إعلان

“كلنا فاسدون.. لا أستثني أحدا".. مشاهد خالدة في ذاكرة السينما المصرية

09:30 ص السبت 12 ديسمبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- منال الجيوشي:

"السينما" هي مرآة الشعوب، فعلى مدار سنوات طويلة، شكلت السينما المصرية وعي الجمهور، وكانت من أهم سبب لتصبح "اللهجة المصرية" هي الأكثر انتشارا في عالمنا العربي، فالسينما كانت دائما سباقة، بها سحر لا تطفئه الأيام.

وتحفل السينما المصرية بأفلام عاشت في وجداننا، فهناك عددا من المشاهد التي لا تنسى، أبرزها:

نهاية فيلم "الأرض"

يأتي فيلم الأرض في الترتيب الثاني ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وجسد محمود المليجي بمنتهى العبقرية دور الفلاح المصري الذي تمثل الأرض بالنسبة له عرضه، حياته، كرامته.

"محمد أبو سويلم" هو الشخصية المصرية الأصيلة التي رُسمت ملامح كل مصري بداخلها، وأضفى المليجي على الشخصية عمقا نجده متجسدا في نبرة صوته ونظرته، ففي شخصية محمد أبو سويلم تتجسد ملامح مصر كلها، لهذا أتى مشهد النهاية مؤثرا، يحمل عمقا كبيرا بتمسك هذا الفلاح بأرضه وكرامته حتى النهاية.

جواز عتريس من فؤادة باطل.. فيلم "شيء من الخوف"

هو مشهد يحتوي على العديد من الاسقاطات السياسية، ويعتبر الجمهور مشهد نهاية فيلم "شيء من الخوف"، من أجمل المشاهد في تاريخ السينما المصرية، حيث حمل أهل القرية جثمان "محمود" ابن الشيخ إبراهيم، والذي اعترض على زواج "فؤادة" من "عتريس"، ليفاجئ بعدها بقتل ابنه، عقابا لوقوفه في زجه "عتريس" ليتوجه أهل القرية إلى منزل عتريس مرددين "جواز عتريس من فؤادة باطل"، لينتهي الحال به وحيدا بعدما تخلى عنه رجاله وقتها، وتم حرق منزله، في مشهد درامي لا ينسى.

نهاية "سواق الأتوبيس"

الفيلم دخل ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وينتهي فيلم "سواق الأتوبيس" للمخرج الكبير عاطف الطيب، بضرب "حسن" لأحد اللصوص الذين حاولوا الاعتداء عليه، مرددًا "يا ولاد الكلب"، وفي الخلفية تستمع لموسيقى "بلادي بلادي"، فبعد كل هذه المعارك التي خاضها حتى لا يباع منزله بالمزاد العلني، لن يستسلم للص يحاول تخويفه في إشارة إلى وطن بأكمله.

مرافعة "ضد الحكومة"

بأداء عبقري، جسد أحمد زكي شخصية المحامي ضمن أحداث فيلم "ضد الحكومة"، ويعد مشهد المرافعة في نهاية العمل، واحدا من المشاهد الخالدة في تاريخ السينما، فهو "ذروة أحداث العمل"، فهذا المحامي الفاسد الذي يصحو ضميره ليقف في وجه مافيا "التعويضات"، يحاول التطهر من فساده في المحكمة، بكلمات مؤثرة مازلنا نتداولها حتى الآن، لتبدأ كلماته بـ: "أنا مثال للمحامي الفاسد.. بل أكثر فسادا مما يتخيله أستاذي".

لتنتهي المرافعة بـ: "كلنا فاسدون.. لا أستثني أحدا"، ليصبح هذا المشهد "أيقونة" و"صنعة معلمين" بأداء أحمد زكي، وكلمات بشير الديك، وإخراج عاطف الطيب.

"الليلة يا عمدة".. فيلم "الزوجة الثانية"

"العمدة عتمان"، هو مثال للفساد والظلم والاستبداد، فبعد إجباره "أبو العلا" لتطليق زوجته "فاطمة" طمعا في الزواج منها، تشتعل الغيرة في صدر زوجته "حفيظة"، فتطلب منه في ليلة زفافه على "فاطمة" أن يأتي لغرفتها، وتحاول إستعادة ذكرياتهما، ليرد عليها: "إنتِ عايزة حاجة"، ويتطور الحوار بينهما حتى تقول له: "الليلة يا عمدة"، فيرد بعصبية "هي حبكت".

الثنائي البارع صلاح أبو سيف وسناء جميل، قدما هذا المشهد بعبقرية وبساطة كبيرة، فأصبح واحدا من أهم مشاهد السينما المصرية.

مشهد نهاية "طيور الظلام"

وكأن الكاتب الكبير وحيد حامد قد "كشف عنه الحجاب"، فبعد ثورة 25 يناير فهم الجمهور مشهد النهاية بفيلم "طيور الظلام"، فرموز الحزب الوطني المنحل وجماعة الإخوان المسلمين تنافسوا على العودة للمشهد السياسي، فكلاهما يتحدث باسم الوطن، وكلاهما فاسد وانتهازي، و"الوطن" هو آخر ما يفكر به، لينتهي بهما الحال خلف أسوار السجن، في مشهد عبقري.

وأثناء لعبهما بكرة داخل السجن، يتحدثان عن كونهما "في مركب واحد" ثم ينظران إلى الكرة فيركضان تجاهها ويقعان سويا حينما حاولا تسديدها خارج الباحة.

قرون "محجوب عبدالدايم"

محجوب عبدالدايم، هو شاب يتخلى عن قيمه ومبادئه، ويتزوج من "إحسان" ويرضى أن يشاركه رجل آخر في زوجته، بعدما ضمن أن يحقق بذلك استقرارا ماديًا ومهنيًا، حتى ولو كان الثمن هو التخلي عن شرفه، لذلك أتى مشهد "محجوب" ومن خلفه "قرون"، هو الأوقع لوصف هذه الشخصية ضمن أحداث فيلم "القاهرة 30".

بكاء أستاذ حمام

لم يتحدث الفنان "الاستنائي" نجيب الريحاني ولو بكلمة واحدة في هذا المشهد، أثناء غناء محمد عبدالوهاب في فيلم "غزل البنات" أغنيته الشهيرة "عاشق الروح".

وفاجئ "الريحاني" كل طاقم العمل ببكائه في هذا المشهد، وكأنه كان يشعر أنه يودع جمهوره، فقد رحل عن عالمنا قبل أن يشاهد الفيلم.

وجسد الريحاني، شخصية أستاذ حمام، مدرس اللغة العربية الذي يقع في غرام "بنت الباشا"، التي لا تعبأ بمشاعره، وحينما يستمع للأغنية لم يتمالك مشاعره، وانهمرت دموعه معبرة عن حب كبير لتلك الفتاة، وحب كبير لفنه الذي ودعه بعد أيام من تصوير هذا المشهد.

"موتوسيكل الشيخ حسني"

يبدو أن الشيخ حسني هو الشخص الوحيد الذي لا يقتنع أنه فاقد حاسة "البصر"، حتى أنه يقود "دراجة بخارية" داخل الحارة في مشهد يجعل المشاهد يردد بداخله "لو أننا نرى كالشيخ حسني".

المشهد في الواقع ينتمي لنوعية مشاهد الكوميديا السوداء الذي أخرجها ببراعة داوود عبدالسيد، ضمن أحداث فيلم "الكيت كات".

مشهد المحاكمة "الناصر صلاح الدين"

ربما لم يكن هذا المشهد هو الأشهر في الفيلم، لكنه الأقوى والأعمق، فمشهد المحاكمة ضمن أحداث فيلم "الناصر صلاح الدين"، هو واحد من أهم المشاهد المرادفة لعبارة "سحر السينما"، فقد كان مباراة تمثيلية بين جميع أبطال المشهد.

ليس هذا فحسب فالمخرج الكبير يوسف شاهين، دمج محاكمة والي عكا "الخائن" من ناحية، ومحاكمة "لويزا" من ناحية أخرى، على يد "كونراد" الخائن الحقيقي، الذي يقل عبارته الشهيرة: "وهكذا سقطت لويز".

ويأتي المشهد ليوجه صلاح الدين تهمة الخيانة لوالي عكا، فيتوسل الأخير ويحاول أن يستعطفه، لتنقل الكاميرا سريعا لـ"كونراد" الذي يوجه تهمة الخيانة للويزا مع صمتها التام، ليقول كونراد في مشهد أشبه بدراما المسرح "لا انتصار بغير الكراهية"، ليرد "صلاح الدين": "لا تحرر بغير الحب".

فيديو قد يعجبك: