إعلان

رئيس "المؤشر العالمي للفتوى": رصدنا تراجع فتاوى "الكريسماس" المتطرفة (حوار)

09:46 م الخميس 27 ديسمبر 2018

رئيس "المؤشر العالمي للفتوى": رصدنا تراجع فتاوى "ا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- محمد قادوس:

كشف المؤشر العالمي للفتوى (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية، في بيان له مؤخرًا، عن رصده لفتاوى الاحتفال برأس السنة خلال هذا العام، من كافة مصادر الإفتاء على مستوى العالم، سواء كانت هيئات ومؤسسات رسمية أو شخصيات ودعاة غير رسميين، أو حتى منظمات إرهابية.

مصراوي التقى طارق أبو هشيمة، رئيس وحدة الدراسات الاستراتيجية بدار الإفتاء المصرية القائمة على عمل المؤشر، والذي أوضح تراجع نسبة فتاوى التنظيمات الإرهابية بشأن الاحتفال بـ"الكريسماس" –رأس السنة- عن السنوات السابقة، وانحسار الفتاوى المحرضة ضد غير المسلمين بشكل عام نتيجة الخسائر التي لحقت بتلك التنظيمات.

وإلى نص الحوار:

بدايةً. ما طبيعة عمل المؤشر العالمي للفتوى؟

يهدف مؤشر الفتوى العالمي بالأساس لقياس حالة الفتوى وتأثيرها على المجتمعات، وكذلك إلقاء الضوء على أبرز الأحداث والمناسبات على الساحة العربية والإسلامية، وتقديم نتائج وتوصيات تفيد الجميع.

كما يستكمل المؤشر منذ تدشينه، في أكتوبر الماضي، الدور الحيوي الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية في ضبط الفتوى والتصدي للفوضى وتحديد المفاهيم بصورة واضحة.

ما أبرز النتائج التي توصل إليها المؤشر منذ انطلاقه؟

أصدرنا أكثر من 20 مؤشرًا مختلفًا تناولت أبرز قضايا الإفتاء بالرصد والتحليل الدقيق، وكان أبرزها تلك المؤشرات
- مؤشر الفتوى الداعشية التي تسببت في مجزرة مسجد الروضة بسيناء 2017 وأظهر أن فتوى تكفيـر "الصوفية" التي أطلقها ما يُعرف بـ"أميـر مركز الحسبة بولاية سيناء" لتنظيم داعش الإرهابي، تسببت في وقوع العمل الإرهابي.

- مؤشر استخدام التنظيمات الإرهابية المختلفة للفتوى في تطويع أهدافها، واستنتج أن الفتاوى تستحوذ على 95% من خطاب التنظيمات الإرهابية وأن 85% منها سياسية.

- مؤشر الفتاوى الصادرة بحق المسيحيين، وكشف أن 90% من أحكام فتاوى المتطرفين تحرّم التعامل مع المسيحيين.

- مؤشر فتاوى توظيف المرأة والطفل داخل التنظيمات الإرهابية، وأظهر أن فتاوى الطفل تُشكّل 10% من جملة فتاوى التنظيمات الإرهابية.

- مؤشر فتاوى المولد النبوي الشريف، وخلص إلى أن 100% من فتاوى "داعش" و"القاعدة" تحرم الاحتفال بتلك المناسبة.

- مؤشر فتاوى المعاملات الاقتصادية وعلاقتها بتمويل التنظيمات الإرهابية، وأوضح أن الفتاوى الاقتصادية تمثل 8% من إجمالي فتاوى التنظيمات الإرهابية.

- مؤشر الفتاوى المعاد نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي في الدول الأجنبية، وأظهر أن "الدعوة للجهاد" تُشكّل 39% من جملة تلك الفتاوى وأخيرًا فتاوى الكريسماس محليًّا وعربيًّا وعالميًّا.

