إعلان

خطبة المسجد النبوي: الإخلاص لله في كل عمل شرطٌ في قبوله ومضاعفة أجره

03:08 م الجمعة 23 أغسطس 2019

الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(وكالات):

دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم المسلم الذي وفقه الله إلى أدائه فريضة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، إلى الثبات على الدين, وشكر الله عزّ وجل أن يسّر له أداء الفريضة.

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم- نقلا عن وكالة الأنباء السعودية واس: إن الحجيج عادوا من بيت الله الحرام والمشاعر بعد أداء أطول عبادة بدنية بأداء مناسك الحج, التي فيها تظهر عظمة الإسلام في توحيد الشعوب على الحقّ, وجمعهم على كلمة الإسلام, يقصدون مكاناً واحداً, ويدعون رباً واحداً, ويتّبعون نبياً واحداً, ويتلون كتاباً واحداً, فيه تزول فوارق زخرف الدنيا, ويظهر الخلق سواسية لا تمايز بينهم في المظهر, فالجميع في لباس واحد.

وأوضح أن الله سبحانه يظهر آيات لخلقه على صدق رسله, فإبراهيم عليه السلام يدعو ربّه : "فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ".

وقال فضيلته إن المخلص يستجيب الله دعوته ولو بعد مماته, وفي كل عام يظهر أثر دعوة الخليل عليه السلام, فيستجيب المسلمون لدعوته، يقصدون مع مشقة السفر وادياً لا زرع فيه, ليظهروا افتقارهم إلى الله بوقوفهم في عرفات والمشاعر, وتذللهم للرب سبحانه بتجردهم من المخيط, وحلق رؤوسهم خضوعاً له.

وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن الله سبحانه وعد بحفظ هذا الدين, ومع تطاول الزمان وتقلّب الأحوال, وتنوّع الحروب والفتن, والتقلّب بين الفقر والرخاء, إلا أن هذا الدين بقي ناصعاً تاماً مبيناً, كأن الوحي نزل اليوم, فيلبسن ما لبس النبي صلى الله عليه وسلم من إزار ورداء, ويلبّون بتلبيته, ويرمون كما رمى, ويطوفون بالبيت كما طاف.

وأكد فضيلته أن الوفاء من شيم الرجال, ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم صبر على الأذى والكروب, لتنعم أمته بالهداية, إذ قال لعائشة رضي الله عنها : (يا عائشة, لقد لقيت من قومكم ما لقيت) رواه البخاري .

وأوضح الشيخ القاسم أن الإخلاص لله في كل عمل شرطٌ في قبوله, والله غني عزيز لا يقبل عملاً لم يرد به وجهه, قال عليه الصلاة والسلام: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً وابتغي به وجهه) رواه أبو داود .

وقال فضيلته : إن من أدخل في عبادة الله رياءً أو سمعة, أو ابتغى مدح الناس له, لم تقبل منه عبادته, ولن يكون له منها سوى التعب والنصب, مستشهدا بقوله عزّ وجلّ في الحديث القدسي "أنا أغنى الشركاء عن الشرك, من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه" رواه احمد.

ولفت إلى أن من أخلص لله تقبّل الله عمله وضاعف أجره, ومن اقتفى أثر النبي صلى الله عليه وسلم حريٌ به التأسي بنبيه في شأنه كلّه, وذلك سبيل الظفر والفلاح, مؤكدا أن النعم تدوم وتزيد بالشكر, فمن أدى عبادة وحمد الله عليها, يسّر الله له عبادة بعدها لينال ثوابها, ولذلك شرع قول الحمد لله ثلاثاً وثلاثين مرة دبر كل صلاة مفروضة, لشكر الله على أداء تلك الفريضة.

وأفاد الشيخ القاسم أن المسلم إذا عمل عملاً صالحاً وجب عليه حفظه بالحذر من الوقوع في الشرك, إذ أنه يحبط الحسنات, كما أن الثبات على الدين من عزائم الأمور, فمن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قوله : (ثبّت قلوبنا على دينك) رواه ابن ماجه .

وأكد فضيلته أنه ليس من شرط صحة الحج زيارة المدينة, بل يقصد مسجدها سنّة رغب فيها النبي صلى الله عليه وسلم للحاج وغيره بالصلاة فيه, فهو أحد المساجد الثلاثة التي لا تشدّ الرحال إلا إليها.

فيديو قد يعجبك: