إعلان

الحج.. جامع العبادات وطريق الجنة

د- عيد حسن

الحج.. جامع العبادات وطريق الجنة

06:42 م السبت 03 أغسطس 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم ـ د: عيد حسن

عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية

الحج هو الفريضة الخامسة من فرائض الإسلام، والركن الذي يجمع خصائص الأركان كلها فهو يجتمع مع الصلاة في الإعراض عن الدنيا والترفع عن اللغو والصلة الدائمة بالله عز وجل، ويشارك الصيام في الخشية والتقوى والمساواة، ويأخذ من الزكاة البذل والتضحية والإنفاق، فهو إذن عبادة روحية وجسمية ومالية، وهو مؤتمر عام لجميع المسلمين تزول فيه الفوارق الطبقية ليصير الناس جميعهم سواسية في العبادة والخضوع.

وقد عد النبي-صلى الله عليه وسلم-الحج مكفرا للذنوب ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».

والرفث: الكلام الفاحش البذيء، والجماع ومقدماته، وأما الفسوق: فهو سائر المعاصي من قطيعة الرحم، والعقوق، وأكل الربا، والغيبة والنميمة، وغيرها من الذنوب، وشرط التكفير أن يكو ن الحج لله أي: خالصا لوجه لا رياء ولا سمعة، بل يغلفه الإخلاص من مبدأه إلى منتهاه.
وقد اختلف العلماء في المراد بالذنوب التي يكفرها الحج ،والراجح أنها تشمل الصغائر والكبائر، غير أنها لا تشمل حقوق العباد من ديون وغيرها إذ يلزم ردها إلى أصحابها أو تبقى في ذمته ليقتص منه صاحب الحق يوم القيامة ، لذا يحذر النبي – صلى الله عليه وسلم – من ذلك المسلك ، فقال: «مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لِأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ». وعلَ في هذا تحذير لمن يأكلون أموال الناس وحقوقهم ثم يذهبون للحج ظانين أنهم بذلك قد تحللوا من إثم الظلم وأكل الحرام.
كما بشر النبي - صلى الله عليه وسلم- من حج حجا مبرورا بالفوز بالجنة ففي الصحيح من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قَالَ:« الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ» وهنا قيد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الحج بوصف لابد منه لكي يقع مقتضاه أي :دخول الجنة، وهو كونه حجاً مبروراً ، أي: وفيت أحكامه ووقع موافقاً لما طلب من المكلف ولم يعص الله فيه ولا بعده، فهذه دلالة القبول من الله. قال الإمام النووي: أنه لا يقتصر لصاحبه من الجزاء على تكفير بعض ذنوبه بل لابد أن يدخل الجنة.
فحري بكل مسلم أن يبادر بأداء هذه الشعيرة الجامعة كي يدرك بشارة النبي- صلى الله عليه وسلم- وكي يندرج في زمرة من يباهي بهم الله ملائكته.

إعلان