حدثنا بشيء من التفصيل عن فتاوى "الكريسماس" وكيف كان المؤشر ميزانًا لتلك الفتاوى؟

رصد المؤشر عينة من فتاوى الكريسماس وصلت لـ3 آلاف فتوى على مستوى العالم، واختلف مطلقوها بين قطاعات رسمية وغير رسمية بجانب التنظيمات الإرهابية والتيارات المتشددة.

واحتلت فتاوى الإخوان والسلفيين المرتبة الأولى في تحريم الاحتفال بـ"الكريسماس"، ومثلت نحو 2% من جملة الفتاوى المنشورة عالمياً في كل المجالات، في حين مثلت 70% من الفتاوى الصادرة بحق المسيحيين بشكل عام على مستوى العالم.

وهل اختلفت فتاوى (الكريسماس) الصادرة عن مؤسسات رسمية وغير رسمية؟

بتحليل عينة الفتاوى المرصودة تبيَّن أن فتاوى المؤسسات الدينية الرسمية على المستوى العربي جاءت بنسبة (35%) من جملة هذه الفتاوى، في حين مثلَّت الفتاوى غير الرسمية نسبة (65%)، مما يُبين انشغال تلك التيارات بقضايا من شأنها إحداث خلل في نسيج الوطن الواحد.

أما في الدول الأجنبية فأوضح المؤشر أن للفتاوى طبيعة خاصة، وكان أبرز دلالاتها لاسيما المتشدد منها أنها تستعدى الآخرين على المسلمين، وتُكرس وتنمي ظاهرة (الإسلاموفوبيا) بعد انحسارها بشكل كبير.

وما أبرز أسباب تحريم مثل تلك المناسبات في الغرب رغم أنه مجتمع غالبيته غير مسلم؟

بعد الرصد والتحليل وجدنا أن 90% من الفتاوى التي تُحرِّم الاحتفال بالكريسماس في الغرب تعود إلى عدة أسباب، منها الاعتماد على فتاوى قديمة لابن تيمية وإعادة نشرها في كل مناسبة، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث لا رقيب ولا حسيب.

كيف رصد مؤشر الفتاوى تعامل المنظمات الإرهابية مع الاحتفال برأس السنة هذا العام؟

من الأشياء الجديرة بالملاحظة. تراجع الفتاوى الخاصة بتلك التنظيمات هذا العام مقارنةً بالسنوات السابقة؛ نظرًا للتركيز على البناء الداخلي لها بعد خسائرها المتتالية في أكثر من جبهة، بدليل انحسار تنظيم داعش في مصر بشكل يكاد يكون نهائياً، لا سيما بعد عملية سيناء 2018 للقوات المسلحة المصرية.

وبيَّن المؤشر العالمي للفتوى هذا العام، أن نسبة فتاوى داعش التي تحرِّض على قتل واستهداف المسيحيين في الدول العربية والإسلامية بلغت 30%، وعن تنظيم القاعدة بلغت النسبة 4%، وهذا التراجع الملحوظ في الفتاوى يعود إلى إتجاه التنظيم للبعد عن التكفير للظهور كتنظيم معتدل خلاف "داعش".

وما أبرز التوصيات التي قدمها المؤشر بشأن فتاوى "رأس السنة" وما تحدثه من جدل كل عام؟

لا بد من توسيع مساحة الانضباط الفقهي، وكذلك إنشاء نوافذ إعلامية بصورة أكبر للحديث عن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الخاصة بالجزية والتعامل مع غير المسلمين، وتوضيح بعض الإشكاليات الفقهية التي تثير اللغط والمفاهيم الخاطئة، مثل: مفهوم الجهاد وفكرة التعايش بين المجتمع المسلم وغيره، والفتاوى والأحكام التي يتخذها المتطرفون ذريعة للأفعال الإرهابية.

كما أننا ننادي بضرورة مراعاة وتوحيد الأحكام الشرعية الخاصة بالأقليات المسلمة التي تعيش في مجتمع غير مسلم، تجنبًا لمعاناتهم وتصحيحًا لصورة الإسلام السمحة.

فيديو قد يعجبك: