إعلان

من معاني القرآن: تفسير آيات من سورة المزمل

02:52 م الأحد 04 نوفمبر 2018

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي-أحد علماء الأزهر الشريف ـ (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية [يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)]، [إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)]، [وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8)] .. [المزمل: 1*6*8]

(المزمل): اسم فاعل من تزمل فلان بثيابه، إذا تلفف فيها، وأصله: المتزمل، فأدغمت التاء في الزاي والميم. وافتتح الكلام بالنداء للتنبيه على أهمية ما يلقى على المخاطب.

قيل: اجتمعت قريش في دار الندوة فقالوا: سموا هذا الرجل اسمًا تصدوا الناس عنه فقالوا: كاهن. قالوا: ليس بكاهن. قالوا: مجنون. قالوا: ليس بمجنون. قالوا: ساحر. قالوا: ليس بساحر ...فتفرق المشركون على ذلك، فبلغ ذلك النبي فتزمل في ثيابه وتدثر فيها، فأتاه جبريل فقرأ عليه: (يا أيها المزمل)، وقيل غير ذلك.

(ناشئة الليل): أي: ساعاته وأوقاته، لأنها تنشأ أولًا فأولًا. وقيل: هي النفس التي تنشأ من مضجعها للعبادة، أي: تنهض.

(أشد وطئًا): يعني: أثقل على المصلى من صلاة النهار.

(أقوم قيلًا): أي: أشد مقالًا، وأثبت قراءة.

(تبتل): من التبتل، وهو الاشتغال الدائم بعبادة الله، والانقطاع لطاعته. ومنه قولهم: بتل فلان الحبل: إذا قطعه، وامرأة بتول: أي: منقطعة عن الزواج، ومتفرغة لعبادة الله. والمراد هنا: التفرغ لما يرضى الله تعالى، والاشتغال بذلك عن كل شيء سواه.

وليس المراد الانقطاع التام عن الأعمال، لأن هذا يتنافى مع قوله تعالى: (إن لك في النهار سبحًا طويلًا)، وإنما المراد التنبيه إلى أنه ينبغي له أن لا يشغله السبح الطويل بالنهار، عن طاعته سبحانه والمداومة على ذكره.

خلاصة المعنى في هذه الآيات:

ـ افتتح الكريم تبارك وتعالى هذه السورة بهذا النداء ملاطفة ومؤانسة للحبيب، فناده عز وجل بحاله، وعبر عنه بصفته؛ تلطفًا معه، وإيناسًا لنفسه.

ـ يخبر الحق تبارك وتعالى أن قيام ساعات الليل وإحياءها بالعبادة من ذكر صلاة وتفكر وتدبر هي أشد وأثقل على القائم ليله من عبادة النهار؛ لأن القائم في الليل يجاهد نفسه ويهجر مهده، ويتجافى عن المضجع جنبه، وهي كذلك أصوب قولًا وأحسن لفظًا؛ لأن الليل فيه تهدأ الأصوات، وتنقطع الحركات، ويخلص القول ويفرغ القلب ولا يكون هناك مانع أو حائل دون تفهم القرآن وتدبره.

ـ يأمر الحق تبارك وتعالى نبيه بالمداومة على ذكره ليلًا ونهارًا، وذلك بتسبيحه، وتحميده وتكبيره، والتفرغ لعبادته وطاعته تفرغًا تامًا، دون أن يشغله عن ذلك شاغل.

فيديو قد يعجبك: