إعلان

عمرو قورة: الدراما الرمضانية تتكلف 2 مليار جنيه.. والمنتجون يخسرون (حوار)

06:40 م الأحد 11 يونيو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- ندى شريف:

تصوير: فريد قطب:

توقع الخبير الإعلامي والمنتج عمرو قورة، رئيس الشركة المالكة لقنوات النهار، أن يبدأ عصر ما بعد التليفزيون خلال سنتين، وقال في حوار أجراه معه "مصراوي"، إن عمر الشاشة الصغيرة المتبقي لن يتعدى سنتين، لأن "الديجيتال" أخذ الجمهور منه، ناصحا الفضائيات المختلفة بالاهتمام بقنواتها الديجيتال.

وقال قورة إن منتجي الدراما الرمضانية يخسرون ما يقرب من مليار جنيه، بسبب قلة عوائد الإعلانات مقابل تكاليف الإنتاج، منتقدا مماطلة القنوات في تسديد مستحقاتهم، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم المديونيات.

منتجو الدراما الرمضانية يخسرون مليار جنيه.. ومماطلة القنوات في تسديد مستحقاتهم تفاقم المديونيات

وأكد الخبير الإعلامي أن السوشيال ميديا وتقارير "إبسوس" لقياس نسب المشاهدة باتا المحركين الرئيسيين لسوق الإعلانات، لأن المعلنين يعدون خططهم الإعلانية عليها، ما تسبب في تعديل استراتيجيتهم الإعلانية أكثر من مرة في رمضان.

- شهر رمضان سوق إعلاني مهم للقنوات التليفزيونية، فكيف تستعد المحطات لهذا الشهر؟

عادة تبدأ القنوات خطتها التسويقية من قبل رمضان، وكل المحطات تبدأ في عرض المسلسلات التي استحوذت عليها، ويتم طرحها لشركة الاعلانات ليقرر المعلن ويضع خريطته الإعلانية ويقرر نسبة كل قناة ويقسم الميزانية على المسلسلات في أكثر من قناة.

والجديد هذا العام أن السوشيال ميديا أصبحت عاملا أساسيا في تحريك سوق الإعلانات، فمع بداية رمضان تم تحريك الإعلانات من مسلسل لآخر، كما حدث مع مسلسل "ظل الرئيس" في النهار"، ونفس الوضع يحدث بعد تقارير شركة "ايبسوس" لقياس نسب المشاهدة، فكل يوم ترسل ترتيب المسلسلات، ولاحظنا ارتفاع نسبة مشاهدة مسلسلي "الحرباية وظل الرئيس"، والمعلنون يبدلون الحصة المقررة من مسلسل لآخر بدون زيادة في الميزانية.

"السوشيال ميديا و"إبسوس" يحركان سوق الإعلانات.. و"إم بي سي" تسيطر علي 80% منه

- كيف تقييم شركة "إبسوس" لأبحاث السوق؟

هناك جدل كبير، وهناك ظواهر مقلقة علي سبيل المثال قناة "زي ألوان" الهندية ليس من المعقول أن تسبق القنوات المصرية، ولكن حكمنا في النهاية حكم "أنا وصحابي"، ونحن لا نعبر عن كل المشاهدين فلا نستطيع أن نحدد الذوق العام للمشاهد، فربما يكون صحيحاً.

ولكن شركة "إبسوس" تعتبر الأداة الوحيدة أو المقياس الأوحد الذي يتم وضع الاعلانات بناء عليه، فشركة الإعلان عندما تذهب للعميل تردد ما يردده "إبسوس" من إحصاءات.

- هل ظهور قنوات one و dmc أثر علي الكعكة الإعلانية؟

ظهور قانتين جدديتين بإنتاج ضخم أثر طبعا على الكعكعة التي باتت تقسم على 6 قنوات بدلا من 4.

- كيف تقيم أداء قنوات dmc؟

بدأت الشبكة قبل رمضان ببرامج كثيرة، و"متكلفة فالناس ضبطت التردد وفي رمضان نازلين بخريطة تقيله وليس كما فعلت (أون) العام الماضي"، وكانت خطوة ذكية أن يبدأوا قبل رمضان بمجموعة برامج قوية جعلت المشاهد ينزل التردد الخاص بالقناة.

لدي ملاحظات على تقارير "إبسوس" لكنها المقياس الوحيد لرصد نسب المشاهدة

- ما هو ترتيب القنوات من حيث المشاهدة في شهر رمضان؟

إم بي سي مصر 1، تليها إم بي سي مصر 2، ثم الحياة، في حين تأتي قناة المجد للقرآن الكريم رقم 4 في الترتيب، وذلك لأن أبحاث "إبسوس" تتم بالتليفون والمواطن يحب أن يعطي عن نفسه صورة المتدين فيقول إنه يشاهد قناة المجد، وهو لا يشاهدها.

الدراما الرمضانية تتكلف من مليار ونصف لـ2 مليار جنيه و العائد لا يتجاوز المليار وهذه خسارة فادحة

وأحب أن أوضح شيئا، قناة "الحياة" تأتي في الترتيب الثالث، فهل معني ذلك أن برامجها أفضل من قنوات "النهار أو سي بي سي وon e ودي إم سي" بالتأكيد الإجابة "لا". ولكن نقدر أن نقول أن التعود عنصر أساسي للمشاهد خاصة في شهر رمضان، فيقوم بفتح القناة التي تعود عليها فهذا عامل مؤثر السنه دي.

- وما هي الطريقة من وجهه نظرك لضبط نسب المشاهدة؟

الطريقة الوحيدة للضبط هي وضع "people meter" على التليفزيون، ليعطي إشارة للمركز الرئيسي ويحدد "الناس بتشوف إية، وبتقلب امتي بالضبط".

- لماذا فشلت القنوات المصرية في تأسيس شركه مثل إبسوس؟

سبق أن طالبنا بذلك، واقترحنا أن نشترك جميعا في تمويلها، لكن الآن عمر التليفزيون متبقي منه سنتين، لأن الديجيتال (الانترنت ويوتيوب) أخد الجمهور، خاصة أن له مميزات كثيرة، منها تحديد عدد المشاهدة بالضبط، وفي أمريكا حجم الانفاق علي الديجيتال يساوي التليفزيون، وفي انجلترا فاق الانفاق على الديجيتال عن التليفزيون، ولو القنوات لم تأخذ في اعتبارها أن الاعلانات تصرف المشاهد عن مشاهدة التليفزيون فكأنهم "يذبحون الفرخة التي تبيض الذهب".

- وبماذا تنصح القنوات لمواجهه هذا الخطر؟

على كل قناة أن تقوي الديجيتال الخاص بها، وتجلب عليها إعلانات، ولكننا للأسف نستغرق وقتا كبيرا للتغيير، ولا نواكب التطور، وهناك خطورة ضخمة علي التليفزيون.

- كيف تري المرصد الإعلامي الذي أسسه المجلس الأعلى للإعلام؟

من سيكون الحكم؟ نحن مختلفون في المبادي والمقاييس والأخلاق والدين، وعلى سبيل المثال "الكلام اللي كان عيب أوي زمان حالياً بقي عادي جدا، وأصبح هزار بين الشباب، وبالنسبة للعري ففي الدول الغربية بعد الساعة 10 من حقك أن تعرض، لأن الأطفال تكون نامت، والآن كله متاح علي النت فأصبح من الصعب التحكم في أي شيء".

وقناة "دي ام سي" حذفت بعض اللقطات من مسلسل "واحة الغروب" وقال إن السبب إنها لا تراعي الأسرة المصرية، والفن لا ينفع معه حذف لأنه سياق درامي، والأفضل أن يكون هناك الرقيب الذاتي للفنان، فالقيم تغيرت جدا خاصة بعد الثورة.

- ما هو حجم السوق الاعلاني؟

وفق الإحصائيات، السوق الاعلاني في السنة للتليفزيون 3 مليار جنية، وفي رمضان مليار جنية.

