات حول مدى مشروعيتها في الشريعة الإسلامية بسبب الفوائد الربوية المحتملة.
وفي فتواه، أجاز الشيخ استخدام بطاقات الائتمان بشرط أن يتم السداد في المدة المحددة دون تأخير، لتجنب الوقوع في الربا المحرم. وأكد أن أي فوائد مترتبة على التأخير محرمة شرعًا لأنها تندرج تحت الربا. كما نصح بضرورة الحذر من الإسراف في استخدام هذه البطاقات.
وقد ساعدت هذه الفتوى في توجيه الأفراد والبنوك نحو استخدام بطاقات الائتمان بطريقة شرعية، وساهمت في تعزيز الوعي المالي في المجتمع السعودي.
5. فتوى تحريم الاحتفال بأعياد غير إسلامية (2012)
ومع تزايد الاحتفالات بمناسبات مثل عيد الحب وعيد رأس السنة في بعض الأوساط السعودية، طُلب من الشيخ بيان الحكم الشرعي لهذه الممارسات.
وفي فتواه، حرم الشيخ الاحتفال بالأعياد غير الإسلامية مثل عيد الحب أو رأس السنة الميلادية، معتبرًا أنها تقليد لعادات غير إسلامية قد تؤدي إلى التشبه بالكفار، وهو ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم. وأكد أن للمسلمين عيدين فقط هما عيد الفطر وعيد الأضحى، وحث على التمسك بالهوية الإسلامية.
واعتبر البعض أن هذه الفتوى عززت الوعي بالهوية الإسلامية في المجتمع، وساهمت في دعم قرارات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنع الاحتفالات بمثل هذه المناسبات في الأماكن العامة.
اقرأ ايضًا:
4 أدعية كافية شاملة.. داعية سعودي يؤكد: لا غنى لكل مسلم عنها (فيديو)
كل صلاتي بالفاتحة و"قل هو الله أحد".. فهل تقبل؟.. عمرو الورداني يرد (فيديو)