إعلان

بعد وفاة زوجها.. ماما "ناهد" ربّت 4 أبناء خلال رحلة علاجها من السرطان: "بـ 100 راجل"

08:35 م الخميس 22 مارس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- معتز حسن:

اختفى الجميع عنها بمجرد وفاة الأب منذ 13 عامًا، "الكل خاف يشيل المسؤولية..الكل هرب"، تولت الأم دور الأب لثلاث فتيات وولد الأصغر سنًا، عليها رعايتهم مُتحملة مسؤولية تعليمهم، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فخبر وفاة الأب كان بمثابة فاجعة، لتصبح الأم  الثلاثينية معيلة لأسرتها حاملة على صدرها مرض السرطان.

أصيبت الأم بشلل نصفى لمدة 6 شهور جراء وفاة الزوج، بالإضافة إلى فقدان الابنة "أماني" النطق لفترة كبيرة، "فجأة الدنيا ضلمت..والأهل والأقارب خافوا من تحمل مسؤوليتنا..الكل هرب"، بهذه الكلمات عبرت "أماني" عن حالهما بعد وفاة الأب وإصابة الأم.

وعلى رغم من إصابة الأم إلا إنها ظلت متحملة دور الأم والأب معًا متكفلة بتربية ثلاث فتيات وشاب، فهي قررت تحدي الظروف وتولى تربية الأبناء كما لو كان الأب موجودًا "أمي نفذت وعدها لأبويا إنها هتطلعنا أحسن ناس ويفتخر بينا الكل".

ولم تعرف الأم بمرضها الخبيث، حتى ذات يوم شعرت بألمٍا في صدرها، لتكتشف أن هذا الألم إنذار وإعلان عن الإصابة بـ"ورم خبيث بالثدى".

"أنا وأختي الكبيرة خبينا على ماما نتيجة التقرير...حسيت إني بموت لتاني مرة..والدنيا بتسوّد أكتر"، وتولت الأم دفة قيادة السفينة بأبناءها الأربعة أكبرهم 16 سنة، وهي لم يتجاوز سنها الأربعين عامًا، ولتستمر رحلة الأم مع التحديات ومع مرضها متجنبة أي تقصير تجاه تربية الأبناء.

وظلت الأقدار والأيام تقلب بالأم وبناتها بين الأطباء والمستشفيات لتشخيص المرض ومحاولة التوصل لعلاج، ليدخلن في دوامة التحاليل والأشاعات ويحتار أمرهم، حتى انتهى الأمر بضرورة عمل عملية جراحية لاستئصال الورم، "تحددت العملية .. و كنا كل مرة نروح منلقيش مكان فنروح تانى"، بينما رفضت الأم دخول غرفة العمليات "هسيبه ينتشر في جسمي.. أحسن ما أموت دلوقتي".

وظلت الأم محتجزة داخل المستشفى بعد العملية 14 يومًا ومعها بنتها "أماني" لم تستطع أن تفارقها لحظة "مش هطلع من المستشفى.. هشوف الشمس أنا وهي سوا".

وبدأت الأم رحلة علاجها في المنزل مع الكيماوي مُتحملة عبأ مصاريف وتربية الأبناء كانت السند و الظهر لهم، 

"كانوا يقولوا لنا أمكم دى بميت راجل صعيدى "، لدرجة وصلت كانت الأم تقول ساخرة من حالها لبناتها "فضلي شنبات وبس".

وعلى رغم من ذلك حاولت الأم قدر الأماكن عدم التقصير في دورها لدرجة تصل للقيام بأعمال المنزل بنفسها،"أمى كانت ترجع من الجلسة مكسوفة ان فى حد بيخدمها!..كانت بتقاوح و تساعدنا ف شغل البيت لحد ما تتعب و تقع".

ظلت الأم تمارس دور الأم والأب معًا مقاومة المرض الخبيث مدارية أحزانها وضعفها أمام أعيون أولادها رافعة شعار "اللي شقيان في شوية فلوس بيروح يشلهم في البنك، أما أنا شقايا أنتم" مشيرة لأبناها.

وتكمل "أماني" حديثها عن أمها أن رسالتها في الحياة لهم كانت دائمًا "أوعوا تخذلونى في يوم ..أوعوا تخلوا راسي في الأرض".

وتختم "أماني حديثها عن رحلة شقاء الأم وتقديرًا وتعظيمًا لدورها "كل سنة وإنتي طيبة يا ماما" بمناسبة عيد الأم.

فيديو قد يعجبك: