إعلان

في ذكرى استشهاده.. تفاصيل آخر لقاء بين الصحابي عبد الله بن الزبير وأمه

03:06 م الثلاثاء 11 فبراير 2020

عبد الله بن الزبير

كتبت – آمال سامي:

في مثل هذا اليوم السابع عشر من جمادى الآخرة في العام الثالث والسبعين من الهجرة، استشهد خامس الخلفاء الراشدين عبد الله بن الزبير، بعد أن دامت خلافته تسع سنوات، حيث قتل إثر معركة في مكة وقيل إنه كان متعلقًا باستار الكعبة، بعد أن حاصره الحجاج بجيشه أكثر من ثمانية أشهر، ثم صلبه الحجاج وأرسل رأسه إلى عبد الملك بن مروان.. في السطور التالية يرصد مصراوي اللحظات الأخيرة في حياته حيث ذهب إلى أمه يودعها حيث كانت مريضة حين بدأ قتاله مع الحجاج، وحثته على الإقدام على الأمر وألا يخشى الموت وألا يخشى حتى حزنها عليه.

يروي ابن عساكر في تاريخ دمشق أن الزبير- رضي الله عنه- دخل على أمه ورقت فنظر لها فقال لها: كيف تجدينك؟ قالت: وجعة، قال: إن في الموت لعافية، قالت: لعلك تشتهي موتي فذلذلك تتمناه فلا تفعل، فالتفتت إلى عبد الله فضحكت وقالت: والله ما اشتهي أن موت حتى تأتي على أحد طرفيك إما تقتل فاحتسبك، وإما تظفر فتقر عيني عليك، وأياك أن تعرض علي خطة فلا توافق فتقبلها كراهية الموت..وكان ابن الزبير كان يخشى عليها أن تحزن بعد وفاته وهو ما كان يعينه، حيث كانت رضي الله عنها طاعنة في السن ومريضة قد بلغت المائة عام.

ويروي الطبري في تاريخه اللقاء الأخير في منظور أكثر تفصيلًا، حيث دخل ابن الزبير على أمه يستشيرها في أمره، ويعزيها في نفسه، فينقل الطبري عن المنذر بن جهم الأسدي قوله: رأيت ابن الزبير يوم قتل وقد تفرق عنه أصحابه، وخذله من معه خذلانًا شديدًا، فدخل ابن الزبير على اسماء وقال لها: يا أمه خذلني الناس حتى ولدي وأهلي فلم يبق معي إلا اليسير، ومن ليس عنده من الدفع أكثر من صبر ساعة، والقوم يعطونني ما أردت من الدنيا فما رأيك؟ فقالت: أنت والله يابني أعلم بنفسك، إن كنت تعلم أنك على حق وإليه تدعو فامض إليه، فقد قتل عليه أصحابك، ولا تمكن من رقبتك يتلعب بها غلمان بني أمية، وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت، أهلكت نفسك وأهلكت من قتل معك، وإن قلت: كنت على حق فلما وهن أصحابي ضعفت، فهذا ليس فعل الأحرار ولا أهل الدين. وكم خلودك في الدنيا؟ القتل أحسن.

فاقترب منها الزبير وقبل رأسها قائلًا: هذا والله رأيي والذي قمت به داعيًا إلي يومي هذا ما ركنت إلى دنيا، ولا أحببت الحياة فيها، وما دعاني إلى الخروج إلا الغضب لله أن تستحل حرمه، ولكنني أحببت أن أعلم رأيك، فقد زدتني بصيرة مع بصيرتي، فانظري يا أمه فإني مقتول من يومي هذا فلا يشتد حزنك وسلمي لأمر الله، فإن ابنك لم يتعمد إيثار منكر، وعملا بفاحشة، ولم يجر في حكم الله، لم يغدر في أمان، ولم يتعمد ظلم مسلك ولا معاهد، ولم يبلغني ظلم عن عمالي فرضيت به بل أنكرته، ولم يكن عندي أثر من رضا ربي. اللهم إني لا أقول هذا تزكية مني لنفسي، انت أعلم بي، ولكني أقوله تعزية لأمي لتسلو عني. فقالت: إني لأرجو من الله أن يكون عزائي فيك حسنًا إن تقدمتني، وإن تقدمتك ففي نفسي، اخرج حتى انظر إلى ما يصير أمرك. قال: جزاك الله يا أمه خيرًا، ثم قالت: اللهم ارحم طول ذلك القيام في الليل الطويل، وذلك النحيب والظمأ في هواجر المدينة ومكة، وبره بأبيه وبي، اللهم قد سلمته لأمرك فيه، ورضيت بما قضيت، فأثبني في عبد الله ثواب الصابرين الشاكرين.

وفي رواية أخرى للطبري طلبت أسماء من الزبير أن ينزع درعه واستنكرت أن يكون راغبًا في الشهادة ويحتمي بدرع، فمست الدرع بينما هو يودعها وقالت: ما هذا صنيع من يريد ما تريد، قال: ما لبست هذا الدرع إلا لأشد منك، فالت العجوز: فإنه لا يشد مني، فنزعها.

موضوعات متعلقة..

- في ذكرى استشهاده.. كيف تحققت آخر دعوات الخليفة عمر بن الخطاب؟

- في ذكرى استشهاد حمزة بن عبدالمطلب أسد الله وعم نبيه.. وقصته مع "آكلة الأكباد"

فيديو قد يعجبك: