المفتي الأسبق يوضح المقصود بـ"مكر الله" في القرآن
كتب : محمد قادوس
علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق
كتب- محمد قادوس:
ورد سؤال إلى لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، يقول فيه السائل،" سائل يقول:" ما معنى قوله عز وجل: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [الأنفال: 30]؟.. أجاب على ذلك فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، موضحا الرأي الشرعي في تلك المسألة.
في رده، قال المفتي الأسبق أن هذا الكلام مَسُوقٌ على سبيل المشاكلة والمقابلة كما يقول البلاغيون، وهو أسلوب لغوي بليغ جاء كثيرًا في القرآن الكريم، كقوله تعالى:﴿نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ [التوبة: 67]، وقوله تعالى: ﴿فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ﴾ [السجدة: 14]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا﴾ [الطارق: 15، 16].
وأضاف جمعة، خلال رده عبر بوابة دار الإفتاء المصرية الرسمية: أن الله- سبحانه وتعالى- لا يوصف بالمكر ولا بالكيد ابتداءً، وهو سبحانه منزه عن النسيان: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ [مريم: 64]، وإنما المقصود من هذه الآيات وغيرها أن الجزاء من جنس العمل، وأن هؤلاء مهما بلغوا في مكرهم وكيدهم فهو لا يساوي شيئًا أمام عظمة الله وقدرته وقهره وانتقامه وتدبيره في هلاكهم وقمع شرهم وباطلهم، وكل ما أضافه الله تعالى لنفسه من صفاته وأفعاله فهو منزَّه عما يخطر بالبال من صفات المخلوقين وأفعالهم، وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك.
واوضح المفتي الأسبق أن العجز عن درك الإدراك إدراكُ... والبحث في كُنْهِ ذات الرب إشراكُ.
اقرأ ايضًا:
هل يجوز قراءة الفاتحة لسيدنا النبي؟.. يسري جبر يجيب
أبونا مقاطعنا واحنا مقاطعينه.. ما حكم الشرع؟.. أمين الفتوى يجيب
هل تجوز الزكاة لقريبتي المتزوجة إذا كان زوجها لا يوفر احتياجات البيت؟..أمين الفتوى يجيب