الحكم الشرعي في لعب الشطرنج.. رأي عالم أزهري يخالف الإفتاء
كتب : علي شبل
الدكتور عطية لاشين
ما الحكم الشرعي في لعب الشطرنج؟.. سؤال تلقاه الدكتور عطية لاشين، أستاذ الشريعة وعضو لجنة الفتوى بالأزهر، ليرد عليه موضحًا الرأي الشرعي في تلك المسألة، والذي جاء مخالفا لما قالته دار الإفتاء المصرية، والدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، في هذا الشأن.
وفي رده، شدد العالم الأزهري على تحريم ما يشغل الإنسان عن ذكر الله عز وجل وكذلك تحريم ما يفسد العقل، مستشهدًا بقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون).. وقد ذكر المفسرون أن المقصود بالميسر الوارد في الآيتين السابقتين هو القمار.
واستشهد بقول مجاهد وعطاء: (كل شيء من القمار فهو الميسر).
وقول ابن عمر وابن عباس ان الميسر هو القمار، كانوا يتقامرون في الجاهلية إلى مجيء الإسلام، وكل ما أنهى عن ذكر الله وعن الصلاة فهو من الميسر حتى إنه يشمل النرد الذي ورد في حديث بريدة بن الخصيب الأسلمي الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه).
وقول عبد الله بن عمر: الشطرنج من الميسر.. كما روي ذلك أيضا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ونص على تحريم اللعب بالشطرنج مالك، وأبو حنيفة وأحمد.
وختم الدكتور عطية لاشين فتواه، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، مؤكدًا أنه يظل لعب الشطرنج محرما سواء كان على مال، أو كان على مشروب، أو لم يكن على هذا ولا ذاك.. هذا والله أعلم.
رأي الإفتاء في اللعب بالشطرنج وهل يختلف حكمه عن حكم اللعب بالنرد عند الفقهاء
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أن اللعب بالشطرنج مُباحٌ عند جماهير العلماء سلفًا وخلفًا، ولا شيء فيه ما لم يكن قمارًا، أو سببًا في إسقاط المروءة، أو مفوِّتًا للواجبات والمهمات، أو منقطعًا به عن العبادات. وقد أقره جمعٌ من الصحابة والتابعين، وتبعهم جماعة من الفقهاء والمحدِّثين؛ حتَّى شبَّه بعض الفقهاء هذا القول بالإجماع، وذلك لِما وضعت له هذه اللعبة من التدبير والتخطيط وإعمال العقل وتنشيط الذهن، بخلاف النرد على المال؛ لِما فيه من المقامرة المحرمة.
وأضاف علام، في نص فتواه عبر بوابة الدار الرسمية، أن ما ورد في النهي عنها من آثار عن بعض الصحابة والتابعين: فليست على إطلاقها في الحرمة، بل هي محمولة على الانشغال عن الصلاة عند سماع الآذان، أو ذكر الفحش من الكلام عند اللعب بها، أو تشابه صورتها بالتماثيل المعبودة عند بعض الطوائف.
وبين فضيلة المفتي السابق أن النصوص التي جاءت باستثناء بعض أشكال اللعب المباح لا تفيد حصر الإباحة فيها، وإنما هي تنبيه على مشروعية ما يفيد من اللعب ونهي عما لا يفيد، وإلَّا فقد رغَّب الشرعُ الشريف إلى تعلم بعض الرياضات المشتملة على المنافع والمصالح مع أنها لم تذكر في الخصال الواردة في الحديث، واللعب بالشطرنج داخل ضمن هذه المعاني؛ لِما تضمنه من معنى التنبيه على مكائد الحرب ووجوه الشدِّ والحزم وتدبير الجيوش.
علي جمعة: لعب الشطرنج حلال بشرط
وكان الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أكد أن اللعب بالشطرنج والزهر والورق "الكوتشينة" ولعب الطاولة "جائزة"، ولكن بشرط ألا تلهي عن الصلاة، فإذا كانت تلهي عن الصلاة فلا يجوز، بمعنى أن الذي يقوم باللعب وسمع الأذان ولم يقم للصلاة فهذا حرام، ولا يجوز لأنها لهو عن الصلاة.
ونبه جمعة، خلال لقاء سابق ببرنامجه "والله أعلم"، عبر فضائية cbc، على أن هذا التوضيح هو رأي العلماء من ناحية الإجازة والرفض، مشيرًا إلى أنه لا يجوز اللعب لو كانت تلهي عن إعمار الأرض وقضاء المصالح والتكاسل عن العمل أو تكون تضييعا للوقت.
ولفت إلى إن علماء الإسلام أجمعوا على أن كل ما يخرج الإنسان من جديته ومن استفادته بكل الوقت فهو لهو وقد يكون حراما أو مكروها أو مباحا، ولابد ألا يتعدى هذا اللهو على الأساسيات والفروض والتكليفات التي كلفنا بها لإعمار الأرض وعبادته.
اقرأ أيضاً:
هل الصلاة لمجرد الخوف من الله غير مقبولة؟.. أمين الفتوى يجيب
حكم ودعاء صلاة الاستخارة ومتى يستحب أداؤها.. عالم أزهري يكشف