ولا يمكن التأكد ومعرفة حصيلة كل قناة، ففي مصر مشكلتنا أنه ليس لدينا أرقام، واذا قمنا بالاتصال بأي قناة علي سبيل المثال "سي بي سي" و سألنا عن حصيلة الإعلانات سيكون الرد: 200 مليون جنيه، و"ممكن يكون بايع زيادة وخايف من الحسد أو ممكن بايع أقل وخايف علي صورته في السوق، فمن يحدد إذا كان كلامة صح أم غلط.

- هل صحيح أن هناك نجوم يتقاضون 40 مليون جنية؟

عادل إمام ويسرا فقط من يأخذون مبالغ مرتفعة فهما حالات منفردة بحكم التاريخ الضخم، ولكن باقي الفنانين يتقاضون مبالغ متفاوتة لا تصل لهذا الحد، ولكن المسلسلات أصبحت تتكلف كثيرا ولا يقابلها زيادة في العائدات.

- كم تبلغ تكلفة الإنتاج الدرامي في رمضان؟

المنصرف علي رمضان ما بين مليار ونصف إلى 2 مليار جنيه، والعائد علي حد أقصي مليار فهذه خسارة فادحة، وفي الآخر المنتج لا يأخذ كل أمواله بسبب مماطلة القنوات، ما يفاقم الديون، والقنوات التي تدعمها الدولة أو رجال أعمال كبار مثل "دي إم سي" و"أون" هي فقط من تستطيع تسديد ثمن المسلسلات. ولكن كنت أرى أنه من الأفضل للدولة شراء قنوات جديدة بكل هذه الأموال أن يشتروا قنوات لها مصداقيتها عند الجمهور.

- وكيف تدفع القنوات غير المدعومة من الدولة ثمن المسلسلات للمنتجين؟

القنوات تدفع 40% من ثمن المسلسل في البداية، على أن تسدد الباقي على دفعات، لكنها تعجز عن ذلك فتزيد المديونية، وهذا هو الحال لأكثر من سنة، و"أرى أن التليفزيون سينتهي ويتوقف تماما إذا فضل بنفس الطريقة في حد أقصي سنتين".

- لماذا تم فض الاندماج بين قناة " سي بي سي والنهار"؟

الاندماج حدث لأسباب واقعية، وهو الوقوف أمام الكيانات الكبيرة كـ"إم بي سي" كيان قديم، و"اون" كيان جديد في وقتها، والمشكلة في الاندماج أن لكل قناة ثقافتها المختلفة، فحدث صراع الحضارات ما استوجب الفض، فقناة " سي بي سي" تخاطب الطبقة العالية والمثقفين والنخب، بينما قناة النهار تعتبر شعبية. والقناتان في العشرة الأوائل في ترتيبهم الآن.

- من يسيطر على سوق الإعلانات ونسب المشاهدة؟

قنوات ام بي سي تسيطر علي 80% من السوق، فبعد 15 عاما من العمل تصبح مسيطرا، تليها القنوات المسنودة من الدولة، والباقي يحاول أن يسيطر أو يندمج ولكنه يفشل.

والكل يحاول أن يغري المعلن الآن ليأخذ النصيب الأكبر، حتى بالتنافس في تقليل سعر دقيقة الإعلان، فثمن "السبوت" (وحدة بيع الإعلان) وصل سعره الآن عند البعض 15 ألف جنيه، بينما سعره الأساسي وصل نص مليون جنية، والمشكلة أنه "لا يوجد ثقافة البيزنس لدينا".

- هل أثر قرار تعويم الجنيه علي القنوات؟

بالطبع أثر بالسلب، فالأسعار ارتفعت بحجة أن الدولار "غلي"، إلا أن هناك فائدة تتمثل في أن ضعف العملة المحلية مقارنة بالدولار يعطينا مزايا كبيرة للتسويق الخارجي، مثل المسلسلات التركية والهندية، فلماذا لا نبدأ في ذلك ونحقق المكسب ففرق الدولار كافي أن يحقق الربح.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك: