إعلان

في ذكرى ميلاده.. معركة شيخ الأزهر الأسبق محمد الخضر حسين الفكرية مع طه حسين وعبد الرازق

03:05 م الإثنين 16 أغسطس 2021

محمد الخضر حسين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

تحل اليوم السادس عشر من أغسطس، ذكرى ميلاد الشيخ محمد الخضر حسين المولود عام 1876 بتونس، وهو ذو أصول جزائرية، تولى مشيخة الأزهر عام 1952م واستقال منها بعد أقل من عامين اعتراضًا على إلغاء القضاء الشرعي ودمجه في المدني، حفظ القرآن الكريم كاملًا في تونس في بلدته بـ "نفطة" ثم انتقل للعاصمة، التحق بجامع الزيتونة ثم نال الشهادة العالمية من جامعتها، وكانت له جهود كبيرة في مكافحة الاستعمار خاصة عن طريق مجلته "السعادة العظمى"، حاربته سلطات الأحتلال الفرنسي في شمال اافريقيا كلها، فترك تونس، وغادر إلى الجزائر، ليهرب إلى الآستانة، ثم يتحرك مهاجرًا بشكل تام إلى دمشق إلا أنه اعتقل فيها أيضًا وحين احتل الفرنسيون الشام تركها إلى القاهرة.

كانت معاركه الفكرية مع طه حسين بسبب كتابه في الشعر الجاهلي، وأيضًا مع علي عبد الرازق بسب كتابه "الإسلام وأصول الحكم"، من أبرز المحطات في مسيرته الفكرية، إذ تفرغ لكلا الكتابين ليرد عليهما رد علمي منهجي كل في حينه، وكانت البداية بكتاب "الإسلام وأصول الحكم"، إذ أصدر كتابًا بعنوان "نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم" ليرد فيه على علي عبد الرازق وأفكاره، ويقول في مقدمته "وقع في يدي كتاب (الإسلام وأصول الحكم) للشيخ علي عبد الرازق فأخذت اقرؤه قراءة من يتغاضى عن صغار الهفوات، ويدرأ تزييف الأقوال بالشبهات، وكنت أمر في صحائفه الأولى عن كلمات ترمز إلى غير هدى...وكنت اصبر نفسي على حسن الظن بمصنفها، وأرجو أن يكون الغرض الذي جاهد في سبيله عشر سنين حكمة بالغة"، لكن يقول الخضر حسين أن المؤلف جحد الخلافة أنكر حقيقتها، وزعم أن النبي ما كان يدعو إلى دولة سياسية، وغيرها من الأفكار التي رد عليها كلها الخضر حسين في كتابه ذو الأبواب الثلاثة: أولها "الخلافة والإسلام" وثانيها "الحكومة والإسلام" وثالثها "الخلافة والحكومة في التاريخ"، كان منهج الخضر حسين في نقد الإسلام وأصول الحكم إيراد كل فقرة فيه لينقدها وينقض فكرتها أو يوضح رأيه فيها.

تولى الشيخ الخضر الرد على كتاب طه حسين "في الشعر الجاهلي" الذي أثار جدلًا واسعًا حين صدر، واستهل كتابه برأي "صاحب الفضيلة مفتي الديار المصرية" في كتاب طه حسين، وكان الشيخ عبد الرحمن قراعة وقتها هو من تولى منصب الإفتاء، والذي ذكر فيه ما كتبه الخضر حسين في الرد على ما ورد في كتاب في الشعر الجاهلي ردًا يتميز بأنه حلل ما كتبه طه تحليلًا "علميًا نزيهًا" حسب تعبيره، ليثبت بشكل علمي أصالة الشعر الجاهلي ويتهم طه حسين باعتماده على كتابات المستشرقين.

ترك الشيخ محمد الخضر حسين عدة مؤلفات منها:

1. "رسائل الإصلاح"، في ثلاثة مجلدات.

2. الخيال في الشعر العربي.

3. القياس في اللغة العربية.

4. ديوان شعر “خواطر الحياة”

5. آداب الحرب في الإسلام.

6. وكذلك نشرت له عدة أبحاث ومقالات عديدة نشرت في مجلة الأزهر (نور الإسلام)، و"لواء الإسلام"، و"الهداية الإسلامية".

موضوعات متعلقة

في ذكرى ميلاده.. 17 محطة في حياة "محمد الخضر حسين" في رحلته من تونس حتى "مشيخة الأزهر"

فيديو قد يعجبك: