إعلان

كيف عزز القرآن الكريم الشعور الوطنى لدى المصريين ومفهوم المواطنة؟

04:05 م الثلاثاء 23 يناير 2018

كيف عزز القرآن الكريم الشعور الوطنى لدى المصريين و

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أحمد الجندي:

لا يخفى على أحد مدى الحضور الكبير لعادة سماع القرآن الكريم بين الشعب المصري، والذي يعتبر وجبة رابعة لهم لا يستغنون عنها سواء في الطرقات والمنازل والاحتفالات وأماكن العمل، حيث يلاحظ أن سماع القرآن الكريم يتفوق على قراءته بين المصريين.

القرآن الكريم كلام الله المنزل، قراءته عباده وفي تركه خسارة أجرٍ عظيم، وقراءة القرآن لا تكون مجرد قراءةٍ عاديةٍ، وإنّما قراءة تدبّر وتفكّر في آيات الله سبحانه وتعالى، كي نفهم معانيها، والحكمة منها.

ويفخر المصريون بمصريتهم حينما يعلمون أن مصر هى البلد الوحيد الذى ذكر صراحة فى القرآن الكريم خمس مرات، وبالبحث في القرآن والتأمل سنجد أن إجمالي عدد المرات التي ذكرت فيها مصر باستخدام الضمائر وخلافه وصل إلى 80 مرة.

قال تعالى:

{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِى هُوَ أَدْنَى بِالَّذِى هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}.. [البقرة : ٦١].

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}.. [يونس : ٨٧].

{وَقَالَ الَّذِى اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِى مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِى الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}.. [يوسف : ٢١].

{فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}.. [يوسف : ٩٩].

{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِى قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِى مِنْ تَحْتِى أَفَلا تُبْصِرُونَ}.. [الزخرف : ٥١].

وآيات التلميح لها مواطن كثيرة متفرقة، ومن ذلك قوله تعالى: {وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ}.. [الطور: ١-٢]، وقوله: {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ} [المؤمنون : ٢٠]، وقوله تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ}.. [التين : ٢]. وغيرها من الآيات كثير. وأغلب الآيات الكريمة التى ورد فيها ذكر مصر- سواء الواردة بالصريح أو التلميح- تشع بالخير والبركة لهذا البلد الأمين. فمن بركات نهر النيل أن نشأت على ضفافه حضارة شامخة، لايزال إلى الآن لها طلع نضيد يحير الألباب، ألباب العلماء.

وعبر القرآن الكريم عن اعتزاز المصريين بوطنهم ويتجلى ذلك في قولهم لموسي أو عن موسي وأخيه: {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ}.. [طه : 63]، {قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى}.. [طه : 57]، فقالوا: "أرضنا" و "أرضكم" تمسكا منهم بوطنهم .

والقرآن الكريم حين يضفي علي مصر وصف الأرض إنما يعكس أيضا إعجازا تاريخيا يضاف إلي اعجازاته المتنوعة في الفصاحة والعلوم . ذلك أن ما نقله القرآن الكريم باللغة العربية عن اعتزاز المصريين بأرضهم سجله فيما بعد علماء المصريات حين عرفوا رموز اللغة الهيروغليفية وقرأوها وعرفوا أن كلمة " توميري" كانت متداولة علي لسان المصريين وتعني عندهم " الأرض المحبوبة " أي مصر ، وفي نفس الوقت يقولون عن الصحراء وما لا يعرفونه من الأرض المجهولة والتي لا يهتمون بها أنها " آخيت ".

فيديو قد يعجبك: