إعلان

بعد جدل "نجاسة الكلاب".. باحث بالأزهر يعلق وهذا رأي الإفتاء

04:16 م الخميس 09 سبتمبر 2021

رأي الشرع في اقتناء الكلب

كتب- محمد قادوس:

بعد جدل أثاره منشور للفنانة اللبنانية أمل حجازي، على صفحتها بفيسبوك حول رأيها في نجاسة الكلب، وقالت:" الكلب هو صديق وفي وحنون ولو كان نجسا لكان الله ذكر لنا هذا الموضوع مثلما ذكر لنا أن لا نأكل الخنزير لأنه يضر بالصحة، وهو أيضا ليس نجسا فهو من مخلوقات الله، والله لا يخلق شيئًا نجسًا؟

فتوجه مصراوي بسؤال الى الدكتور أبو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بالأزهر لشريف، حول رأي الشرع في اقتناء الكلب وهل هو جائز في كل الحالات.. وهل يوجد دليل من القرآن والسنة يمنع ذلك .. أو دليل على نجاسته؟

أجاب الباحث الشرعي بأن اقتناء الكلب للضرورة جائز مثل كلب الحراسة وكلب الصيد وكلب الماشية وكلب الحرث، مستشهدا في ذلك بقول النبي ﷺ:" من اقتنى كلباً إلا كلب صيد، أو ماشية، أو زرع، فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان".

وأضاف سلامة في رده لمصراوي أن ملائكة الرحمة لا تدخل بيتًا فيه كلب، مستشهدا في ذلك بقول رسول الله-صلي الله عليه وسلم-في الحديث المتفق عليه" لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ"، مشيرًا في ذلك ويوصي بعدم اقتناء الكلاب وتربيتها في البيوت إلا لهذه الأغراض فقط.

وأما عن نجاستها فجمهور الفقهاء قالوا على نجاستها أو نجاسة لعابها أو مرطباتها خلافًا للمالكية، وعندما نجد من يدعي أن الكلب ليس نجسًا فقال الباحث الشرعي، بأن هذا القول عند المالكية.

وفند الباحث الشرعي، رأي من يدعي أنه ليس هناك دليل من القرآن على ذلك، قائلًا: نقول له وهل في القرآن دليل على نجاسة البول أو نجاسة الغائط من الإنسان والحيوان غير مأكول اللحم، أليس القرآن هو الذي قال {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر: 7]، وقال تعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } [الأحزاب: 36]، فكيف وقد ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليرقه ثم ليغسله سبع مرات. [أخرجه مسلم]، وفي رواية أخرى (طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات ـ أو لاهن بالتراب) فما الذي تعنيه كلمة (طهور إناء أحدكم) ألا يدل ذلك دلالة واضحة على تنجسه، وإلا لماذا أمر النبي ﷺ بإراقة ما في الإناء.

وفي نفس السياق، كانت فتوى لفضيلة الاستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، في حديثه ببرنامج "نظرة" المذاع على قناة "صدى البلد "عن حكم تربية الكلب، وهل هو نجس وبالتالي كل ما يصدر عنه به نجاسة؛ قائلا بأن هناك مذهبا وهو المالكية والذي تتبناه دار الإفتاء المصرية، وتفتى به في هذه المسألة بأن الكلب طاهر وكل شيء فيه طاهر، وهذا لأنهم ينطلقون من قاعدة تقول: "بأن كل حيوان حي طاهر"، وقد يأتي نهيٌ من الشرع الشريف بخصوص حيوان معين لا نأكل منه، مثل الخنزير والدواب ذات الناب والحافر.

وأوضح المفتي أنه لا حرج في التعايش مع الكلاب وأن يتعبد الإنسان لربه عز وجل، فإذا توضأ الإنسان وجاء عليه لعاب الكلب على البدن أو الثياب وأراد الصلاة فلا حرج عليه أن يصلي.

وقد أصدرت دار الإفتاء المصرية سابقًا فتوى تجيز اقتناء الكلاب التي يحتاجها المكلف في حياته وعمله، بشرط ألَّا يروّع الآمنين أو يزعج الجيران. وأكدت لجنة الفتوى بالدار أن اقتناء الكلب المحتاج إليه لا يمنع دخول الملائكة على قول كثيرٍ من أهل العلم.

فيديو قد يعجبك: